جريمة «شيطانية» عمرها 53 عاما.. ولا تزال نيران المخطط تتربص بالأقصى

سوف تظل هذه الذكرى راسخة في الوجدان الفلسطيني والإسلامي، وتسجل خطوة شيطانية في مسلسل استهداف المسجد الأقصى.. وتجسيدا لحلم  يقترب من عرض جنون أو جنوح غرائز، عبر عنه بوضوح مع نهاية القرن التاسع عشر، «تيودور هيرتزل»، أحد أبرز مؤسسي الحركة الصهيونية: «إذا حصلنا يوما على القدس، وكنت لا أزال حيا وقادرا على القيام بأي شئ، فسوف أزيل كل شئ ليس مقدسا لدى اليهود فيها، وسوف أحرق الآثار التي مرت عليها قرون» .. وكانت هذه التصورات ترسم لنفسها ما يناسب هواها، استنادا إلى الأحلام، وسلطانها الغلاب، وإلى الأساطير التي تلامس حدود القداسة!!

  • ولكن وجه الغرابة، أن الأحلام تحولت إلى حقائق، مع إحتلال القدس، وممارسات تهويد ما تبقى منها.

وقبل 53 عاما،  وفي صباح 21/8/1969 وعند الساعة السادسة وعشرين دقيقة، أشعل شاب يهودي يدعى مايكل دنيس وليم روهان النار في المسجد الأقصى، واستمر اشتعال النيران في المسجد حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً، مما أدى إلى حرق وتدمير منبر صلاح الدين، وحرق وإتلاف معظم خشب السقف الجنوبي منه، وأوشكت أن تصل النار إلى قبته. لقد تم إحراق المسجد بطريقة لا يمكن للسلطات الإسرائيلية أن تكون بعيدة عنها، بعد أن قامت هذه السلطات بقطع المياه عن منطقة الحرم فور ظهور الحريق، وحاولت منع المواطنين الفلسطينيين وسيارات الإطفاء التي هرعت من البلديات العربية من القيام بإطفائه، وكاد الحريق يأتي على قبة المسجد المبارك لولا استماتة الشعب الفلسطيني (مسلمين ومسيحيين). فقد اندفعوا عبر النطاق الذي ضربته قوات الشرطة الإسرائيلية، وتمكنوا من إطفاء الحريق.

وادعت دولة الاحتلال في البداية أن تماساً كهربائياً كان السبب في الحريق.. ولكن تقارير المهندسين العرب أوضحت بجلاء أن الحريق كان بفعل أيدٍ مجرمة مع سبق الإصرار والتصميم، الأمر الذي اضطر الحكومة الإسرائيلية إلى الإدعاء بأنها قبضت على الفاعل وهو شاب يهودي استرالي (دنيس) كان دخل فلسطين المحتلة قبل أربعة أشهر من وقوع الحريق، وأنها ستقدمه للمحاكمة .

  • ولكن لم يمض وقت طويل حتى أعلنت أن دنيس هذا شخص معتوه وأطلقت سراحه .

ومقولة هرتزل في العام 1892 كانت تجسيدا للرغبة الملحة، والتي أضيفت إليها دوافع الأساطير، التي تعتمد عليها بعض الجماعات اليهودية،  صاحبة الاعتقاد  بوجود هيكل سليمان أسفل المسجد الأقصى، وتتبنى فكرة إعادة بناء الهيكل الجديد على أنقاض الأقصى، تحقيقا للاستقراءات الوهمية وللأساطير التي ابتدعوها.. والواضح أن فكر تلك الجماعات قد إنطلق في الأساس عن الفلسفة الصهيونية وليس عن المعتقدات الدينية اليهودية أو خرافاتها وأساطيرها.. وقد بدأ الصهاينة الأوائل محاولات المساس بالمسجد الأقصى في شهر أغسطس / آب  1929 أثناء الانتداب البريطاني في فلسطين، وتصدى لهم  الشعب الفلسطيني بحزم .. ولم تتوقف المحاولات بعد ذلك.

