
الدعوات المكثفة التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية والهيئة الوطنية العليا لكسر الحصار، وتنظيم مليونية “القدس” لإحياء ذكرى النكسة والتي تأتي متزامنة مع استمرار فعاليات اليوم العودة التي انطلقت في الثلاثين من أيار الماضي، دفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي لرفع مستوى التأهب على طول الحدود مع قطاع غزة والدفع بتعزيزات عسكرية تحسباً لتدهور الأوضاع الأمنية على طول الحدود خاصة مع استمرار عمليات التوغل المحدود واستمرا اندلاع الحرائق في المستوطنات الإسرائيلية في محيط غزة بفعل الطائرات الورقية.
تعزيزات عسكرية:
وبدأت الطائرات الإسرائيلية بإلقاء مناشير فوق سماء غزة، تحذر فيها المواطنين من المشاركة في مسيرة العودة يوم غد الجمعة، فيما أوضحت صحيفة “يسرائيل هيوم” أنّ قواتٍ كبيرة من الجيش ستنتشر على امتداد الحدود الشرقية للقطاع ومئات عناصر القناصة على غرار نشر القوات الذي تمّ في الرابع عشر من الشهر الماضي عند مراسم نقل السِفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن جيش الاحتلال في حالة تأهب قصوى لاستعداد ومواجهة أحداث مسيرة العودة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، خاصة وأنها الجمعة الأخيرة من رمضان. وتوقعت أن تكون هذه الأحداث كبيرة في حجمها وعنيفة، وسيضاعف الجيش “الإسرائيلي” أعداد قواته العاملة بشكل عام في القطاع، وستم زيادة أعداد القناصة والسواتر الترابية والأسلاك الشائكة لمنع المتظاهرين الفلسطينيين من اجتياز الحدود.
وأكدت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، على استمرار مسيرات العودة بطابعها الشعبي وأدواتها السلمية حتى تحقيق أهدافها، ومواصلة تحشيد كافة الطاقات الوطنية والشعبية لضمان أكبر مشاركة شعبية واسعة، وأوضحت أنها ماضية في إكمال مسيرة العودة حتى النهاية، وفتح أماكن اشتباك جديدة مع الاحتلال على طول الشريط الحدودي، وقد جدد دعواتها لتظاهرةٍ مليونية يوم الجمعة القادم شرق قطاع غزة تزامنًا مع ذكرى النكسة؛ للتأكيد على حق العودة والدعوة إلى رفع الحصار.
وشددت الهيئة على أن القدس ستبقى عاصمة لدولة فلسطين وللشعب الفلسطيني، ورمزا للسلام والمحبة والإخاء.
زخم يتصاعد:
ومع استمرار مسيرات العودة الكبرى في مختلف المناطق الحدودية لقطاع غزة مع الأراضي المحتلة عام 1948، تزداد أعداد المشاركين فيها بمختلف الفئات العمرية رغم المخاطر المُحدقة بهم، حيث أحيت تلك المسيرات التي انطلقت في الثلاثين من الشهر الماضي الأمل المنشود بالعودة لدى الصغار والكبار الذين شاركوا بقوة متسلّحين بقناعتهم بأنّ بلادهم ستعود رغمًا عن أيّ سلاح يوجّه ضدهم.
وفي كلّ جمعة يتطوّر أسلوب الشباب في اختراع وسائلَ وأساليبَ جديدة ضمن فعالياتهم الشعبية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، كالطائرات الورقية المحمّلة بالزجاجات الحارقة وإشعال الإطارات”الكاوتشوك”، والتقدّم نحو السياج الفاصل، وتخصيص مجموعة من الشبان لإطفاء قنابل الغاز بالمياه والرمال وغيرها، وكل من شأنه التصدّي للترسانة العسكرية التي يمتلكها الاحتلال الإسرائيلي، والقوة المُفرطة التي يستخدمها ضد المتظاهرين على الرغم من الدعوات الدولية المنددة باستهداف المتظاهرين السلميين.
بيانات تحريضية:
ودعا محمد الحرازين، عضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، إلى أوسع مشاركة في فعاليات “مليونية القدس”، بكافة محافظات الوطن.
وقال الحرازين: “غداً الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، ومن المهم المشاركة الحاشدة، والزخم الهادر، والرباط على السياج الزائل في غزة المحاصرة”.
وبين أن الرباط هو مقاومة، والأدوات السلمية هي كذلك مقاومة، فلذلك يجب المحافظة على سلمية هذا الحراك، كون ذلك يغيظ الأعداء.
وتعقيبا على المنشورات التي أطلقتها طائرات جيش الاحتلال الحربية، ظهر اليوم الخميس، في مدينة غزة، قال الحرازين: “شعبنا لا يلقي بالا لهذه المنشورات، وهي أدنى من أن نلتفت إليها”.
مشاركة واسعة:
الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أكدّ أنّ تواجد المواطنين بمختلف الأعمار بمسيرات العودة الكبرى وتصميمهم على المواصلة، والتوافق الفلسطيني الموحدّ حول أهدافها المرجوة وصولًا ليوم ذكرى النكسة الموافق 8 يونيو/حزيران 1967م القادم يشكّل عامل قلق واستفزاز للاحتلال الإسرائيلي.
بدوره اتفق حسن عبدو الكاتب والمحلل السياسي مع سابقه على تزايد أعداد المشاركين في مسيرات العودة بمختلف المناطق الحدودية بالقطاع, عازيًا ذلك إلى رفض الواقع الصعب والمرير الذي يعيشه المواطنون منذ سنواتٍ طويلة
وتوقع عبدو أنّ المشاركة في فعاليات إحياء ذكرى النكسة ستكون واسعة النطاق لأنها لا تقتصر على جهة معينة بل هناك وجود ملحوظ للتنوّع الفلسطيني في تلك المسيرات من مختلف الأطياف والتنظيمات والفئات التي اتفقت على قرار واحد بأهمية أهداف المسيرات.
رفض مشاريع التصفية:
من جهتها أكدت حركة حماس على رفضها لكل مشاريع التصفية التي تستهدف القضية الفلسطينية، مضيفا أن الشعب الفلسطيني بكل فئاته وتوجهاته سيخرج غدا الجمعة من أجل إيصال رسالة للاحتلال بالتأكيد على الثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة والقدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية.
ودعت حماس جموع الفلسطينيين لإعلاء صوتهم أمام العالم أجمع والتأكيد على حقهم بإنهاء الاحتلال والحصار والعودة إلى قراهم التي هجروا منها.
وقال عبد اللطيف القانوع، المتحدث باسم حركة حماس أن الشعب الفلسطيني سيحي يوم غدا الجمعة ذكرى النكسة بـ مليونية القدس نصرة للمدينة التي ترزح تحت الاحتلال الإسرائيلي، ورفضا لمشاريع التصفية التي تحدق بها وهو أقرب لكسر الحصار والعودة والتحرير.
وأضاف القانوع: إن ذكرى النكسة واستكمال احتلال القدس وهى محطة مهمة لتصحيح بوصلة الأمتين العربية والإسلامية نحو القدس واستنهاض همتها لمسح أثار الهزيمة وإعلاء صوت الشعوب.