يكافح الصيادون الفلسطينيون في قطاع غزة من أجل إعالة أسرهم في مساحة لا تتجاوز 15 ميلا بحريا، وسط انتهاكات إسرائيلية مستمرة بشكل شبه يومي والتي كان آخرها اعتقال خمسة صيادين قبالة شواطئ شمال القطاع.
ويعتبر موسم صيد السردين من أهم مواسم الصيد في العام بالنسبة للصيادين وسكان قطاع غزة على حد سواء لتوفر هذا النوع من السمك بغزارة في بحر غزة وتمتعه بمكانة خاصة.
أدت الغارات الإسرائيلية المتواصلة على غزة، اليوم الخميس، إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة آخرين في أنحاء متفرقة من القطاع المحاصر.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة استشهاد 350 فلسطينيا وإصابة 1900 خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
حصار في الشمال
وأفاد مراسل الغد بتنفيذ قوات الاحتلال غارات على مناطق شمال قطاع غزة، واستمرار التهديدات من قبل جيش الاحتلال للمدنيين الفلسطينيين.
وقال الدكتور يحيى المدهون في تصريحات للغد، إن دبابات الاحتلال وآلياته تواصل حصار مدرسة عوني الحرثاني التي تؤوي آلاف النازحين في مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وأشار إلى معاناة الآلاف من السكان نتيجة الوضع الصعب في ظل الحصار المشدد من جانب إسرائيل، مشيرا إلى سقوط ضحايا من جراء استهداف مسجد العودة وسط مخيم جباليا المقابل لمقر الأونروا.
وذكر مراسل الغد أن الاحتلال استهدف المتواجدين بمراكز الإيواء في جوار مستشفى الإندونيسي شمال القطاع بعد تهديدهم بالقصف.
وبعدها نفذ جيش الاحتلال مجرزة في مدرسة حلب بمحيط المستشفى الإندونيسي، أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى.
ونزحت مئات العائلات من مدرستين قرب المستشفى الإندونيسي في شمالي غزة بعد استمرار تهديدات الجيش الإسرائيلي.
ووفق بيان صادر عن وزارة الصحة في غزة، اليوم الخميس، فإن نحو 400 ألف فلسطيني في شمال القطاع أضحوا بدون خدمات صحية بعد خروج المستشفيات هناك عن الخدمة.
تجدد القصف بدير البلح
وفي وسط القطاع، تجدد القصف الإسرائيلي على مدينة دير البلح، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.
وقال مراسلنا، إن 4 استشهدوا وأصيب 5 آخرين على الأقل، بينهم أطفال، في قصف مدفعي طال منطقة أبو العجين شرق دير البلح وسط القطاع.
وأفاد مراسلنا بانتشال عدد من الشهداء جراء قصف سابق على مناطق بدير البلح وتدمير مأذنة لمسجد وسط قطاع غزة.
وقال مراسلنا إن 30 شهيدا سقطوا في استهداف منزل عائلة العسلي في حي الدرج بمدينة غزة.
كما قصف الاحتلال شرق مخيم المغازي وأصاب عددا من المنازل المستهدفة، وهرعت سيارات مدنية إلى المكان لنقل المصابين إلى المستشفيات.
استهدافات واسعة بخانيونس
أما في خانيونس، جنوب قطاع غزة، فقد أفاد مراسلنا بأن أكثر من 60 شهيدا ارتقوا منذ صباح اليوم الخميس جراء القصف الإسرائيلي.
كما شهد محيط منطقة الشيخ ناصر في خانيونس 3 غارات ظهر اليوم. واستقبل مجمع ناصر الطبي أعدادا هائلة من الجرحى من جراء القصف الإسرائيلي.
وأكدت وزارة الصحة في غزة، في وقت سابق اليوم الخميس، أن أكثر من ألف جريح تكدسوا داخل مجمع ناصر الطبي في خانيونس ومعظمهم يفترشون الأرض.
وأشار مراسلنا إلى أن طائرات الاستطلاع حلقت في سماء رفح على ارتفاع منخفض.
خسائر إسرائيلية
وأعلن جيش الاحتلال مقتل أحد جنوده وإصابة آخر خلال الاشتباكات شمالي قطاع غزة، لترتفع بذلك الحصيلة المعلنة لقتلى جيش الاحتلال منذ بدء الاجتياح البري إلى 90 قتيلا من الضباط والجنود.