و«هيكل سليمان» في المسألة اليهودية، يكتب النهاية، ويرسم المشهد الأخير في المؤامرة الكبرى، من قصة التهويد والتدمير، التي بدأت فصولها في أحضان العقيدة والأساطير، والتي تستند إليها أحلام ( 120) جماعة يهودية تشارك في مخطط التدمير المنظم للمسجد الأقصى.. وتسري في ضمائرهم  أوهام الاعتقاد بأن «الفكرة» تلامس حدود «القداسة»، والتي تفرض أحكامها وضع التصورات النهائية لتصميم الهيكل الجديد !! وفي صيف 1990 تم إعداد مخطط هندسي أعده المهندس «مائير بن دوف» بناء على تكليف من «تيدي كوليك » رئيس بلدية القدس وقتئذ، وهو تصميم لهيكل سليمان الثالث لإقامته على أنقاض المسجد الأقصى، وقامت سلطات الإحتلال بتوزيع ملصقات الهيكل على نطاق واسع، بهدف تهيئة الرأي العام العالمي لتقبل »كارثة «تدمير الصرح الإسلامي المقدس، وتضمنت الملصقات تنويها بأن المسجد الأقصى بناه (الأمويون) في القرنين السابع والثامن الميلادي فوق الأثر الديني للهيكل!!

 

 

 

كانت ممارسات دولة الاحتلال تمهد لكل جرائم استهداف المسجد الأقصى.. وفي العام 1968، أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في 13 أبريل / نيسان، أمرا إداريا يقضي بالاستيلاء على مساحة 116 دونما مربعا من الأراضي المجاورة للحرم الشريف، داخل أسوار القدس القديمة، وضمها لممتلكات الحكومة الإسرائيلية، وتضم: مسجد المحراب، ومسجد عثمان بن عفان، ومسجد عمري، و مسجد فخرية، ومدرسة التشتمريال التاريخية التي بنيت عام 1372 م، وبناها الأمير تشتمار، ودار الهداية التي أهداها الأمير شرف الدين إلى الوقف في عام 1267 م ، ودار القراءة ، وعدد آخر من مدارس العهد المملوكي، مثل مدرسة باب السلسلة، بناها الظاهر بيبرس .

 

إلا أنها لم تكن أول أو آخر ما تعرض له الأقصى من محاولات الحرق أو التفجير، وقد أمكننا رصد المحاولات التالية:

