لماذا تراهن واشنطن على أنقرة في وقف التصعيد بأوكرانيا؟

 قالت بلغاريا اليوم الثلاثاء إنها ستطرد 70 موظفا دبلوماسيا روسيا بسبب مخاوف تتعلق بالتجسس وفرضت حدا أقصى لحجم تمثيل موسكو في ظل توترات بسبب أوكرانيا بين بلدين كانا في السابق حليفين مقربين.

وأعلن هذه الخطوة وزارة الخارجية ورئيس الوزراء المنتهية ولايته وتمثل أكبر عملية طرد من قبل صوفيا لدبلوماسيين روس في السنوات الأخيرة وأدت إلى تقليص حجم الوجود الدبلوماسي لموسكو في الدولة الواقعة في البلقان بأكثر من النصف.

وقال مصدر لم يذكر اسمه لوكالة تاس الروسية للأنباء إن موسكو سترد. وكانت روسيا قد قطعت الغاز عن بلغاريا في أبريل/ نيسان بسبب رفضها الموافقة على آلية الدفع بالروبل رغم اعتمادها الشديد عليها.

وقال رئيس الوزراء البلغاري كيريل بيتكوف الذي فقد الثقة في تصويت أجراه البرلمان الأسبوع الماضي “لقد طردنا اليوم 70 دبلوماسيا روسيا … العديد كانوا يعملون بشكل مباشر في أجهزة (المخابرات) وكان دورهم الدبلوماسي أشبه بغطاء”.

ويقلص القرار الوجود الدبلوماسي الروسي بأكثر من النصف والذي قال بيتكوف إنه بلغ 114 في نهاية أبريل نيسان.

وقالت وزارة الخارجية البلغارية إن قرار طرد هذا العدد الكبير من الموظفين الدبلوماسيين الروس يهدف إلى تقليص حجم بعثة موسكو إلى مستوى التمثيل البلغاري في موسكو والرد على ما وصفته بأنشطة لا تتوافق مع اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.

ولم يصدر رد روسي بعد على مزاعم التجسس.

أكد الباحث في العلاقات الدولية من باريس، حسان القبي، أن حلف شمال الأطلسي”الناتو” ظهر جباناً في أزمة الحرب الروسية الأوكرانية.

وأوضح القبي، خلال تصريحات له مع برنامج “وراء الحدث”، أن قدوم جو بايدن ورحيل دونالد ترامب من حكم الولايات المتحدة منح حلف الناتو جرعة أكسجين لتقويته مرة أخرى.

وشدد على أن حلف الناتو يتجرأ على الدول الصغرى مثل العراق وليبيا، لكن أمام الامتحانات الكبرى يقف صامتاً عاجزاً في مواجهة قوة عسكرية كبرى مثل روسيا.

وأشار القبي إلى أن الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو يخشيان أن تستعمل روسيا أسلحة نووية في الحرب في أوكرانيا حال التصعيد.

وقال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، إن أوكرانيا تواجه وحشية لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

ودعا ستولتنبرج، خلال اجتماع دول حلف الناتو في إسبانيا، إلى مواصلة تقديم الدعم لأوكرانيا.

وأكد أنه سيتم الاتفاق على برنامج دعم كامل، لمساعدة أوكرانيا في ضمان حقها في الدفاع عن نفسها.

وفي وقت سابق أعلن ستولتنبرج أن القمةَ سوف تتخذ قرارا بزيادة قوات الرد السريع في المناطق الشرقية من 40 ألفا لأكثر من 300 ألفا.

كما أوضح ستولتنبرج أن الدولَ الأعضاء سوف تؤكد على أن روسيا هي التهديدُ الأكبر لأمن القارة.

أعلن مسؤول أمريكي، اليوم الثلاثاء، أن الرئيس جو بايدن سيعقد اجتماعا ثلاثيا نادرا مع زعيمي اليابان وكوريا الجنوبية خلال قمة حلف شمال الأطلسي”الناتو” في مدريد غدا الأربعاء.

وقال مستشار الأمن القومي جيك ساليفان على متن طائرة الرئاسة “اير فورس وان” أثناء الرحلة إلى مدريد: “ستتاح للرئيس غدًا فرصة استضافة اجتماع ثلاثي مع رئيس كوريا ورئيس وزراء اليابان. سيكون هذا أول اجتماع ثلاثي على مستوى القادة منذ فترة”.

وأوضح أن النقاشات ستركز على التهديد الذي يطرحه البرنامج النووي لكوريا الشمالية والتوتر مع الصين.

وهذه المرة الأولى التي يتم فيها تمثيل كوريا الجنوبية واليابان في قمة لحلف شمال الأطلسي.

وأضاف ساليفان أن حضور قادة اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا في اجتماع الحلف يؤكد “وجهة نظر بايدن القوية للغاية” بأن التحالف التقليدي عبر الأطلسي مرتبط بشكل متزايد بالأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وأردف: “يجب أن تتعمق العلاقات بين الحلفاء في المسرحين أيضًا، ليس لأن حلف الأطلسي سيخوض حروبًا في المحيط الهادئ ولكن بسبب وجود ترابط بين قوة وحيوية تحالفاتنا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وتحالفاتنا الأوروبية الأطلسية”.

وأكد مستشار الأمن القومي الأمريكي أن الاجتماع الثلاثي “سيركز أساسا على التهديد المستمر” من كوريا الشمالية، لا سيما بعد إجرائها سلسلة من التجارب الصاروخية وقيامها بخطوات “استفزازية” أخرى.

وختم قائلا: “على نطاق أوسع، ستتاح لبايدن الفرصة للتحدث مع شركائنا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وحلف شمال الأطلسي حول التحدي الصيني”.