ووصل إجمالي قتلى جيش الاحتلال المُعلن إلى 415 قتيلا منذ بدء العدوان على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
موظفو الأونروا
وأعلنت وكالة تشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الخميس، عن تلقيها تقارير تفيد بمقتل موظفين تابعين لها في قطاع غزة.
وذكرت الأونروا أن عدد من قتلوا بين الموظفين التابعين لها قد بلغ 132 شخصا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال الدكتور أشرف القدرة، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الفلسطينية إن حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ارتفعت إلي 17177 شهيدا و46000 جريح.
وأكد أن 70% من ضحايا العدوان الإسرائيلي من النساء والأطفال.
مناطق غير آمنة
بدورها، أدانت منظمة أوكسفام تضليل جيش الاحتلال للسكان المدنيين بزعم أنه يوفر مناطق آمنة لهم، بعيدا عن القصف. وقالت المنظمة، اليوم الخميس، إن «المناطق الآمنة التي أنشأتها إسرائيل داخل غزة هي مجرد سراب».
وقالت مارتا فالديس غارسيا، مديرة الشؤون الإنسانية في منظمة أوكسفام: «طغت الفوضى النظامية والعسكرية على النظام الإنساني الدولي، إن حكوماتنا لا تملك حتى ستاراً من الدخان الإنساني لتختبئ خلفه الآن بينما تنفذ إسرائيل حملة العقاب الجماعي».
وحذرت أوكسفام من التواطؤ الدولي في التهجير القسري لسكان غزة.
جثث في الشوارع، أطفال مفقودون، نقص في الغذاء والطعام والدواء، مستشفيات خارج الخدمة، مظاهر متعددة للأزمة الإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر، منذ أكثر من شهرين.
كاميرا الغد التقت عددًا من السيدات الفلسطينيات في غزة، وتحدثن عن بعض مظاهر مآسيهن ومعاناتهن.
سيدة فلسطينية ناجية من حزام ناري شمال غزة تروي لـ«الغد» مأساة المعيشة، وسط القصف والحصار ولحظات الرعب، قالت: «سمعنا في أثناء النوم أصوات الضرب والقصف، وقال الناس اخرجوا، وصرنا نجري في الشوارع وسط القصف، والحطام يقع علينا، وصلنا إلى مقر وكالة الغوث وبيننا مصابون بإصابات مختلفة من شظايا وغيرها».
وتابعت قائلة: «الجثث ما زالت في الشوارع، نريد أن يعيش أولادنا في أمن وسلام، لدي ابن مفقود منذ أربعة أيام ولا أدري إلى أين نذهب».
سيدة أخرى تحدثت للغد عن المآسي التي يعيشها الفلسطينيون، وقالت «هربنا من القصف، وذهبنا إلى مقر الوكالة، أولادي الثلاثة مفقودون منذ 3 أو 4 أيام وحفيدي مفقود معهم».
وطالبت السيدة الفلسطينية بإقامة «هدنة ولو ليوم واحد للبحث عن المفقودين».
سيدة ثالثة نزحت إلى مقر تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين، قالت إنها لا تجد مياهًا للشرب ولا طعامًا.
وتابعت: «أولادنا يموتون حولنا من الجوع والقصف والأمراض والأوبئة»، وأضافت أنها مضطرة إلى الإقامة بمقر الوكالة، لأنه مكان آمن مقارنة بمنزلها.
وأضافت أن أسرتها فقدت 4 أفراد، ولا تعرف كيفية الوصول إليهم ولا أي جهة مثل الصليب الأحمر قادرة على مساعدتها في تحديد مصيرهم.
السيدة نورهان أسليم روت للغد معاناتها، فبعد أن وصل جنود الاحتلال إلى غزة، وفي أثناء محاولتها النزوح إلى الجنوب مع زوجها، اعتقل أفراد في حاجز أمني إسرائيلي زوجها، وجاء شقيقها وذهبت هي وبناتها إلى إحدى المدارس ضمن النازحين.
وناشدت نورهان الصليب الأحمر إبلاغها بأي معلومة عن زوجها الذي لا تعرف عنه شيئًا منذ إلقاء القبض عليه.
وأضافت أن الوضع في المدارس التي يقيمون بها سيئة للغاية، إذ لا توجد مياه ولا طعام، وغير قادرة على توفير ما تحتاج إليه ابنتها.
ومع بدء دخول الحرب في غزة شهرها الثالث، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومه البري وقصفه المدفعي والجوي على أنحاء متفرقة وسط وجنوب القطاع، في حين ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 16 ألف شهيد، بينهم أكثر من 7 آلاف طفل و4885 امرأة.
