زيارة الرئيس التركي المرتقبة لروسيا، تحظى باهتمام كبير، بسبب القضايا التي ستطرح على جدول الأعمال وفي المقدمة «صفقة الحبوب»، بعد أن أعلنت روسيا، في 16 يوليو/ تموز الماضي، تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الذي يسمح بتدفق الحبوب من أوكرانيا إلى دول في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا مع رفع القيود المفروضة على تصدير المواد الغذائية والأسمدة الروسية.
وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان عن رغبته في مقابلة الزعيم الروسي، على الفور، بعد أن علقت روسيا مشاركتها في صفقة الحبوب.
وفرضت روسيا شروطا لتمديد صفقة الحبوب، تضمنت: استئناف توريد الآلات الزراعية وقطع الغيار وتوفير خدمات الصيانة.. ورفع القيود المفروضة على التأمين وإعادة التأمين والوصول إلى الموانئ.. واستعادة تشغيل خط أنابيب الأمونيا «تولياتي – أوديسا».. وفك حظر حسابات الشركات المتعلقة بإنتاج ونقل المنتجات الزراعية.. ومع إعادة ربط بنك «روس سيلخوز بنك» بنظام «سويفت».
اهتمام أردوغان بتمديد الصفقة لصالح تركيا
الرئيس التركي، لديه قدر كبير من التفاؤل لإقناع روسيا بتمديد «صفقة الحبوب»، بحسب تعبير المحلل السياسي التركي كريم هاس، موضحا أن الرئيس أردوغان مهتم بالحوار مع الكرملين. لأن تركيا هي أحد المستفيدين من «صفقة الحبوب»، ومن مصلحتها أن تستمر في العمل.
وترى صحيفة «أرغومينتي إي فاكتي» الروسية، أن الأهم من ذلك كله، أن أردوغان يريد التفاوض بشأن استئناف «صفقة الحبوب».
فقد ذكر مصدر في إدارة الرئيس التركي، أن أنقرة تعوّل على تطوير عدد من المقترحات المحددة حول هذا الموضوع.
المصالح أقوى من الخلافات
ومن المقرر أن يأتي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا، لمناقشة «صفقة الحبوب» مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعقد لقاء يراعي تبادل المصالح بين البلدين على هامش خلافات كثيرة نشأت بين أنقرة وموسكو، بحسب الباحث الروسي، غليب إيفانوف، في صحيفة «أرغومينتي إي فاكتي»، وهي خلافات كثيرة أحدثها:
- أنقرة، خلال زيارة رئيس أوكرانيا، فلاديمير زيلينسكي لتركيا، انتهكت التزاماتها، وسلمت قادة آزوف إلى كييف، وكانت قد تعهدت بإبقائهم كرهائن حتى نهاية العملية العسكرية الروسية الخاصة. ورد الرئيس بوتين على تصرفات السلطات التركية قائلا: «كانت هناك اتفاقيات.. لا تعليق أكثر»
- كما أن تركيا لا تعترف بتبعية شبه جزيرة القرم لروسيا.. وتعارض نظام الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من روسيا.. وتقف إلى جانب أذربيجان في صراع قره باغ.
حل الخلافات عبر المفاوضات
ويضيف «إيفانوف»: ورغم تلك الخلاقات، اعترفت السلطات الروسية بإمكانية إجراء مفاوضات مع الجانب التركي، لأن موسكو وأنقرة مرتبطتان بشكل وثيق ويعتمدان على بعضهما البعض، وهناك العديد من المصالح المشتركة. ولا أحد يريد وضع حد للعلاقات، والوقوع في مواجهة مفتوحة، لذلك كان من المتوقع أن يحاول الطرفين حل الخلافات عبر مفاوضات على أعلى مستوى، كما قال الباحث السياسي التركي كريم هاس.
وبحسب الصحيفة التركية «بني شفق»، هناك 3 مواضيع رئيسية تتصدر لقاء يوتين ـ أردوغان: «صفقة الحبوب.. والتعاون التجاري بين الدولتين.. والوضع في سوريا»، ومن الممكن أن يعقد الاجتماع خلال الأيانم القليلة االمقبلة في منتجع سوتشي بروسيا ، في أواخر الشهر الجاري أغسطس/ آب، وأوائل شهر سبتمبر/ أيلول.
ولكن لا توجد حتى الآن مواعيد محددة للاجتماع أو تأكيد من الكرملين.
