كيف يعيش 7 آلاف لاجئ إثيوبي في مصر؟

منذ إعلان إثيوبيا عن البدء في تنفيذ مشروع سد النهضة، وبدأت بين البلدين موجة واسعة من المناقشات والمحادثات التي تتسم بالود والاتفاق أحيانًا، وأحيانِ أكثر تسيطر عليها الحدة وتبادل الاتهامات، فتتهم مصر أثيوبيا بأنها تستمر في تنفيذ مشروع سيسبب لها أزمة مائية، بينما تتهم أثيوبيا مصر بالتدخل في شأنها الداخلي، وأعلنت عن ذلك بصورة رسمية عقب موجة الاحتجاجات الأخيرة حيث أعلنت رسميًا أن مصر دفعت المعارضة الأثيوبية لتدبير موجة احتجاجات أعلنت على إثرها حالة الطواريء في البلاد والتعبئة العامة للجيش، وهو ما تنفيه مصر.

وما بين الخلاف والجدل بين الحكومتين شعبان لا يعرفان كثيرًا عن بعضهم البعض، وربما لا يعرفان أيضًا أن عددا كبيرا من الإثيوبيين يعيشون في مصر كلاجئين فروا من بطش حكومتهم واستهدافهم على أساس دينهم أو عرقهم أو آرائهم السياسية.

بحسب المفوضية العامة لشئون اللاجئين، فإن عدد اللاجئين الإثيوبيين في مصر يقترب من 7 آلاف لاجئ، إلا أن تقديرات غير رسمية تقول إن عدد الإثيوبيين في مصر يقترب من 20 ألفا أغلبهم غير مسجلين لدي المفوضية ويعيشون في ظروف صعبة للغاية حيث لا يٌسمح لهم بالعمل بشكل رسمي.

ويعيش اللاجئون الاثيوبيون في مصر في تجمعات متقاربة، أغلبهم في منطقة المعادي (جنوب القاهرة) لكن منهم أيضًا مجموعات تعيش في مناطق مختلفة قريبة من منطقة مصر الجديدة أو منطقة المهندسين، يعتمدون بشكل أساسي على مساعدات من منظمات المجتمع المدني أو المنظمات الأهلية في الحصول على الخدمات الطبية أو العثوري علي مأوي للعيش أو حتي الطعام والملابس.

من ضمن المنظمات التي تقدم المساعدات للاجئيين الإثيوبيين في القاهرة، مكتب يٌسمي «مجتمع اللاجئين الإثيوبيين في مصر» وهي منظمة أٌنشئت في عام 2011 وتعمل على تقديم الدعم والمساعدة للاجئين الأثيوبيين والأفارقة.

في مكتب رث داخل أحد أحياء منطقة المعادي التقت «الغد» السكرتير العام للمنظمة إليوس سولومون، الذي بدأ حديثه برجاء أن ينقل الإعلام المصري والعربي ما يحدث داخل إثيوبيا ويوضح ما يتعرض له اللاجئون الإثيوبيون، حيث قال «نحتاج لمن يعكس موقفنا في الإعلام ويتحدث عنا لأن بعض المصريين حين يعرفون بأننا إثيوبيون يظهرون الكراهية ويقومون بتهديدنا بسبب سد النهضة ولا نعرف كيف نوضح لهم الأمر؟».

وواصل «حين كنا نعيش في إثيوبيا كنا نعيش كمواطنين لا نملك القوة أو السلطة لتغيير قرار الحكومة، بالعكس نحن تركنا بلادنا وجئنا إلي مصر هربًا من قرارت هذه الحكومة والآن نحتاج لأن نسأل بعض المصريين لماذا تكرهوننا؟ سد النهضة وأزمة المياه بين البلدين ليس من شأننا، نحن نحب أرض مصر ونرغب أن نعيش عليها بسلام ونحترم قوانينها ومواطنيها، وكل ما نريده أن نعيش هنا بسلام مع المصريين، بالطبع المعاملة السيئة ليست من كل المصريون، ولكن أغلب الناس في أو المواصلات أو حتي المقاهي بمجرد ما يعرف الناس أننا أثيوبيون يبدأون في الحديث عن أزمة سد النهضة ومن ثم تهددينا في حال لم تتوقف أثيوبيا عن بناء السد».

