خبراء لـ«الغد»: تحديات تهدد بانتهاء حكم طالبان في أفغانستان
هل يمكن لطالبان أن تستمر في حكم أفغانستان؟.. سؤال يفرض نفسه، وسط عالم يموج بالأزمات، وفي ظل عوامل عدة، تفرز تحدياتٍ أمام بقاء الحركة في السلطة.
تحديات أمام طالبان
أول تلك التحديات، ملف “المصالحة الوطنية” مع المعارضة والمجموعات المسلحة.
فبعد استحواذها “على السلطة”، لم تعمل الحركة على إشراك القوى الأخرى في الحكومة.
وتعد مسألةُ عدمِ “تشكيلِ حكومةٍ شاملة”، أحدَ الأسباب، التي أدت إلى تأجيل الحصول على اعتراف من جانب “المجتمع الدولي” .
ولم تعترف “أيُ دولة” حتى الآن بحكومة طالبان، المشكلةِ عام 2021.
في حين أن حكومة طالبان “الأولى”، حصلت على اعتراف “ثلاث دول”.
وعطلت طالبانُ العملَ بالدستور الذي أُقر عام 2004، وتدارُ البلاد من مكتب زعيم التنظيم.
وتتعالى المطالباتُ “الداخلية”، والمناشداتُ الخارجية، بسرعةِ إقرار دستور، يتوافق عليه الأفغانيون، ويكون أساساً للحكم.
ويرى مراقبون أن التحدي العاجلَ أمام الحركة، هو مواجهة “تنظيمِ داعش” والحركاتِ المسلحة الأخرى، وفرضُ الأمنِ والسيطرةِ على كامل الولايات والحدود، هذا فضلا عن مواجهة “الأزمة الاقتصادية”، في ظل تجميد أصول الدولة في الخارج، وتوقفِ التعاملات التجارية الدولية مع أفغانستان.
لا نتائج ملموسة
بداية، قال رئيس مركز أفغانستان للدراسات والإعلام، الدكتور فضل الهادي وزين، إن حركة طالبان لم تتمكن من تشكيل حكومة في أفغانستان رغم مرور عام على الاستيلاء على السلطة في البلاد.
وأضاف وزين، خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد” أن حركة طالبان لم تقدم أي شيء على المستوى الاقتصادي أو السياسي لنقل أفغانستان لمرحلة الاستقرار السياسي.
كما أوضح وزين أن الحكومة الحالية في كابول لم تتحدث عن مشاريع تنموية، أو الانخراط في برامج مع المؤسسات الدولية.
الاعتراف الدولي أولًا
من جانبها، قالت إيرينا تسوكرمان، الخبيرة الاستراتيجية في الأمن القومي الأمريكي، إن حكومة طالبان تحتاج إلى الاعتراف الدولي أولا لتقوم بعد ذلك بخطوات مقبلة.
وأكدت تسوكرمان أن طالبان يجب عليها أن تتعامل مع الحكم بطريقة دبلوماسية، مشيرة إلى أن تسعى للحفاظ بالسلطة لكنها تتصادم بالحوكمة في البلاد.
وأوضحت أن حركة طالبان لم تنفذ تعهداتها التي أخذتها على نفسها حتى يتم الاعتراف بها عالميًا أو دوليًا.
الانسحاب من أفغانستان
كما أكد بولجر أن الولايات المتحدة الأمريكية خرجت من أفغانستان خشية وقوع حوادث قتل في صفوف قواتها جراء أي عمليات إرهابية من الممكن أن تحدث.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة لم تكن مهتمة يوما ما باستعمار أفغانسان، لافتا إلى أن المهمة الأمريكية هناك كانت محدودة ومن أجل المجتمع الأفغاني.
أداة في يد أمريكا
من جانبه، قال حسين عمر، الباحث في العلاقات الدولية، إن هناك من استغل الفراغ الأمريكي في أفغانستان.
وأضاف عمر أن الولايات المتحدة انسحبت دون أن تترك أثرا لما تدعيه من حقوق الإنسان والإدارة الرشيدة إلى أخره، أو حتى القضاء على الإرهاب.
كما أوضح عمر أن حركة طالبان أداة في يد الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة الاتحاد السوفيتي، واليوم أعادتها كما كانت ليحل الخراب من جديد.
هروبا وليس انسحابا
فيما يرى حذيفة فريد، الكاتب والباحث السياسي، أن الانسحاب الأمريكي لم يكن انسحابا بل كان هروبا.
وأضاف فريد ان الهدف الأمريكي من تواجد الأمريكية في أفغاسنتان لم يتحقق، فهذا الخروج هو هروب واضح.
وأوضح أن الولايات المتحدة لم تستخدم حركة طالبان يوما ضد الاتحاد السوفيتي.
المسيرات الأمريكية
وقال مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، العميد خالد عكاشة، إن الطائرات المسيرة استطاعت أن تحدث نقلة في مكافحة الإرهاب، خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد عكاشة أنه لا يمكن الاكتفاء فقط بالطائرات بدون طيار لمكافحة عناصر إرهابية ومجموعات مسلحة، موضحا أن المسيرات لا يمكن أن تقوم باستهداف مخازن للأسلحة والذخيرة.
وأشار إلى أن المسيرات يمكنها تعزيز الجهد العسكري، لكن لا يمكن استخدامها في إسقاط تنظيمات إرهابية.
