ترامب يتباهى أمام قادة دول البلطيق بإظهار الحزم تجاه موسكو

التقى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قادة دول البلطيق، الثلاثاء، وتباهى أمامهم بإظهاره الحزم تجاه جارتهم روسيا، إلا أنه أعاد التأكيد في الوقت ذاته على إمكانية التفاهم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأكد ترامب سياسته “الحازمة” حيال موسكو، بعد أيام من اتصاله بالرئيس الروسي لتهنئته بإعادة انتخابه واقتراحه عقد قمة في البيت الأبيض. 

وقال ترامب، خلال استقباله قادة دول البلطيق، الذين يأملون بتوجيه رسالة حازمة وواضحة إلى موسكو، “سيكون أمرا جيدا وليس سيئا أن نتفاهم مع روسيا”.

وأضاف “الجميع يوافقون على ذلك باستثناء أشخاص أغبياء جدا”، مع تذكيره بأن “لا أحد أظهر حزما حيال روسيا كما أظهر دونالد ترامب”.

وإذ لم يتطرق مباشرة إلى المسألة الحساسة حول اجتماع مرتقب في واشنطن مع سيد الكرملين، أشار ترامب مرة أخرى إلى إمكانية إقامة “علاقة جيدة جدا” مع بوتين.

وقال الرئيس الأمريكي “إذا حدث ذلك، فإنه سيكون أمرا جيدا، إنه احتمال حقيقي، كما أنه من المحتمل أيضا أن لا يحدث ذلك، من يدري؟”.

يشار إلى أن تصريحات ترامب عن روسيا تخضع لتدقيق صارم على خلفية التحقيق الخاص حول روابط محتملة بين فريق حملته وموسكو.

وأكدت الرئاسة الأمريكية، أن آخر زيارة قام بها بوتين للبيت الأبيض تعود إلى العام 2005، إبان ولاية جورج بوش الابن.

ويزور كل من رئيسة ليتوانيا داليا جريبوسكيت، والرئيس الاستوني كيرستي كالجوليد، ورئيس لاتفيا ريموندز فيجونس، البيت الأبيض.

يذكر أن العلاقات بين روسيا والغرب تدهورت بعد تسميم العميل الروسي السابق المزدوج سيرجي سكريبال أوائل مارس،/آذار في المملكة المتحدة.

في المجموع، أعلنت المملكة المتحدة وحلفاؤها، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، طرد أكثر من 150 دبلوماسيا روسيا.

قيادة لا يمكن توقع تصرفاتها

وفي صيغة أثارت الضحك في القاعة، أشادت رئيسة ليتوانيا داليا جريبوسكيت بأسلوب ترامب الدبلوماسي، قائلة “نحتاج إلى قيادة، حتى لو أنه لا يمكن التنبؤ بتصرفاتها، من أجل ممارسة الضغوط، وهذا ما نراه في الرئيس ترامب”.

وبعيدا عن التصريحات حول تعهد حلف الأطلسي بالوقوف إلى جانبها ضد الجار الروسي القوي، فإن دول البلطيق تريد من الولايات المتحدة إرسال بطاريات صواريخ باتريوت بشكل متكرر لإجراء تدريبات.

وقبيل الزيارة، قالت جريبوسكيت لشبكة “إل آر تي” الرسمية، “آمل أن تفهم الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء وجوب حماية المجال الجوي لدول البلطيق والدفاع عنه بشكل أفضل”. 

وأضافت أن “وجود (قوات أمريكية) على أساس التناوب بشكل دائم في جميع دول البلطيق هو أمر هام”. 

ونشر حلف الأطلسي العام الماضي 4 كتائب متعددة الجنسية في بولندا ودول البلطيق، لكبح أي مغامرة روسية محتملة فيما أرسل الجيش الأمريكي بطاريات “باتريوت” إلى ليتوانيا للتدريبات العسكرية. 

وطرح نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في يوليو/تموز إمكانية نشر صواريخ “باتريوت” في استونيا المجاورة. 

ترامب يشيد

وأشاد ترامب مطولا بثلاثي البلطيق لإيفائهم بنظام حلف شمال الأطلسي، الذي يقضي بإنفاق 2% من إجمالي الناتج المحلي على الدفاع.

وستتضمن قمة دول البلطيق والولايات المتحدة منتدى للأعمال التجارية، حيث تخطط ليتوانيا لتوقيع اتفاقيات لزيادة استيراد الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة لخفض الاعتماد على شركة “غازبروم” الروسية. 

وخلال الحرب العالمية الثانية، احتل الاتحاد السوفياتي موسكو دول البلطيق التي يبلغ إجمالي عدد سكانها 6 ملايين نسمة وضمها إلى جمهورياته. 

وتحرر الثلاثي من الاتحاد السوفيتي في 1991 وانضمت دوله إلى كل من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في العام 2004.