يستعد الفلسطينيون في قطاع غزة للمشاركة في جمعة “الإعداد والنذير” على الحدود الشرقية لقطاع غزة، ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى، التي انطلقت في الثلاثين من مارس الماضي.
ودعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس والمناطق المحتلة عام 1948 وفي مخيمات اللجوء والشتات للمشاركة الفعالة في جمعة “الإعداد والنذير” على طريق الاستعداد والتأهب لليوم الرابع عشر من مايو “يوم الحشد الكبير”.
وأكدت الهيئة، في بيان صحفي، على دعوة جماهير الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية إلى اعتبار يوم الرابع عشر من مايو يوما عالميا لرفض نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، وليكن يوماً فارقاً في مسيرات العودة لمواجهة الاحتلال وتصعيد الغضب الفلسطيني والعربي والإسلامي.
وقالت الهيئة، “إن مسيرتنا مستمرة حتى تحقيق أهدافها بالحرية وكسر الحصار الظالم عن شعبنا البطل في قطاع غزة، وسنمضي ونحن واثقون من حتمية انتصار شعبنا على القهر والظلم والاحتلال والحصار”.
من جهتها، دعت حركة الجهاد الإسلامي الشعب الفلسطيني للنفير العام في جمعة “النذير” وإعلان الغضب، رفضا للمخططات التي تستهدف الحقوق والثوابت الفلسطينية.
ودعت الحركة الجماهير الفلسطينية إلى أن تكون جمعة “الإعداد النذير” يوم غضب وملحمة ووحدة وصمود في وجه المخططات التي تستهدف القدس واللاجئين وحق العودة ومشروع المقاومة.
من جهته، دعا رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار إلى حشد مليوني في يومي 14 و15 مايو لمواجهة إجراءات نقل السفارة الأمريكية إلى عاصمتنا القدس، وتذكير العالم بحق العودة والقضية الفلسطينية والمطالبة بكسر الحصار عن قطاع غزة.
وقال السنوار في لقاء جمع بين قادة الجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي وحركة حماس مع النخب الشبابية واللجان الميدانية، “إن يومي 14 و15 مايو سيكونان من الأيام الفاصلة في تاريخ القضية الفلسطينية، وسنُري العالم والعدو وأمتنا ماذا يحمل خزان الثورة الفلسطينية قطاع غزة من إبداعات وتضحيات واستعداد للفداء؟”.
ونوه السنوار إلى أن الشباب الفلسطيني أعاد للقضية الفلسطينية بريقها ورونقها، وفرضها على أجندة العالم المزدحمة بالحروب والقضايا السياسية والاقتصادية، من خلال أدوات بسيطة كالكوشوك والطائرات الورقية ومقصات الأسلاك.
وأضاف قائد حماس في قطاع غزة، “أن قوى المقاومة الفلسطينية ستكون جنبا إلى جنب مع حراك شعبنا حتى يحقق أهدافه بالحرية والعودة وكسر الحصار، ولا أحد يستطيع أن يفرض علينا ما لا نريد وما لا ينسجم مع أهدافنا وثوابتنا الوطنية”.
ودعا الشباب الفلسطيني الثائر إلى تشكيل وحدة مشابهة لوحدات الكوشوك وقص السلك والأطباق الطائرة وتسميتها وحدة التحشيد، تكون وظيفتها الدعوة إلى المشاركة الحاشدة والفاعلة في مسيرات العودة يومي 14و15 مايو.
ومن المتوقع أن تصل الفعاليات ذروتها يوم 14 مايو الجاري قبل يوم واحد من إحياء ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948.
ويطالب المتظاهرون بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها تطبيقًا لقرارات الأمم المتحدة بهذا الشأن، بالإضافة إلى كسر الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ 12 عامًا.
واستشهد 47 فلسطينيا وأصيب أكثر من 8500 جريح برصاص الاحتلال الإسرائيلي واختناقا بالغاز على الحدود مع القطاع منذ الثلاثين من مارس الماضي.
وأكد المفوض السامي لشؤون اللاجئين وحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، أنه لا يوجد أي دليل على أن المتظاهرين الفلسطينيين الذين قُتلوا أو أُصيبوا بالذخيرة الحية على أيدي قناصة الاحتلال على طول حدود قطاع غزة المحاصر شكلوا تهديدا وشيكا بالقتل أو خطر إصابة جنود إسرائيليين بجروح خطيرة.
وقال المفوض، في التقرير الأسبوعي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية المناصِرة للأراضي الفلسطينية (اوشا) عشية الجمعة السابعة لمسيرة العودة الكبرى، إن هذه الحقيقة تُعزز وتؤكد مخاوف الأمم المتحدة من الاستخدام المفرط للقوة من قبل الجيش الإسرائيلي المنتشر على طول حدود قطاع غزة المحاصر منذ 12 عاما.
وأصدر المنسق الخاص للأمم المتحدة تحذيرًا صارخًا قال فيه إن “ما يحدث اليوم في غزة هو ظلم لا يجب أن يتحمله أي رجل أو امرأة أو طفل، في ظل الظروف المعيشية البائسة، وعواقب استمرار الإغلاقات الخانقة”.
وأكد أن المخاطر المتصاعدة في غزة يمكن أن تؤدي إلى نشوب نزاع جديد، داعيا إلى رفع الحصار والإغلاق عن قطاع غزة، وقال: “لا ينبغي أن يقضي الناس حياتهم وهم محاطون بالحدود التي يُحظر عليهم عبورها، أو المياه التي يحظر عليهم التنقل فيها، وأعتقد اعتقادا راسخا أن هناك مخرجا”.
وقال: “هذه التحديات سياسية، فهي من صنع الإنسان، وبالتالي قابلة للحل إذا التزمت جميع الأطراف بحزم من أجل دعم الحلول العملية التي يمكن تنفيذها بسرعة وفاعلية واستدامة”.
ولفت المنسق الأممي إلى واحدة من أفظع الجرائم التي ارتكبها قناصة الاحتلال بحق الطفل محمد العجوري، أثناء مشاركته في مسيرة العودة الكبرى، بالقرب من السياج المحيط بغزة، حيث أصابه قناصة الاحتلال ما تسبب في بتر ساقه فيما بعد، وهو في الـ١٦من عمره، وهو رياضي من غزة.