  • يوم 6 يونيو / حزيران 1967 قصف جيش الاحتلال مدينة القدس والمسجد الأقصى بقذائف المورتر مما أدى إلى إصابة قباب الأقصى ومختلف أبنيته، وقد أصيب أكثر من عشرين موضعا في المسجد الأقصى، كما أدى القصف إلى تدمير أحد مآذن الأقصى، وهي مئذنة باب الأسباط.
  • وبتاريخ 11 يونيو/ حزيران 1967 بعد احتلال القدس بأيام، هدمت سلطات الاحتلال حارة المغاربة بأكملها وما فيها من بيوت ومنازل ومدارس ومساجد، وهي ملاصقة للأقصى من الجهة الغربية، وكان ذلك تمهيد للسيطرة على الحائط الغربي من المسجد الأقصى «حائط البراق» ولعمل ساحة للمصلين اليهود على أنقاض بيوت المقدسيين، وبذلك تمت لهم السيطرة على جزء من المسجد الأقصى بالتدمير.
  • وفي العام 1968 انطلقت دعوة صهيونية لجمع مائة مليون دولار من أمريكا؛ لبناء ما يسمى معبد سليمان بجوار قبة الصخرة المشرفة، حتى شهد العام التالي استفزازا كبيرا للعرب والمسلمين، حيث دعا الحاخام الأكبر، اليهود لزيارة حائط البراق؛ لإقامة طقوس ما يسمونه ذكرى خراب المعبد، التي توافق التاسع من أغسطس / آب من كل عام.
  • وقد كانت تلك الدعوات والاعتداءات مقدمة طبيعية لجريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك، يوم الخميس 21 أغسطس/ آب ، حين قام  يهودي أسترالي يدعى دينيس مايكل روهان بإشعال النار في المسجد الأقصى، وخصوصا الجامع القبلي، وقد بلغت مساحة الجزء المحترق من المسجد 1500 مترا مربعا.
  • وفي يوم 2 مارس/ آذار 1982 اكتشف حراس المسجد الأقصى متفجرات تزن أكثر من 3 كجم في أحد ممرات المسجد الأقصى.
  • وفي يوم 8 إبريل/ نيسان 1982 اكتشف حراس المسجد الأقصى طردا مشبوها في ساحة الأقصى تبين أنه كان يحتوي على متفجرات موقوتة.
  • وفي يوم 11 إبريل/ نيسان 1982، اقتحم أحد الجنود من جيش الاحتلال ويدعى «هاري غولدمان» المسجد الأقصى، وتبعته مجموعة من الجنود، وشرعوا في إطلاق النار على المصلين والحراس، ثم اقتحموا قبة الصخرة وأخذوا في إطلاق النار على المصلين، واستمروا في إطلاق النار داخل القبة، وقد أصيب المبنى بأضرار بليغة جراء ذلك أصابت الابواب والزخارف والقبة، وقد خلف هذا الاعتداء شهيدين واكثر من ستين جريحا.
  • وفي 6 مايو/ آيار 1982 قامت مجموعة من الصهاينة المسلحين بإطلاق النار على قبة الصخرة.
  • وفي 25 يوليو/ تموز 1982 تم اعتقال “يوئيل ليرنر” أحد ناشطي حركة كاخ بعد تخطيطه لنسف مسجد الصخرة.
  • ويوم 8 يوليو/ تموز 1983: مجموعة من جنود جيش الاحتلال يطلقون الرصاص على المصلين وعلى قبة الصخرة المشرفة .
  • وفي 26 يناير/ كانون الثاني 1984: يهوديان يدخلان الأقصى بحوزتهما كميات كبيرة من المتفجرات والقنابل اليدوية بهدف نسف قبة الصخرة.
  • ويوم 20 يناير/ كانون الثاني  1988: مجموعة يهودية تقوم بإلقاء المواد الحارقة على المسجد الأقصى بعد منتصف الليل.
  • وفي 13 مايو/ آيار 1998: أضرم اليهود النار في باب الغوانمة، وهو أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، مما أدى إلى احتراق قسم كبير منه، كما سمع دوي انفجار في الوقت ذاته.
  • ويوم 2 نوفمبر 1998: اكتشف المصلون وحراس المسجد الأقصى جسما مشبوها قرب المصلى المرواني في المسجد الأقصى، ثم حضر خبراء المتفجرات إلى الموقع وتم تفجيره.
  • وفي 7 أبريل/ نيسان 2005، تم الكشف عن مجموعة من الشبان اليهود المتطرفين المؤيدين للجماعة الدينية اليهودية المتطرفة (بوتسعي هناحل) أي جماعة جرحى الوادي، خطط خمسة منهم لإطلاق صاروخ «لاو» نحو المسجد الأقصى، فيما خطط السادس لتحطيم طائرة شراعية متفجرة فوقه، وأظهر التحقيق أنهم خرجوا في جولة في مدينة القدس القديمة وحددوا المدرسة الدينية «شوفو بنيم» التي تطل على المسجد الأقصى من الحي الإسلامي كمكان يطلقون منه صاروخ «لاو» الذي لم يتمكنوا من الحصول عليه، كما أفاد بيان المخابرات والشرطة.
  • وفي 20  ديسمبر/ كانون الأول 2010: اعتقال مستوطن حاول اقتحام الأقصى ومعه متفجرات لوضعها في المسجد القِبْليّ.
  • وفي العام 2014  كشفت المخابرات الإسرائيلية (الشاباك) عملية لتفجير قبة الصخرة المشرفة قبيل تنفيذها بقليل من قبل مهاجر أمريكي يدعى آدم ليفيكس (30 عاما)، يعتنق المذهب الإنجيلي ومتزوج من يهودية إسرائيلية، وذلك بمساعدة أحد الجنود الإسرائيليين الذي وفر له وسائل قتالية ومتفجرات من قاعدة عسكرية خدم فيها، وأعد خطتين لتنفيذ الهجوم، الأولى بصاروخ، والثانية بواسطة طائرة صغيرة بلا طيار مفخخة.

المخطط الشيطاني، يشير إلى أن محاولات هدم الأقصى بالتفجير أو الحرق، تأتي ضمن مخطط أكبر يهدف للسيطرة على الأقصى لبناء «هيكل سليمان» مكانه.. والمحاولات لم تتوقف..والحقائق تمارس مطالبها بقوة دفع جديدة، تركز هذه المرة على المسجد الأقصى، وقد اهتزت قواعده وتصدعت فوق شبكة أنفاق أرضية.. وحفريات تهدد بانهياره في زمن لا يبدو بعيدا !!

  • جرائم دولة الاحتلال تستهدف الأقصى..والأمة الإسلامية  سوف تواجه استجوابا تاريخيا في لحظات من أخطر وأسوأ تاريخها.

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]