استغلت بريطانيا منصة الأمم المتحدة لتقدم نفسها أمام العالم كـ«زعيم جاهز لتشكيل استجابة دولية لصعود الذكاء الاصطناعي».
حيث قال نائب رئيس الوزراء البريطاني، أوليفر دودن، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الجمعة، إن بلاده «مصممة على أن تكون في الطليعة»، ومضى يقول إن فريق عمل الذكاء الاصطناعي البريطاني، الذي يعمل على أساليب تقييم مدى ضعف أنظمة الذكاء الاصطناعي، يمكنه تطوير الخبرة لتقديمها على المستوى الدولي.
وفي معرض الترويج لشركات التكنولوجيا في المملكة المتحدة وجامعاتها وحتى ابتكارات عصر الثورة الصناعية، أضاف دودن «الأمة لديها الأساس اللازم لإنجاح الذكاء الاصطناعي وجعله آمنًا».
وتعتبر تلك التصريحات، في الاجتماع السنوي للجمعية العامة لزعماء العالم، بمثابة تمهيد لقمة سلامة الذكاء الاصطناعي التي يعقدها رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، في نوفمبر/تشرين ثان.
الاتحاد الأوروبي
جاء خطاب دودن أيضًا في الوقت الذي تتخذ فيه دول أخرى ومجموعات متعددة الجنسيات– بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، الكتلة التي غادرتها بريطانيا عام 2020 – خطوات بشأن الذكاء الاصطناعي.
وأقر الاتحاد الأوروبي هذا العام لوائح تنظيمية رائدة تحدد المتطلبات والضوابط على أساس مستوى المخاطر التي يفرضها أي نظام ذكاء اصطناعي، من المستوى المنخفض (مثل تنقية البريد العشوائي) إلى المستوى غير المقبول (على سبيل المثال، لعبة أطفال تفاعلية تتحدث عن أنشطة خطيرة).
في الوقت ذاته، تعمل الأمم المتحدة على تشكيل هيئة استشارية لتقديم توصيات بشأن هيكلة القواعد الدولية للذكاء الاصطناعي.
لوائح تنظيمية
واعترفت شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى بالحاجة إلى لوائح تنظيمية بشأن الذكاء الاصطناعي، بالرغم من اختلاف أفكارها بشأن التفاصيل.
وفي أوروبا، وقعت قائمة من الشركات الكبرى، بدءًا من شركة صناعة الطائرات الفرنسية «إيرباص» إلى شركة البيرة الهولندية العملاقة هاينكن، رسالة مفتوحة لحث الاتحاد الأوروبي على إعادة النظر في قواعده، قائلًا إنها ستضع الشركات الأوروبية في وضع غير مناسب.
قال دودن: «لقد تم إطلاق رصاصة البداية في سباق تنافسي عالمي حيث تسعى الشركات الفردية وكذلك الدول إلى دفع الحدود إلى أقصى حد وبأسرع ما يمكن.. أهم الإجراءات التي سنتخذها ستكون على المستوى الدولي».
وسرد الفوائد المأمولة، مثل تحسين اكتشاف الأمراض والإنتاجية، إلى جانب قدرة الذكاء الاصطناعي على إحداث فوضى من خلال التزييف العميق والهجمات الإلكترونية وغيرها من الأضرار، وحث دودن القادة على عدم «الوقوع في شرك المناقشات حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي أداة للخير أم أداة للشر».
وقال: «ستكون أداة لكليهما.. انها مثيرة.. شاقة…لا ترحم، وستختبر التكنولوجيا المجتمع الدولي لإظهار قدرته على العمل معًا بشأن مسألة من شأنها أن تساعد في تحديد مصير البشرية».