العالمية للدفاع عن الأطفال: 46 طفلا فلسطينيا استشهدوا برصاص الاحتلال

جثث في الشوارع، أطفال مفقودون، نقص في الغذاء والدواء، مستشفيات خارج الخدمة، مظاهر متعددة للأزمة الإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من شهرين.

كاميرا الغد التقت عددا من السيدات الفلسطينيات في غزة، وتحدثن عن بعض مظاهر مآسيهن ومعاناتهن.

سيدة فلسطينية ناجية من حزام ناري شمال غزة تروي لـ «الغد» مأساة المعيشة وسط القصف والحصار ولحظات الرعب، حيث قالت «سمعنا أثناء النوم أصوات الضرب والقصف، وقال الناس اخرجوا، وصرنا نجري في الشوارع وسط القصف، والحطام يقع علينا، وصلنا مقر وكالة الغوث وبيننا مصابون بإصابات مختلفة من شظايا وغيرها».

وتابعت قائلة «الجثث ما زالت في الشوارع، نريد أن يعيش أولادنا في أمن وسلام، لديّ ابن مفقود منذ أربعة أيام ولا أدري إلى أين نذهب».

سيدة أخرى تحدثت للغد عن المآسي التي يعيشها الفلسطينيون، وقالت «هربنا من القصف، وذهبنا إلى مقر الوكالة، أولادي الثلاثة مفقودون منذ 3 أو 4 أيام وحفيدي مفقود معهم».

وطالبت السيدة الفلسطينية بإقامة «هدنة ولو ليوم واحد للبحث عن 0المفقودين».

سيدة ثالثة نزحت إلى مقر تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين، قالت إنها لا تجد مياها للشرب ولا طعاما.

وتابعت «أولادنا يموتون حولنا من الجوع والقصف والأمراض والأوبئة»، وأضافت أنها مضطرة للإقامة بمقر الوكالة لأنه مكان آمن مقارنة بمنزلها.

وأضافت أن أسرتها فقدت 4 أفراد ولا تعرف كيفية الوصول إليهم ولا أي جهة مثل الصليب الأحمر قادرة على مساعدتها في تحديد مصيرهم.

السيدة نورهان أسليم روت للغد معاناتها، فبعد أن وصل جنود الاحتلال إلى غزة، وأثناء محاولتها النزوح إلى الجنوب مع زوجها، قام أفراد في حاجز أمني إسرائيلي باعتقال زوجها، وجاء شقيقها وذهبت هي وبناتها إلى إحدى المدارس ضمن النازحين.

وناشدت نورهان الصليب الأحمر أن يأتي لها بأي معلومة عن زوجها الذي لا تعرف عنه شيئا منذ إلقاء القبض عليه.

وأضافت أن الوضع في المدارس التي يقيمون بها سيء للغاية، حيث لا توجد مياه ولا طعام وغير قادرة على توفير ما تحتاجه ابنتها.

ومع بدء دخول الحرب في غزة شهرها الثالث يواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي هجومه البري وقصفه المدفعي والجوي على أنحاء متفرقة في وسط وجنوب القطاع، فيما ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 16 ألف شهيد بينهم أكثر من 7 ألاف طفل و4885 امرأة.

شاهد | البث المباشر لقناة الغد

يشهد جنوب قطاع غزة أكثر المعارك ضراوة عقب انهيار الهدنة الإنسانية المؤقتة، الأسبوع الماضي. ويواصل جيش الاحتلال التصعيد العسكري بالهجمات المكثفة والقصف المتواصل.. ويرى الباحث السياسي الفلسطيني، سامر السنجلاوي، أن التصعيد هو أسلوب الغرب في الحروب، ولذلك نجد التضامن والتـأييد والدعم الغربي، من بريطانيا وألمانيا وفرنسا ودول غربية اخرى لإسرائيل.

تكتيك القصف المتواصل .. قاعدة عسكرية غربية

أوضح السنجلاوي، أن الجيوش في الغرب، ومنذ أن أسست سلاح الجو، لجأت إلى قاعدة عسكرية تقول: إن القصف الجوي المكثف يؤدي إلى ثورة أو انتفاضة شعبية ضد الحكومات، وبالتالي إسقاطها، ولذلك فإن القصف المتواصل في غزة مقصود لإثارة مشاعر المواطنين ضد المقاومة وضد حماس.

