ربما لأول مرة، يشهد لبنان تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت من السابق، ليستعيد لبنان توازنه في مواجهة تحديات داخلية وإقليمية ودولية، وهو ما عبر عنه سعد الحريري المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، مؤكدا أن «الضغط الإقليمي سيسرّع تشكيل الحكومة ما دام هناك توافق داخلي»..وكانت نتيجة الاستشارات النيابية التي أجراها الرئيس اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا، أمس، خلصت إلى تسمية 111 نائباً من بين 128 نائبا أعضاء مجلس النواب، سعد الحريري، لتشكيل الحكومة الجديدة.
وتوقعت الدوائر السياسية في بيروت، أن يتم الإعلان عن الحكومة الجديدة، خلال أيام، قبل أو بعد عيد الفطر الشهر المقبل، وأن مؤشرات الاستشارات الرسمية التي يجريها الرئيس المكلف سعد الحريري مع الكتل النيابية، ايجابية «جدا» حتى الآن، وسوف يتضح الشكل النهائي للحكومة غدا الإثنين، نهاية موعد الاستشارات حول الحصص الوزارية بين الفرقاء.
ويؤكد المحلل السياسي اللبناني، زهير الماجد، للغد، أن الأجواء مناسبة تماما للتوافق على الحصص الوزارية بين القوى اللبنانية، وبالتالي من المتوقع أن يتم تشكيل الحكومة الجديدة خلال فترة لا تتجاوز أسبوعين، على أقصى تقدير .. وقال : الصورة أصبحت واضحة حاليا، دون تعقيدات وتشابكات، فقد أعلن «حزب الله» أمس، أنه لم يطالب بحقيبة سيادية أو وضع شروط على الرئيس سعد الحريري، وحينما تحسم الحقائب الوزارية للشيعة سيتفق حزب الله وحركة أمل على توزيعها بينهما.
وأكدت مصادر سياسية لبنانية، أن لا عقدة شيعية، ولا مشكلة على صعيد التمثيل السني الذي سيعهد به إلى الحريري الذي تضم كتلته ثلثي النواب السنّة في البرلمان، بينما كان الخلاف المبكر على التمثيل المسيحي، عبر سجال متجدد بين «القوات اللبنانية» و «التيار الوطني الحر» على الحصة المسيحية من «التوزير» والحقائب الوزارية، وأعلنت «القوات» أنها غير متمسكة بمنصب نائب رئيس الحكومة بمقدار تمسكها بالحصول على حقيبة سيادية و3 حقائب أخرى أساسية، استناداً إلى مضاعفة كتلتها النيابية نتيجة الانتخابات.. وخلاف آخر خاص بالتمثيل الدرزي، إذ يطالب «الحزب التقدمي الاشتراكي» بحصر اختيار الوزراء الدروز الثلاثة بمن يسميهم رئيس الحزب وليد جنبلاط، من دون تمثيل النائب طلال أرسلان.
وتشير الدوائر السياسية والحزبية في لبنان، إلى أن القوى السياسية تستعجل تشكيل الحكومة من أجل مصلحة البلد والمصالح الوطنية، فهناك استحقاقات وملفات كبيرة، تحتاج إلى حكومة لمعالجتها.. ومن جانبه يرى «حزب الله»، أن انتخاب رئيس المجلس النيابي وتكليف رئيس لتشكيل الحكومة، خطوات حصلت في شكل متسارع وجيد، إيجابي وسلس، الآن الكل يتطلع إلى تشكيل الحكومة، طبيعي أن توجد تعقيدات، كل الكتل تطالب بوزارات وبأحجام وبأعداد، ولكننا نتطلع إلى حكومة قوية وفاعلة، تتابع الملفات، ونتطلع إلى أوسع تمثيل للقوى السياسية والكتل النيابية في الحكومة.
