تجنبًا لتشتيت أصواتها، اتفقت أحزاب المعارضة التركية على مرشح تتحد خلفه، لمواجهة الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
فزعيم حزب الشعب الجمهوري “كمال كليجدار أوغلو” البالغ من العمر 74 عاما سيكون ممثل “تحالف الأمة” يوم 14 مايو/ أيار المقبل.
علمًا بأن التوافق على تسمية مرشح موحد للمعارضة، جاء بعد أزمة سببها انسحاب رئيسة حزب “الجيد” من “الطاولة السداسية” لعدم اقتناعها بقدرة كليجدار أوغلو على هزيمة أردوغان.
وحضت “ميرال أكشينار” على ترشيح واحد من رئيسي بلديتي إسطنبول أو أنقرة المنتميين إلى حزب الشعب الجمهوري، بدلا من زعيم الحزب.
لكن هذا الشرخ في جبهة المعارضة لم يدم سوى 22 ساعة فقط، حيث التأم مجددا بالتوافق على “كليجدار أوغلو” مرشحا للرئاسة، مع تعيين رؤساء الأحزاب الخمسة الأخرى نوابا للرئيس بسلطة متساوية في حال فوزه.
وهنا يجب أن نتذكر أن آخر مرة اتحدت المعارضة فيها أمام نظام الرئيس أردوغان كانت إبان الانتخابات البلدية التي أجريت في العام 2019، وحينها خسر حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، العاصمة أنقرة بعد 16 عاما من إدارتها، كما خسر إسطنبول عصب الاقتصاد في تركيا.
وقالت إبرو أوزدمش، نائبة المدير التنفيذي لمركز سبيكترم هاوس للدراسات، إن موقف المعارضة التركية ليس موحدًا لأنها تتكون من 6 أحزاب سياسية مختلفة.
وأكدت نائبة المدير التنفيذي لمركز سبيكترم هاوس للدراسات في تصريحات لبرنامج «مدار الغد» أن المعارضة التركية متحدة بعض الشئ، ولكن يجب عليهم ترشيح شخص آخر لمواجهة إردغان.
وقالت نائبة المدير التنفيذي لمركز سبيكترم هاوس للدراسات: “يبدو أن هناك حالة من عدم الاتحاد في صفوف المعارضة”.
نسبة نجاح أردوغان 90%
ومن إسطنبول، قال بكير أتاجان، مدير معهد إسطنبول للفكر، إن رؤساء الأحزاب الستة المعروفة بـ(الطاولة السداسية) متفتتة، وللأسف لم يتغير شئ حتى الآن.
وأضاف بكير أتاجان أن فوز المعارضة بانتخابات البلديات عام 2019، لا يمكن تطبيقه على انتخابات الرئاسة المقررة مايو/ أيار المقبل.
وأوضح مدير معهد إسطنبول للفكر أن كليتجدار أوغلو الذي ترشح باسم المعارضة خسر 11 مرة أمام أردوغان، مؤكدا أن أردوغان سيفوز بالانتخابات الرئاسية بنسبة 91 %.
كما يرى بكير أتاجان أن أوغلو لا يستطيع تقديم أي شيء للشعب التركي.
حصانة رجب طيب إردوغان
ومن أنقرة، أكد الدكتور مراد أصلان، أستاذ السياسات الدولية، أنه لا يمكن التنبؤ أو التوقع بفوز أردوغان أو أوغلو، سيما في ظل الأوضاع السياسية الراهنة جراء الأزمة الاقتصادية والزلزال المدمر.
وأضاف الدكتور مراد أصلان، أستاذ السياسات الدولية أن حزب أردوغان قوي للغاية وليس بالخصم السهل، كما أن تحالف المعارضة أيضا قوة لا يستهان بها.
وأكد الدكتور مراد أصلان أن أردوغان لديه حصانة ربما قد تقوي موقعه، لكن الشعب سيقول كلمته في نهاية المطاف.
أوضاع السوريين في تركيا
وقال الدكتور أسامة دنورة، الباحث السياسي، إن نتائج الانتخابات ستلقي بظلالها على أوضاع السوريين في تركيا.
وأضاف دنورة أن معسكر المعارضة التركية ينوي إعادة السوريين طوعًا إلى وطنهم سوريا.
وأكد دنورة أن هناك كراهية ضد الأجانب خصوصا ضد السوريين في تركيا، لافتا إلى أن هذا الأمر لعب دورًا في فوز عمدة إسنطبول في الانتخابات السابقة.
