طائرات الاحتلال تقصف نقطة رصد تابعة للفصائل الفلسطينية بغزة

يشهد جنوب قطاع غزة أكثر المعارك ضراوة عقب انهيار الهدنة الإنسانية المؤقتة، الأسبوع الماضي. ويواصل جيش الاحتلال التصعيد العسكري بالهجمات المكثفة والقصف المتواصل.. ويرى الباحث السياسي الفلسطيني، سامر السنجلاوي، أن التصعيد هو أسلوب الغرب في الحروب، ولذلك نجد التضامن والتـأييد والدعم الغربي، من بريطانيا وألمانيا وفرنسا ودول غربية اخرى لإسرائيل.

تكتيك القصف المتواصل .. قاعدة عسكرية غربية

أوضح السنجلاوي، أن الجيوش في الغرب، ومنذ أن أسست سلاح الجو، لجأت إلى قاعدة عسكرية تقول: إن القصف الجوي المكثف يؤدي إلى ثورة أو انتفاضة شعبية ضد الحكومات، وبالتالي إسقاطها، ولذلك فإن القصف المتواصل في غزة مقصود لإثارة مشاعر المواطنين ضد المقاومة وضد حماس.

وهذا التكتيك العسكري في القصف لجأت إليه قوات التحالف ضد ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، وقتلت في مدينة هامبورغ وحدها ما يقرب من 50 ألف قتيل، ودمرت 58 مدينة.. ولجأت إليه ألمانيا ضد بريطانيا، وقتلت نحو  40 ألفا في لندن، ولجأت لهذا التكتيك الولايات المتحدة في فيتنام والعراق وسوريا، وفي جميع هذه الوقائع لم يسقط تشرشل و لاهتلر، ولا النظام في فيتنام  أو في سوريا مثلا.. وبالضرورة لن تسقط عزة ولا الحكومة في غزة.

القصف الإسرائيلي المتواصل لم يحقق أي هدف

وقال السنجلاوي للغد: إن القصف الإسرائيلي المتواصل، والذي دمر قطاع غزة، وأسقط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وشرد أكثر من مليون مواطن من أهالي غزة، لم يقض على المقاومة، ولم يحرر أسيرا إسرائيليا واحدا، ولم يحقق شيئا سوى استهداف المدنيين الأبرياء.. أما ما يقال عن اكتشاف فتحات للأنفاق تم إغلاقها، فهذا ترويج دعائي، لأن الفتحات التي توصلت إلبها إسرائيل كانت عقب خروج المقاتلين منها.. كما أن هذه الفتحات يمكن إصلاحها.

لا يمكن إغراق مدينة أنفاق تحت الأرض

أضاف الباحث السياسي: إن كل ما يقال عن إغراق الأنفاق بالمياه عبر مضخات يتم توصيلها بمياه البحر، هو من قبيل «الفنتازيا» أو الخيال العلمي، لأن الأنفاق ليست متصلة ومترابطة، ثم أن الأنفاق ـ وبحسب البيانات الإسرائيلية ـ تمثل مدينة أخرى تحت الأرض.

نتنياهو لا يمتلك زمنا مفتوحا للحرب

وتابع سامر السنجلاوي للغد: رغم كل الكرم الأميركي بالدعم العسكري المتواصل لإسرائيل، فإن جيش الاحتلال لم يحقق أي هدف أو أي  إنجاز، وبات واضحا من التصريحات الأميركية، أنهم أعطوا إسرائيل فرصة لمدة أسابيع  لإنهاء الحرب، وذلك قبل الدخول في منافسات الانتخابات الرئاسية الأميركية، خاصة أن الحزب الديمقراطي الحاكم يواجه منافسة ساخنة من الجمهوريين.

