الرئيس الألماني: بناء جدار برلين بداية سقوط النظام الشيوعي

ستخفض ألمانيا بشكل كبير التمثيل الدبلوماسي لموسكو على أراضيها بعدما خفضت روسيا عدد الأشخاص الذين يُسمح لبرلين توظيفهم في سفاراتها ومؤسساتها في روسيا، وفق ما أفاد ناطق باسم الخارجية، اليوم الأربعاء.

وقال المصدر في مؤتمر صحفي دوري “قررنا سحب الموافقة الممنوحة لعمل أربع من خمس قنصليات روسية في ألمانيا”.

والعلاقات الروسية الألمانية يشوبها التوتر على خلفية الدعم السياسي والعسكري الذي تقدمه برلين لأوكرانيا في الحرب الروسية الأوكرانية.

وكانت الخارجية الروسية قد أعلنت في وقت سابق عن فرض قيود على الحد الأقصى لعدد أفراد البعثة الدبلوماسية الألمانية ردا على قرار الجانب الألماني مغادرة 40 موظفا دبلوماسيا وإداريا وفنيا من البعثات الروسية لديه عام 2022، ثم طرد 30 موظفا آخرين في بداية عام 2023.

 قال مصدر بوزارة الخارجية الألمانية اليوم السبت إن ألمانيا ستسحب أكثر من 100 موظف يعملون في بعثاتها في روسيا بعد أن فرضت موسكو قيودا على الأعداد المسموح بها للعمل في البلاد.

وقال المصدر: “هذا السقف، الذي حددته روسيا اعتبارا من أول يونيو، يتطلب تقليصا كبيرا (لعدد العاملين) في جميع قطاعاتنا في روسيا”.

وأضاف أن من بين المتضررين معلمين وغيرهم من موظفي المدارس ومعهد جوته، واصفا الأمر بأنه ضروري للحفاظ على التوازن الصحيح للوجود الدبلوماسي الألماني.

وقال المصدر إن العدد المتأثر بهذا القرار يبلغ 100 على الأقل.

وتدهورت العلاقات بين روسيا وألمانيا، التي كانت في السابق أكبر مشتر للنفط والغاز الروسيين، منذ أن شنت موسكو غزوا واسع النطاق لأوكرانيا في فبراير شباط 2022 مما دفع الغرب للرد بفرض عقوبات وإمداد أوكرانيا بالأسلحة.

ووصف المصدر السقف، الذي أُعلن في أبريل نيسان، بأنه “أحادي الجانب وغير مبرر وغير مفهوم”، رافضا الإفصاح عن الحد الأقصى الذي فرضته موسكو.

ولم ترد وزارة الخارجية الروسية حتى الآن على طلب للتعليق.

سيكون مئات الموظفين الألمان العاملين في قطاعي التعليم والثقافة مجبرين على مغادرة روسيا، بموجب قرار لموسكو، حسبما قال مصدر حكومي ألماني لوكالة «فرانس برس»، اليوم السبت.

يأتي ذلك عقب قرار للسلطات الروسية بإجبار ألمانيا على خفض موظفيها الدبلوماسيين والعاملين في مؤسسات عامة، مثل معهد غوته الثقافي والمدرسة الألمانية في موسكو، بحلول الأول من يونيو/ حزيران المقبل، وفق المصدر.

واعتبر تقرير في صحيفة «سودويتشه تسايتونغ»، القرار بمثابة «إعلان حرب دبلوماسي من موسكو في برلين».

الخارجية الألمانية ترد

من جهتها، ردت وزارة الخارجية الألمانية، في بيان: «هذه خطوة أحادية وغير مبررة وغير مفهومة».

ونأت ألمانيا، الشريك الاقتصادي الوثيق لروسيا قبل أن تشن حربها ضد أوكرانيا، بنفسها عن موسكو، وقدمت الدعم المالي والعسكري لكييف في النزاع.

ومنذ تفجر النزاع في أوكرانيا، تزايدت وتيرة التجسس الروسي في ألمانيا، بنسبة قلما كان لها مثيل في السنوات القليلة الماضية، بحسب أجهزة الاستخبارات الألمانية.

وفي منتصف أبريل/ نيسان الماضي، طردت ألمانيا عددا من الدبلوماسيين الروس «لخفض تواجد أجهزة استخبارات»، ما استدعى ردا من موسكو التي طردت 20 من موظفي السفارة الألمانية.

وحددت وزارة الخارجية الروسية في أبريل/ نيسان، سقفا لعدد الدبلوماسيين الألمان وممثلي مؤسسات عامة الذين يُسمح لهم بالبقاء في روسيا، على ما أعلنت وزارة الخارجية الألمانية.

وقال المصدر إن «هذا السقف الذي حددته روسيا لمطلع يونيو/ حزيران، يعني ضمنا خفضا كبيرا في جميع مجالات التواجد الألماني في روسيا».

ولم تحدد الوزارة عدد الموظفين الذين يطالهم القرار، لكن أحد المصادر الحكومية قال إن تقرير صحيفة سودويتشه تسايتونغ، الذي يتحدث عن عدة مئات من هؤلاء الأشخاص «صحيح».