أثار قانون جديد لتخفيف قواعد اللباس في مجلس الشيوخ الأميركي الذعر والفزع، لدى العديد من أعضاء المجلس الشيوخ، الذين أعربوا عن مخاوفهم بشأن تأثيره في سمعة أميركا على مستوى العالم، وفقًا لتقرير نشرته «نيويورك تايمز».
وكان السيناتور تشاك شومر، زعيم الأغلبية، قد قرر مؤخرًا تخفيف قواعد اللباس غير الرسمي في مجلس الشيوخ، ما يسمح للأعضاء بدخول الغرفة بملابس غير رسمية، وربما حتى ملابس رياضية.
أعرب السيناتور جيه دي فانس من ولاية أوهايو عن اعتقاده بأن هذا التغيير من شأنه أن يؤدي إلى تدهور المؤسسات الحكومية الأميركية، مؤكدًا أهمية ارتداء الملابس بشكل صحيح عند العمل في مجلس الشيوخ الأمريكي. ويرى أن قواعد اللباس يجب أن تعكس الاحترام الذي يكنه أفراد الطبقة العاملة في جميع أنحاء البلاد لهذا المبنى.
إحدى الأعضاء مازحة: سأحضر بالبكيني
كما انتقد السيناتور جو مانشين من ولاية فرجينيا الغربية القرار، مشيرًا إلى أنه يعتقد أنه خطأ وأنه سيبذل كل ما في وسعه للحفاظ على لياقة مجلس الشيوخ. واتهم السيناتور جون كورنين من تكساس السيناتور شومر بعدم احترام مجلس الشيوخ كمؤسسة. وفي الوقت نفسه، أشارت السيناتور سينثيا لوميس من ولاية وايومنغ إلى أن الأشخاص الذين يرتدون ملابس غير متقنة يميلون إلى التصرف بطريقة غير متقنة. وهي تعتقد أن تخفيف قواعد اللباس سيلحق المزيد من الضرر بسمعة مجلس الشيوخ الهشة بالفعل فيما يتعلق بالكياسة واللياقة.
ونقلت «نيويورك تايمز» عن السيناتور سوزان كولينز، وهي جمهورية من ولاية ماين، قولها مازحة: إنها ستحتج على تغيير قواعد اللباس من خلال الذهاب إلى العمل وهي ترتدي البكيني. ويلخص تعليقها حالة عدم التصديق التي عبر عنها العديد من أعضاء مجلس الشيوخ. وبحلول نهاية اليوم، كان 46 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين قد وقعوا على رسالة تطالب السيناتور شومر بإلغاء الخطة، مشيرة إلى أنه يجب حماية قدسية مجلس الشيوخ بأي ثمن.
السيناتور فيترمان.. صاحب السروال القصير!
ووفقًا للصحيفة الأمريكية، تم تطبيق القواعد المنقحة، التي لم تعد تتطلب من الرقيب فرض قواعد اللباس، في المقام الأول لاستيعاب السيناتور جون فيترمان. وقد رفض فيترمان، الذي يبلغ طوله 6 أقدام و8 أقدام، ارتداء البدلة منذ عودته إلى مجلس الشيوخ بعد دخوله المستشفى بسبب الاكتئاب. بدلاً من ذلك، يختار شورتات كرة السلة والبلوزات كبيرة الحجم. ستسمح له هذه التغييرات في القواعد الآن بالدخول إلى الغرفة وحتى ترؤسها بملابسه غير الرسمية المفضلة، والتي يراها كوسيلة للإشارة إلى وضعه الخارجي من ذوي الياقات الزرقاء.
على الإنترنت، انتهز فيترمان الفرصة لتسليط الضوء على الحالات التي تصرف فيها الجمهوريون الذين ينتقدون لباسه دون كرامة أو لياقة كبيرة، حتى عند الالتزام بقواعد اللباس. على سبيل المثال، أشار إلى عرض النائبة مارجوري تايلور جرين لصور عارية كبيرة الحجم لهنتر بايدن خلال جلسة استماع أخيرة للجنة بمجلس النواب.
وأثار الجدل حول قواعد اللباس نقاشًا حول إظهار الاحترام للمؤسسة التي يخدمها المرء، خاصة عندما يمارس الأعضاء اليمينيون المتشددون الذين لديهم تفويض بتفكيك الحكومة نفوذهم. يزعم البعض أن السراويل القصيرة في صالة الألعاب الرياضية ترمز إلى عدم الاحترام، لكن آخرين يشيرون إلى أن أعضاء الكونجرس الذين يرتدون ملابس أنيقة لم يتصرفون دائمًا على النحو الذي ينقل الاحترام للمؤسسات الديمقراطية.
قواعد صارمة.. وسلوك سياسي فاضح!
في نهاية المطاف، قد تبدو قضية قواعد اللباس غير مهمة مقارنة بالمسائل الملحة الأخرى في الكونجرس، لكنها لفتت الانتباه إلى مسألة كيفية إظهار المشرعين احترامهم للهيئة التي يخدمون فيها. ويرى البعض أن الأمر لا يتعلق بقواعد اللباس، بل بعدم قدرة الكونجرس على معالجة القضايا الوطنية الحاسمة التي تؤدي إلى عدم الاحترام من الخارج.
عندما سُئل عن سبب أهمية قواعد اللباس في مناخ سياسي يتسم بالسلوك الفاضح، ضحك فانس وذكر أنه في حين أن الناس سوف يفشلون حتمًا في تلبية معايير السلوك من وقت إلى آخر، فمن المهم وضع هذه المعايير.
السيناتور شيرود براون من ولاية أوهايو هو أحد أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين القلائل الذين يعارضون تغيير قواعد اللباس. ويقول إنه إذا سُمح لأعضاء مجلس الشيوخ بارتداء ملابس غير رسمية، فيجب أن يتمتع الموظفون أيضًا بهذا الامتياز. بالنسبة له، هذه القضية هي مسألة كرامة في مكان العمل.