و الأمر الثاني هو قرارات الحكومة الإسرائيلية، وقد صادق الكنيست قبل يومين، على قرار إجراء تعديل على ميزانية 2023 بما يتناسب مع ظروف الحرب، وهذا التعديل يؤشر إلى أن الحرب ستنتهي خلال أسابيع. كما أن وزارة الداخلية التي سبق لها تأجيل انتخابات البلدية التي كان مقررا لها يوم 3 أكتوبر/ تشرين الأول بشكل مفتوح، قررت إجراء الانتخابات يوم  30 يناير / كانون الثاني وبشكل نهائي.. أي أن نتنياهو لا يمتلك زمنا مفتوحا للحرب في قطاع غزة.

شاهد | البث المباشر لقناة الغد

بعد 61 يوما من اشتعال حرب التدمير والعدوان الإسرائيلي الشرس غير المسبوق عالميا، على قطاع غزة، أصبحت نتائج الحرب ومكاسبها واضحة للجميع من زاوية الجانب الفلسطيني، حيث تجلت أبرز انجازات المقاومة الفلسطينية  في إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية، وتردد اسم فلسطين عاليا في الشوارع والميادين الأوروبية والأميركية، ومن الدول اللاتينية في اميركا الجنوبية إلى اقصى جنوب  شرق آسيا، حبن حملت التظاهرات الحاشدة التي نظمنها أجيال شابة قضة فلسطين في مطالبها بدعم القضية.. ويؤكد الخبير العسكري والاسترتيجي اللبناني، العميد خليل الحلو، أنه ليس هناك من دولة في العالم شرقا أو غربا، شمالا أو جنوبا، إلا وتتحدث عن القضية الفلسطينية وضرورات الحل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وهذا إنجاز استراتيجي يحسب لحركة حماس.

القضية الفلسطينية تصدرت الواجهة العالمية

وقال للغد: هناك فشل واضح على الجانب الإسرائيلي، حيث لم تتحقق أي انجاز أو أي هدف من أهداف الحرب التي أعلنها جيش الاحتلال، ولا تزال المقاومة الفلسطينية قوية وتواجه الهجوم البري الإسرائيلي، ولم يتم تحرير أسير إسرائيلي واحد، ولم تتخلص إسرائيل من حماس التي وعدت  بإنهاء وجودها في غزة، وكل ما تحق هو دمار شامل لقطاع غزة فجّر غضبًا عالميًّا ضد إسرائيل، وكل هذا أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية، ويُحرج إسرائيل عسكريا.

المقاومة تحسبت لكل الاحتمالات

أضاف الخبير العسكري: قد تكون إسرائيل حققت إنجازًا عسكريًّا بالسيطرة على مساحة كبيرة من شمال غزة قبل توجهها إلى الجنوب، ولكن هذا ليس إنجازًا استرتيجيًّا عسكريًّا، لأن الحقيقة على الأرض تقول إن المقاومة مستمرة في عملياتها القتالية وتخرج من الأنفاق في توقيت مناسب،  وحتى لو تمكنت إسرائيل من اكتشاف فتحات لأنفاق فإن هذا لم يؤثر، لأن حماس تحسبت لكل الاحتمالات، ووضعت تصورات للتعامل مع كل السيناريوهات، وهذا إنجاز آخر للمقاومة الفلسطينية

غزة تواجه الإبادة

وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الوضع في غزة يقترب من أن يكون الأحلك في تاريخ البشرية، مع تواصل العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 16248 شهيدًا، بينهم 7112 طفلًا و4885 امرأة، إضافة إلى 43616 جريحًا.

وأعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة ارتفاع عدد المجازر الإسرائيلية إلى 1550 منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

كما بلغ عدد المفقودين 7600 فلسطيني، إما تحت الأنقاض وإما أن مصيرهم لا يزال مجهولًا، وفق مكتب الإعلام الحكومي.

