القوائم القرآنية (23): آيات موسى التسع
يلتقي قراء موقع قناة الغد، يوميًا، طوال شهر رمضان، مع حلقاتٍ مسلسلة تتضمن تفاصيلَ حول القوائم القرآنية، يعدّها الإعلامي والباحث في فقه الحركات الإسلامية محمد أحمد عابدين.
ويواصل الباحث هذه الحلقات بأرقام ومعلومات مهمة للمسلمين الذين يزداد إقبالهم على المصحف وتلاوة القرآن في هذا الشهر الكريم
آيات موسى التسع
«العصا، الجراد والقمل والضفادع والدم، الجدب، فلق البحر، اليد البيضاء، نتق الجبل كأنه ظلة، كلام موسى لربه، دك الجبل وانهياره، انبجاس الماء من الحجر».
المتدبر في الآيات «المعجزات» التسع التي خص الله بها سيدنا موسى عليه السلام، يتحير في عدد الآيات « وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَىٰ مَسْحُورًا» الإسراء: 101.
فالجبل وحده كانت به أكثر من معجزة، فقد رفعه الله في الهواء كأنما هو مظلة شمسية، والثانية أن موسى عليه السلام عندما طلب رؤية ربه أعلمه الله أن الجبل إذا بقي في مكانه فإنه سوف يرى الله وخر موسى صعقا، « وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ» الأعراف: 143.
وهناك آيات أخرى كالجراد والقمل والضفادع والدم، يقول المفسرون لمّا عاقب الله الناس بالطوفان لجأوا إلى موسى عليه السلام وقالوا ادعُ لنا ربك أن يكشف عنا الضر ونؤمن بك، فدعا ربه فانحسر الماء واخضرت الأرض وأنبتت كما لم تنبت من قبل، فلمّا لم يؤمنوا سلط الله عليهم الجراد، فأكل زروعهم وثمارهم بل وأتى على سقوف بيوتهم وأبوابها حتى تهدمت دورهم.
فعاهدوا موسى أن يؤمنوا لو كشف عنهم الجراد، فدعا ربه فكشف عنهم وكان قد بقي من زروعهم شيء فقالوا: يكفينا ما بقي، ولم يؤمنوا فبعث الله عليهم القمل، فأكلت دوابهم وزروعهم، ولزمت جلودهم كأنها الجدري ومنعهم النوم، فتضرعوا فلما كشف عنهم لم يؤمنوا، فأرسل الله عليهم الضفادع فملأت فرشهم وأوعيتهم وطعامهم وشرابهم، فكان الرجل يجلس إلى ذقنه في الضفادع، وإذا تكلم وثب الضفدع في فيه، فشكوا إلى موسى وقالوا: نتوب، فكشف الله عنهم ذلك فعادوا إلى كفرهم، فأرسل الله عليهم الدم فسال النيل عليهم دما، أما في البحر فضربه موسى بعصاه فانفلق إلى فريقين كل فرق كالطود العظيم ثم 12 طريقًا لبني إسرائيل، أما اليد البيضاء فقد كان بها برص، وما عن نفّذ موسى أمر الله بان أدخل يده اليمنى في جيبه وأدخلها تحت إبطه الأيسر وأخرجها كانت تتلألأ مثل البرق، وقيل مثل الشمس من غير برص « وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَىٰ» طه: 22.