قال صهيب الفهداوي مراسل الغد من أربيل، إن هناك أنباء عن مقتل قيادات بحزب العمال الكردستاني جراء الغارات التركية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن طائرات حربية تركية قصفت تجمعا لحزب العمال الكردستاني في جبال قنديل العراقية. وأضاف أن أنقرة تعتقد أن عناصر قيادية من بين المسلحين أصيبوا في القصف.
المزيد من التفاصيل مع الإعلامي بهاء ملحم.
اشتعلت النيران في إقليم ناغورنو كاراباخ بعد يوم من توصيل شحنات أغذية وأدوية في خطوة كان ينظر إليها على أنها تساعد في تخفيف التوتر المتصاعد بين أذربيجان وأرمينيا، وأنعشت الآمال بالتهدئة.
وأعلنت أذربيجان، أمس الثلاثاء، إطلاق «عمليات لمكافحة الإرهاب» تستهدف القوات الأرمينية في إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه، وذلك بعد ساعات من مقتل 6 مواطنين أذريين في انفجار لغمين بحادثين منفصلين، وتبددت مع ذلك الآمال بحصول تهدئة.
وشددّت أذربيجان على أن العملية تستهدف فقط الأهداف العسكرية المشروعة، حيث يتم تعطيلها عبر الأسلحة عالية الدقة المتوفرة لدى جيش أذربيجان، ومرة أخرى يشتعل الصراع في الإقليم، ذي الغالبية الأرمينية في قلب أذربيجان، ويبدو أن الأخيرة عازمة هذه المرة على إخضاع الإقليم، مع تصريحها بأنه يجب حل السلطات الانفصالية.
هكذا يخرج الإقليم من حرب ليدخل في أخرى، يختلف فقط الفارق الزمني بين كل حرب وأختها، مدعومة باهتمام دولي على المنطقة.
وبات واضحا أن النزاع اليوم تجاوز الدولتين الجارتين (أرمينيا وأذربيجان)، ليصبح صراع نفوذ وحربا بالوكالة بين قوى مختلفة في تلك المنطقة.
الإقليم يقع داخل أذربيجان ذات الأغلبية التركية المسلمة، وبالقرب من أرمينيا المسيحية، وفي حقيقة الأمر ـ كما يرى المؤرخ دكتور سبد حامد عبد الحليم ـ أن الصراع في منطقة «ناغورنو كاراباخ» قد تجاوز عداء العرق والدين، إلى جذور صراع الإمبراطوريات، فقد كانت المنطقة كلها تشهد صراعات بين إمبراطوريات المنطقة كالروس، والعثمانيين، والفرس.
وأضاف موضحا للغد: في وقت قوة الدولة العثمانية، سيطر عليها الأتراك، ثم لما ضعفت قبضة العثمانيين، أصبحت خاضعة للإمبراطورية القيصرية الروسية في عام 1813، ومع نهاية الحرب العالمية الأولى، كان المشهد كله يتغير، سقطت الدولة العثمانية في تركيا، وسقط حكم القياصرة في روسيا، وأصبح هناك طرفان جديدان للنزاع هما الجمهوريتان المستقلتان حديثا: أرمينيا وأذربيجان وفي الوسط بينهما اقليم ناغورني كارباخ،
اندلعت حرب بينهما في عام 1918، ثم تجددت في عام 1920، وبعد هيمنة الاتحاد السوفيتي على المنطقة كلها، بدأ في اعتماد تقسيمات جغرافية وعرقية مختلفة عن ذي قبل، بحيث لايكون هناك أي انتماء سوى الانتماء للأيدولوجية.. وأصبحت منطقة «ناغورنو كاراباخ» منطقة حكم ذاتي تسكنها أغلبية أرمينية داخل حدود جمهورية أذربيجان السوفيتية.
ومع تراجع القبضة السوفيتية في أواخر الثمانينيات، عادت الخلافات بين أذربيجان وأرمينيا في عام 1988، بعد إعلان برلمان «ناغورني كاراباخ »، رغبته الانضمام لأرمينيا.
وفي العام 1994، اندلعت حرب بين أذربيجان وأرمينيا، ونجحت أرمينيا في الحاق هزيمة كبيرة بأذربيجان استحوذت خلالها ليس فقط على إقليم «ناغورنو كاراباخ» وإنما على سبع مناطق مجاورة له، لتخسر أذربيجان عشرين في المئة تقريبا من مساحتها في تلك الحرب، التي انتهت باتفاقية لوقف إطلاق النار في عام 1994.
لكن الاتفاقية جمدت الصراع فقط ولم تنهه، خاصة بالنسبة للأذريين الذين شعروا أنهم تلقوا هزيمة مريرة، ولذلك عاد الصراع يتجدد في عام 2018، حين شنت أذربيجان هجوما استمر ستة اسابيع انتهى باستعادة خمسة أقاليم من التي سيطرت عليها أرمينيا في حرب عام 94، ثم جرت مفاوضات تحت رعاية روسية، انتهت باسحاب الأرمن من محافظتين آخريين كانتا تحت سيطرتهم.
ومرة أخرى اشتعل الصراع في إقيلم ناغورنو كاراباخ، ذي الغالبية الأرمينية في قلب أذربيجان، ويبدو أن الأخيرة عازمة هذه المرة على إخضاع الإقليم، مع تصريحها بأنه يجب حل السلطات الانفصالية.
كانت وكالة «تاس» الروسية، ذكرت قبل يومين أن رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، قال إن بلاده وأذربيجان بإمكانهما التوصل إلى اتفاق سلام بحلول نهاية العام.
لكن يبدو أنه من غير المرجح حدوث ذلك بعد الاشتباكات الأخيرة.