وهذا التكتيك العسكري في القصف لجأت إليه قوات التحالف ضد ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، وقتلت في مدينة هامبورغ وحدها ما يقرب من 50 ألف قتيل، ودمرت 58 مدينة.. ولجأت إليه ألمانيا ضد بريطانيا، وقتلت نحو  40 ألفا في لندن، ولجأت لهذا التكتيك الولايات المتحدة في فيتنام والعراق وسوريا، وفي جميع هذه الوقائع لم يسقط تشرشل و لاهتلر، ولا النظام في فيتنام  أو في سوريا مثلا.. وبالضرورة لن تسقط عزة ولا الحكومة في غزة.

القصف الإسرائيلي المتواصل لم يحقق أي هدف

وقال السنجلاوي للغد: إن القصف الإسرائيلي المتواصل، والذي دمر قطاع غزة، وأسقط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وشرد أكثر من مليون مواطن من أهالي غزة، لم يقض على المقاومة، ولم يحرر أسيرا إسرائيليا واحدا، ولم يحقق شيئا سوى استهداف المدنيين الأبرياء.. أما ما يقال عن اكتشاف فتحات للأنفاق تم إغلاقها، فهذا ترويج دعائي، لأن الفتحات التي توصلت إلبها إسرائيل كانت عقب خروج المقاتلين منها.. كما أن هذه الفتحات يمكن إصلاحها.

لا يمكن إغراق مدينة أنفاق تحت الأرض

أضاف الباحث السياسي: إن كل ما يقال عن إغراق الأنفاق بالمياه عبر مضخات يتم توصيلها بمياه البحر، هو من قبيل «الفنتازيا» أو الخيال العلمي، لأن الأنفاق ليست متصلة ومترابطة، ثم أن الأنفاق ـ وبحسب البيانات الإسرائيلية ـ تمثل مدينة أخرى تحت الأرض.

نتنياهو لا يمتلك زمنا مفتوحا للحرب

وتابع سامر السنجلاوي للغد: رغم كل الكرم الأميركي بالدعم العسكري المتواصل لإسرائيل، فإن جيش الاحتلال لم يحقق أي هدف أو أي  إنجاز، وبات واضحا من التصريحات الأميركية، أنهم أعطوا إسرائيل فرصة لمدة أسابيع  لإنهاء الحرب، وذلك قبل الدخول في منافسات الانتخابات الرئاسية الأميركية، خاصة أن الحزب الديمقراطي الحاكم يواجه منافسة ساخنة من الجمهوريين.

و الأمر الثاني هو قرارات الحكومة الإسرائيلية، وقد صادق الكنيست قبل يومين، على قرار إجراء تعديل على ميزانية 2023 بما يتناسب مع ظروف الحرب، وهذا التعديل يؤشر إلى أن الحرب ستنتهي خلال أسابيع. كما أن وزارة الداخلية التي سبق لها تأجيل انتخابات البلدية التي كان مقررا لها يوم 3 أكتوبر/ تشرين الأول بشكل مفتوح، قررت إجراء الانتخابات يوم  30 يناير / كانون الثاني وبشكل نهائي.. أي أن نتنياهو لا يمتلك زمنا مفتوحا للحرب في قطاع غزة.

شاهد | البث المباشر لقناة الغد

أفاد مراسلنا أن قوات خاصة من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت حارة الحبلة بالبلدة القديمة بنابلس، اليوم الخميس، وأسفر الاقتحام عن إصابة 6 فلسطينيين واعتقال ثلاثة آخرين.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن القوات الخاصة الإسرائيلية تبعتها تعزيزات إضافية، وحاصرت منزلًا واعتقلت ثلاثة شبان هم: جلال عويجان ومعن أبو لاوي وخليل زكريا قبل انسحابها من المنطقة.

وأكد مدير مركز الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر بنابلس، أحمد جبريل، أن طواقم الإسعاف نقلت إصابتين بالرصاص الحي بالأرجل إلى مستشفيات المدينة، في حين تعاملت مع إصابتين بشظايا الرصاص.

وفي سياق استمرار الاقتحامات الإسرائيلية بالضفة الغربية، أفاد مراسل الغد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من مخيمي طولكرم ونور شمس شمالي الضفة.

وكانت صافرات الإنذار قد دوت في مخيم نور شمس شرقي طولكرم، بالتزامن مع اقتحام كبير لقوات الاحتلال، حيث اندلعت اشتباكات مسلحة في محيط المخيم.

كما أشار مراسلنا إلى تفجير عبوة ناسفة بآلية عسكرية خلال اقتحام مخيم نور شمس.

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 42 شخصًا، اليوم الخميس، من أنحاء مختلفة في الضفة الغربية، نصفهم من عمال غزة.

يذكر أن حصيلة الاعتقالات في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بلغت 3640 معتقلًا حتى أمس الأربعاء.

شاهد | البث المباشر لقناة الغد