في الذكرى الـ40 لقرار الضم.. الجولان السوري يتحدى الاحتلال بالشرعية الدولية والهوية السورية
في الذكرى الأربعين لقرار دولة الاحتلال الإسرائيلي ضم هضبة الجولان السورية.. لا تزال الهوية السورية هي الأعلى صوتا، رغم محاولات سلطات الاحتلال، زيادة عدد المستوطنين، داخل (32 مستعمرة)، فضلا عن «ترسيخ الوجود اليهودي داخل الجولان»، ورغم محاولات منح الجنسية الإسرائيلية لأهالي الجولان من المواطنين السوريين، ورغم الانتهاكات الصارخة للشرعية الدولية، بقرار الضم الثاني ، في 21 مارس 2019، على لسان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب معلنا: إنه «حان الوقت بعد 52 عاما أن تعترف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل الكاملة على مرتفعات الجولان، التي تتسم بأهمية استراتيجية وأمنية بالغة لدولة إسرائيل، والاستقرار الإقليمي».وهو القرار الذي وصفه الاتحاد الأوروبي بأنه « يمزّق أوراق القانون الدولي».
- وفي ذكرى الضم، قال أبناء الجولان، في بيان صدر اليوم «إننا نؤكد انتمائنا الوطني للوطن الأم سوريا واعتزازنا بالهوية والجنسية السورية وعلى رفضنا للجنسية الإسرائيلية».. وختم أبناء الجولان بيانهم بالقول «إننا نتطلع بشوق كبير للحظة التي يتحرر بها الجولان ويعود إلى حضن الوطن سوريا».
وكان أبناء الجولان السوري، قد نفذوا في 14 فبراير 1982 إضراباً استمر ستة أشهر رفضاً لقرار الضم المشؤوم، ما أدى إلى شلل كامل في مختلف مناطق الجولان المحتل وخرجوا بمظاهرات عارمة استطاعوا من خلالها فرض إرادتهم الرافضة بشكل قاطع لهذا القرار العنصري.
ومرتفعات الجولان.. هضبة صخرية في جنوب غربي سوريا، لها أهمية استراتيجية كبيرة، احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 وبعد تحديد خط الهدنة باتت المنطقة خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية وما لبثت أن شرعت إسرائيل على الفور في عمليات الاستيطان في هذه المنطقة.
وقد حاولت سوريا استعادة الهضبة في حرب عام 1973 ولكن رغم الخسائر الكبيرة في القوات الإسرائيلية فقد تم صد الهجوم المفاجئ ووقع البلدان هدنة عام 1974 وتم نشر قوة مراقبة دولية على خط وقف إطلاق النار منذ عام 1974.
- وقد أعلنت إسرائيل من جانب واحد ضم الجولان عام 1981 وهي الخطوة التي لم تحظ باعتراف دولي.
وتوجد نحو 32 مستوطنة إسرائيلية في هذه المنطقة ويعيش بها نحو 20 ألف مستوطن. كما يعيش فيها نحو 20 ألف سوري أغلبهم من طائفة الدروز.
وتعد المنطقة مصدرا مهما للمياه فأمطار مرتفعات الجولان تغذي نهر الأردن، وهي تمد إسرائيل بثلث احتياجاتها من المياه..وكما تعد أراضي المنطقة البركانية من أخصب الأراضي وتنتشر فيها أشجار التفاح وكروم العنب. كما يوجد بالمنطقة المنتجع الوحيد للتزحلق على الجليد الذي تستخدمه إسرائيل.
- وتطالب سوريا باستعادة مرتفعات الجولان كجزء من أي اتفاق سلام، وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أعلن عام 2003 إنه مستعد لإحياء محادثات السلام مع إسرائيل مقابل استعادة مرتفعات الجولان.
وفي مؤتمر مدريد للسلام 1991، دخلت المفاوضات السورية الإسرائيلية مرحلة متقدمة، خصوصا في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين، وحققت المفاوضات تقدما ملحوظا في شهر أغسطس 1992، بعدما وافق الإسرائيليون على اعتبار القرار 242 ينطبق على المسار السوري، وبدأ المفاوضون الإسرائيليون يتحدثون عن “انسحاب من مرتفعات الجولان”.
وبعد التقدم المثير في المفاوضات، وصل المفاوضون إلى مسألة مهمة تمثلت في هل يكون الانسحاب حتى حدود السابع من يونيو 1967 أم حسب الحدود الدولية..وبالنسبة إلى سوريا، كان الانسحاب حتى حدود يونيو 1967 هو المطلوب، فهذا الشرط يمنح سوريا إمكانية الوصول إلى الشاطئ الشرقي لبحيرة طبريا..وتعثرت المفاوضات، ثم توقفت.
- وعقب تسلم إيهود باراك رئاسة وزراء إسرائيل، أعيد فتح قنوات التفاوض، لكنها عادت وتعطلت مرة ثانية بسبب رفض باراك «ترسيم حدود يونيو 67».
وبموجب الحدود الدولية التي رسمت في العام 1923، تقع الحدود السورية على بعد 10 أمتار من الشاطئ الشمالي الشرقي لبحيرة طبريا، غير أن اتفاقية ترسيم الحدود منحت سوريا الحق في استغلال البحيرة في مجالي الملاحة والصيد..وظلت سوريا تمارس هذا الحق حتى الرابع من يونيو1967 عندما أنهت سيطرة إسرائيل على الجولان السيطرة السورية على هذا الجزء من بحيرة طبريا
- ومن هنا جاء إصرار سوريا في المفاوضات السلمية على انسحاب إسرائيل من مرتفعات الجولان إلى خطوط الرابع من يونيو 1967، غير أن الموقف الإسرائيلي هو أن الحدود الدولية لعام 1923، هو خارج الخلاف بشأن الجولان وترفض إمكانية الانسحاب إلى خط غربي هذه الحدود.
وتعتبر مرتفعات الجولان، منطقة استراتيجية وتطل على شمالي فلسطين التاريخية ومناطق في الأردن ولبنان، كما أنها لا تبعد كثيرا عن العاصمة السورية دمشق ( حوالي 50 كيلومترا).
- وتقدر مساحة مرتفعات الجولان بحوالي 1800 كيلومتر مربع، يخضع ثلثاها للسيطرة الإسرائيلية.
.وفي العام 1981، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك مناحيم بيغن ضم إسرائيل رسميا للجولان، وهذه الخطوة الإسرائيلية بضم الجولان لم تعترف بها أي دولة في العالم، ولا حتى الولايات المتحدة، قبل ترامب.
