د. أيمن سمير يكتب: بايدن – كابل

سيسجل التاريخ أن فشل الولايات المتحدة العسكري لم يكن في فيتنام فقط، لكن بعد مرور 20 عاماً على الاحتلال الأمريكي لأفغانستان في سبتمبر 2001، ها هي واشنطن تتجرع هزيمة نكراء بكل المعاني بعد أن أنفقت ما يقرب من تريليون دولار في صحارى تورا بورا  لنشر ما تسميه الديمقراطية والحرية، ولم تختلف خطة بايدن “للهروب من أفغانستان” عن مخطط سلفه دونالد ترامب، ففي الوقت الذي أراد فيه الأخير  سحب قواته البالغ عددها 2500 جندي، وقوات الناتو التي تقدر بـ8000 جندي بحلول الأول من مايو الجاري أراد الرئيس الأمريكي الجديد أن يضع بصمته على الملف بتأجيل “الهروب” إلى بداية شهر سبتمبر المقبل، حتى تكون القوات الأمريكية وحلفاؤها أمضوا هناك 20 عاماً بالتمام والكمال، وهو ما يطرح سلسلة من الأسئلة لعل أبرزها ما الأهداف التي تقول الولايات المتحدة إنها حققتها؟ وكيف سينعكس الخروج الأمريكي على الأوضاع الإقليمية والتنافس الشديد في آسيا الوسطى؟ وهل ستعاني الدول العربية، كما عانت من قبل  بعد عودة ما كانوا يطلقون على أنفسهم “المجاهدين الأفغان”؟

4 رؤساء والنتيجة واحدة

بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 واتهام القاعدة بالوقوف وراءها كان هناك سيناريوهان، أولهما توجيه ضربات صاروخية من بعيد لحركة طالبان والقاعدة، وثبت بعد 20 عاماً أنه كان الأفضل في جميع الجوانب العسكرية والسياسية والمالية، والثاني هو احتلال أفغانستان بالكامل، وإرسال آلاف الجنود لمطاردة القاعدة وطالبان من مغارة إلى أخرى، واختار الرئيس جورج بوش الابن الخيار الثاني بالاحتلال المباشر لأفغانستان رغم علم الأمريكيين جيداً أن انهيار الاتحاد السوفيتي كان على يد أفغانستان عندما قامت المخابرات الأمريكية عام 1979 بتجييش الشباب العربي والإسلامي للقتال في أفغانستان طوال 10 سنوات حتى خرج الاتحاد السوفيتي وانهار حلف وارسو دون أن تطلق الولايات المتحدة طلقة واحدة على الجنود السوفييت، وتم كل ذلك بأموال العرب والمسلمين، وهي الحرب التي يطلق عليها بأنها أكبر عملية “نصب سياسي” في التاريخ المعاصر، ورغم إعلان الرئيس أوباما أنه سيسحب القوات قبل عام 2015 فإنه كان يقول سنظل هناك حتى إنجاز المهمة، ويحسب للرئيس ترامب أنه اتخذ القرار الصعب بأنه سيسحب أخر جندي أمريكي مع بداية مايو الجاري، لكن الرئيس بايدن أراد تأخير الأمر بضعة شهور، وهو ما يضع أفغانستان ومنطقة آسيا الوسطى والشرق الأوسط على مرحلة جديدة من عدم الاستقرار.

الأنانية السياسية

الإنجاز الوحيد الذي تتباهي الولايات المتحدة بأنها حققته من مفاوضاتها مع طالبان هو تعهد الأخيرة بعدم القيام بعمليات إرهابية  ضد الولايات المتحدة، انطلاقاً من الأراضي الأفغانية، وهو ما يسمح لطالبان فعليًا بالسيطرة على كل أفغانستان قبل نهاية العام الجاري، فالولايات المتحدة فشلت في تأسيس جيش أفغاني قوي يستطيع الوقوف أمام القاعدة وطالبان وداعش، كما أن واشنطن فشلت في صياغة اتفاق سياسي لا يسلم البلاد بالكامل إلى طالبان التي تعتبرها غالبية دول العالم حركة إرهابية منذ 2001، وهناك أيضاً مخاوف أن تتحول أفغانستان من جديد لبؤرة للتنظيمات الإرهابية، فكل التقارير الدولية تقول إن داعش تنشط في أفغانستان بمعدلات غير مسبوقة منذ إعلان الولايات المتحدة أنها سوف تنسحب من البلاد، وجزء كبير من مقاتلي القاعدة انضموا إلى داعش، وهو ما يجعل المنطقة العربية والشرق الأوسط من أكثر الأماكن والشعوب التي يمكن أن تدفع ثمنا للفشل الأمريكي في أفغانستان، فمع زيادة النشاط الإرهابي في جنوب شرق آسيا والفلبين، وارتباط الإرهابيين هناك بالتنظيمات الإرهابية في أفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء فإن انتقال الإرهابيين لأفغانستان والعودة للدول العربية مرة أخرى سيكون خطرا داهما على المنطقة العربية، كما أن تسليم أفغانستان بالكامل وعلى طبق من ذهب لجماعة راديكالية متشددة مثل طالبان لا يمكن أن يكون دافعا للاستقرار في منطقة تعج بالصراعات الإقليمية والدولية.

الصراعات الإقليمية

وما يؤكد أن الولايات المتحدة فشلت بالكامل في أفغانستان هو أن خروجها لن يفجر صراعات داخلية جديدة في أفغانستان فحسب، بل سيعمل على إشعال نار الصراعات الإقليمية خاصة بين الهند وباكستان، فالسيطرة المتوقعة لطالبان على أفغانستان تصب بالكامل في صالح باكستان، وهو ما قد يدفع الهند لمغامرات عسكرية جديدة لحماية مصالحها هناك، كما سيسمح الخروج الأمريكي بعودة روسية جديدة لأفغانستان، لكن ربما النتيجة التي لم تدركها واشنطن أن سيطرة طالبان المقربة من باكستان سوف يصب في صالح الصين وليس الولايات المتحدة، فرغم العلاقة القوية بين باكستان والولايات المتحدة فإن علاقات باكستان مع الصين في السنوات القليلة الماضية وصلت لمرحلة الشراكة الكاملة بفضل مشروعات البنية التحتية التي تنفذها الصين هناك، وهو ما سيحرم الولايات المتحدة من منطقة ظلت لعقود جزءًا من الإستراتيجية الأمريكية في آسيا.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]