يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن «بولندا»، اليوم الإثنين، 20 فبراير/ شباط، وهي الزيارة التي تحظى باهتمام الدوائر السياسية في موسكو، بينما يتوقع خبراء عسكريون في لندن، أن يعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الحرب على روسيا خلال الزيارة، كاشفا عن دور محوري للغرب في الحرب داخل اوكرانيا، ولهذا الغرض تحديدا، يسافر بايدن إلى بولندا، حيث ستُمنح وارسو بشكل خاص ضمانات بأقصى قدر ممكن من الدعم في حالة وقوع صدام عسكري مباشر مع موسكو.
بولندا «الممثل الرئيسي للولايات المتحدة» في شرق أوروبا
كما سيُعهد لبولندا بدور قيادي لـ «الممثل الرئيسي للولايات المتحدة» في شرق أوروبا، وربما في كل أوروبا. بحسب تعبير المحلل السياسي الروسي البارز،ألكسندر نازاروف، وليس من قبيل المصادفة إذن أن يسافر بايدن إلى وارسو فقط، متجاهلا فرنسا وألمانيا وغيرهما من الدول الأوروبية الأخرى. وفي حالة تحقيق أقصى قدر من النجاح، إذا ما غرقت روسيا في الفوضى وانهارت نتيجة هزيمة محتملة، يمكن لبولندا أن تفوز بالسيطرة على جزء من الأراضي الروسية وعلى مكانة القوة الأوروبية الرائدة.
- ولم يطلق تشرتشل على بولندا لقب «ضبع أوروبا» صدفة، بعد مشاركة وارسو في هجوم هتلر على تشيكوسلوفاكيا عام 1938.
هدف «الضبع الجائع»
ويضيف المحلل السياسي: الآن، تجسد بولندا حالة «ضبع جائع»، يقف خلفه أسد، وأمامه دب ملطخ ببعض الدماء، وليس من الواضح تماما مصدر الدماء على جسد الدب، ولا قدر إصابته. كان هذا الضبع يتضور جوعا منذ 4 قرون، فيما تغمر الغرائز وسفك الدماء صوت العقل، ويهمس الأسد وراء أذنه بصوت رئيس الأركان الأمريكية مارك ميلي: «لقد خسرت موسكو بالفعل استراتيجيا وعملياتيا وتكتيكيا.. إلى الأمام.. احصل على أكبر قطعة لنفسك!»
- هناك عامل آخر يزيد من ثقة بولندا وجاذبية مثل هذه المغامرة بالنسبة لها: منطقة كالينينغراد، الأرض الروسية المعزولة عن روسيا بأراضي بولندا ودول البلطيق.
وفي حالة نشوب حرب مباشرة بين بولندا وروسيا، ستضطر الأخيرة لاقتحام الممر المؤدي إلى كالينينغراد عبر أراضي دول البلطيق، وهو ما يضمن لبولندا ألا تكون في حالة حرب مع روسيا وحدها، على الأقل ستكون هناك 3 دول أخرى، وربما أكثر.
الانتصار على روسيا أو منع هزيمة أوكرانيا
ويرى الحبير الروسي، أن الوقت يعمل ضد إدارة بايدن، حيث تتحول أوكرانيا بشكل متزايد إلى ثقب أسود يمتص مليارات الدولارات الغربية، بينما تدور أزمة اقتصادية حادة في العالم وفي الولايات المتحدة الأمريكية حتى بدون أوكرانيا. من ناحية أخرى، قامت روسيا بتعبئة جزئية وأبدت استعدادها للشروع في الهجوم. وفي أقل من عام، ستبدأ حملة رئاسية في الولايات المتحدة، والتي ستكون فيها هزيمة أوكرانيا (ومعها الولايات المتحدة الأمريكية) بالنسبة لبايدن بمثابة هزيمة في الانتخابات.
إضافة إلى ذلك، تسحق الصين الولايات المتحدة على الجبهة الاقتصادية، وتقوم ببناء قوتها العسكرية بسرعة. على واشنطن، بغض النظر عن انتماء الرئيس الحزبي، إغلاق الملف الروسي بأسرع ما يمكن والتركيز على الاستعدادات للحرب مع الصين.
- باختصار، تحتاج واشنطن بشكل عاجل وفي هذا العام على وجه التحديد إلى انتصار على موسكو، أو على الأقل منع هزيمة أوكرانيا، والذي يمكن تقديمه بوصفه انتصارا.
من يضع رأسه طواعية في مفرمة اللحم ومحاربة موسكو
لقد استنفد الغرب تقريبا ترسانته من الأساليب الآمنة نسبيا في التعامل مع روسيا. وقد يؤدي رفعا آخر في المخاطر إلى مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا واندلاع حرب نووية..وأظهر الاجتماع الأخير في رامشتاين أن الغرب ليس مستعدا بعد لمنح كييف صواريخ بعيدة المدى وطائرات غربية. إلا أنني متأكد من أنه سيتم توفير هذه الأسلحة إلى كييف لاحقا، لكن واشنطن تحتاج أولا إلى حل مشكلة الرد الروسي المحتمل، حيث تريد واشنطن إبقاء السيطرة على الصراع، حيث تقرر واشنطن، وليس موسكو، إلى من سيوجه الرد الروسي.
- وقال «نازاروف»: تحتاج واشنطن إلى إيجاد «أحمق مفيد» جديد مثل أوكرانيا، على استعداد لوضع رأسه طواعية في مفرمة اللحم ومحاربة موسكو دون مشاركة مباشرة من الولايات المتحدة، ولحسن حظ واشنطن، هناك بولندا..
سيضع الربيع والصيف القادمين النقاط على الحروف بشأن نتيجة الهجوم الروسي المتوقع والهجوم الأوكراني المضاد.. فإذا نجحت موسكو، فإن احتمال انضمام بولندا إلى الحرب مرتفع للغاية.