وأضاف سولومون «نحن نقدر أن مشكلة سد النهضة وأزمة المياه هامة جدا بالنسبة للمصريين أو السوادنيين، لأن المياه تعني الحياة، ولكن نحن كلاجئين لا نملك شيئًا نقدمه في هذه الأزمة، وحين بدأت أزمتنا مع الحكومة أول بلد فكرنا أن نأتي إليه هو مصر، نحن لا نملك سلطة في أثيوبيا وكل ما نريده هو حريتنا».

f1e4f52b9c286ccf6d6981b74d996a45

ظروف صعبة ولا عمل للرجال

مُسجل لدي مجتمع اللاجئين الإثيوبيين في مصر ما يزيد عن 1200 لاجيء، من عرقيات أثيوبية مختلفة لكن أغلبهم من عرقية الأورومو الأكثر اضطهادًا في أثيوبيا، يعيشون في مصر في ظروف صعب للغاية، حيث لا يُسمح لهم بالعمل ويعيشون في أماكن مكدسة بهم في انتظار تسجيلهم لدي مفوضية الأمم المتحدة.

يتحدث سولومون عن أوضاع الإثيوبيين في مصر قائلًا «يعيشون في ظروف صعبة للغاية، أحيانًا يتكدس خمسة أو عشرة أشخاص في غرفة واحدة لأنه غير مصرح لهم بالعمل وبالتالي لا يوجد لديهم أي مصدر للرزق، بعض السيدات يعملن كخادمات في المنازل المصرية لكن لا فرصة للرجال أي يعملوا».

يذكر أن مصر وقعت على اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين عام 1951 لكنها تحفظت لفقرة الأولى من البند 22، والقاضي بمساواة الطالب اللاجئ بالمصري في مجانية التعليم الابتدائي، والبند 23 الذي يساوي بين اللاجئين والمواطنين في حق الإغاثة والمساعدة العامة، وأخيرا البند 24 الذي يساوي المواطنين واللاجئين في العمل والأجور والتعويضات والضمان الاجتماعي.

يعود سولومون للحديث عن أوضاع اللاجئين الإثيوبيين في مصر، جمعيات قليلة التي تقدم المساعد للاجئين الأثيوبيين في مصر، لكن بسبب العدد الكبير لا تستطيع الجميعات توفير الحد الأدني من الاحتياجات الأساسية، ولكن مكتبنا يحاول بالتعاون مع المفوضية العليا لشئون اللاجئين والحكومة المصرية التوصل لاتفاقية تسمح للاجئين الأثيوبيين بالعلاج في المستشفيات المصرية مجانًا أو بمقابل زهيد، وربما يٌفعل هذا اتفاق مع بداية العام الجديد.

لكن بشكل عام لا يحصل اللاجئين على الحد الأدني من الحياة، والغالبية يعانون للحصول على الطعام أو الملابس ربما يمضي بعضهم يوم أو يومين من دون طعام، وبالتأكيد لا يرسلون أبنائهم إلي المدارس للحصول على التعليم بسبب نقص الأموال وأيضًا اختلاف اللغة، وكل هذا بسبب أنه غير مسموح لهم بالعمل في مصر.

يذكر أنه في يوليو/تموز الماضي، أشعلت سيدتان أثيوبيتان النار في أنفسهما أمام مكتب الموضية العليا لشئون اللاجئين التابع للأمم المتحدة احتجاجًا على تباطؤ المفوضية في منحهم حق اللجوء وارتفاع معدل رفض طلبات لجوء الأورومو إلي مصر ، وعلقت حينها لممثل الإقليمي للمفوضية في مصر، اليزابيث تان، قائلة إنه «تم توفير الإسكان في حالات الطوارئ وتقديم المساعدات المالية في مصر للقادمين الجدد الأكثر عرضة للخطر. ومع ذلك أشارت إلى أن المساعدة المالية تقدم فقط إلى ما بين 15 و 35% من اللاجئين وطالبي اللجوء، وفي أغلب الأحيان لا يمكن توفير لهم مستويات المساعدة كافية للحفاظ على مستويات العيش الكريم. وسبب هذا المستوى المنخفض أن مستويات التمويل غير كافية لبرامج اللاجئين في مصر».

يختتم سولومون حديثه عن الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها الإثيوبيون في مصر قائلًا «لا يمكننا لوم الحكومة المصرية على هذا، بالعكس نوجه لها الشكر، لكن الجهة التي تتحمل مسئوليتنا هي مفوضية اللاجئين، وليس صحيحًا ما يقال عن نقص التمويل، فنحن نعرف أن التمويل للاجئين الإثيوبيين كبير ومن أكثر من 32 دولة، لكن لا نعرف ما السبب الذي يجعلهم دائمًا يمتنعون عن مساعدتنا».

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]