___________

شاهد | البث المباشر لقناة الغد

أصبح التساؤل القائم داخل إسرائيل وخارجها: هل ستسقط حكومة بنيامين نتنياهو؟ كما أصبح الترقب لموعد الرحيل لتلك الحكومة اليمينية الأكثر تطرفا.. ويشير الباحث في الشؤون السياسية، أحمد الصفدي، إلى أن حكومة نتنياهو أطلقت العنان لكل من «بن غفير» وزير الأمن الداخلي، ولوزير المالية «سوميترش» يمارسان سياسات عنصرية متطرفة، من استهداف المسجد الأقصى، والاعتداء على المواطنين الفلسطينيين، وممارسات البطش والاعتقالات، ولكن في المقدمة كان المسجد الأقصى يتعرض لحملات اقتحامات استفزازية متواصلة، وكان التركيز العنصري على الضفة الغربية، بينما أهمل نتنياهو قطاع غزة، ولم يلتفت إلى التقارير التي تحذر مما تخطط له حركة حماس، ولذلك فإن نتنياهو يتحمل الفشل والعجز مع واقعة العبور في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

تدهور شعبية نتنياهو.. وأصوات تطالب بعزله

وقال للغد: إن شعبية رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو تراجعت كثيرا وبنسبة تصل إلى 50%، وتراجعت شعبية حزبه (حزب الليكود)، ولذلك فإن غالبية أعضاء الحزب تطالب بعزل نتنياهو بعد الحرب لترميم وضع الحزب في الداخل، وارتفعت أصوات أيضا من زعيم المعارضة «لابيد» ومن «ليبرمان» كلها تطالب برحيل نتنياهو، واليوم سمعت صوتا من ممثلة حزب العمل، تقول إن نتنياهو تسبب في كارثة خاصة على الوضع الاقتصادي، وقد وصفه «ليبرمان» بأنه مصاب بجنون العظمة.

مقصلة لنتنياهو

وتابع الصفدي: هناك أيضا أصوات أهالي الأسرى والمحتجزين لدى حماس، وهناك أطراف أخرى من السياسيين من داخل الحكومة ومن خارجها، ومن المؤكد أن هناك مقصلة لنتنياهو وسيحاكم بعد الحرب مدنيا وجنائيا بتهم الفساد، ويحاكم أمنيا بسبب تحمله المسؤولية وفشله في تحقيق أهداف الحرب التي أعلنها، ولذلك يحاول نتنياهو إطالة أمد الحرب حتى لا يحاكم، وحتى لو على حساب دماء الفلسطينيين، وأيضا دماء الإسرائيليين الذين يقتلون في غزة على يد المقاومة الفلسطينية.

وأوضح الباحث السياسي، أن حكومة نتنياهو ستسقط قريبا، وهناك منافسة في مجلس الحرب لصالح وزير جيش الاحتلال «غالانت»، وهناك تناقضات وخلافات واسعة داخل الحكومة تؤدي إلى إسقاطها.

نتنياهو لا يريد الاعتراف بالهزيمة

وأضاف أحمد الصفدي للغد: المشكلة داخل إسرائيل، أن نتنياهو لا يريد الاعتراف بالهزيمة في غزة، وهذه عقدة نفسية لديه، لا يريد الاعتراف بأي هزيمة، ورغم الضغوط الداخلية، والسباب الذي تعرض له من أهالي المحتجزين والأسرى، والذين أنهوا الاجتماع معه قبل موعده، ورغم الحالة المزاجية المعارضة له داخل الشارع الإسرائيلي، إلا أنه يصرّ على موقفه دون اعتراف بالهزيمة، وكل هذه التصرفات تعجل برحيله.

غزة تواجه الإبادة

وحذَّرت منظمة الصحة العالمية، من اقتراب الوضع في غزة «من أن يكون الأحلك في تاريخ البشرية». منوهة بأن طفلًا يُقتل كل 10 دقائق في قطاع غزة جراء العـ.ـدوان الإسرائيلي.

وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 16248 شهيدًا، بينهم 7112 طفلًا و4885 امرأة، إضافة إلى 43616 جريحًا.

وأعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة، ارتفاع عدد المجازر الإسرائيلية إلى 1550 منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، الماضي.

كما بلغ عدد المفقودين 7600 فلسطيني، إما تحت الأنقاض وإما أن مصيرهم لا يزال مجهولًا، وفق مكتب الإعلام الحكومي.

___________

شاهد| البث المباشر لقناة الغد