محلل: إجراء انتخابات في الجزائر مرهون باستقالة بن صالح

يترأس الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، اليوم الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء لأول مرة منذ عودته من رحلته العلاجية في ألمانيا.

وبحسب بيان الرئاسة الجزائرية، سيخصص الاجتماع لدراسة وإقرار عدد من العروض ذات الصلة بالنهوض بالاقتصاد الوطني ومتابعة ظروف التكفل بانشغالات المواطنين.

وأفاد مراسلنا من الجزائر بأن اجتماع الرئيس يأتي في توقيت سياسي حاسم، خاصة بعد تجدد المظاهرات للحراك الشعبي وخروجها الجمعة الماضية، وهي أول جمعة في السنة الثالثة للحراك الشعبي.

ولفت إلى أن هذا الاجتماع هو الأول بعد التغيير الحكومي الذي أجراه الرئيس تبون، وشمل 8 حقائب وزارية بينها 7 اقتصادية، في محاولة لإصلاح الأوضاع الاقتصادية في البلاد.

وأوضح مراسلنا أنه من المنتظر مناقشة العديد من الملفات خلال الاجتماع، منها القضايا الاقتصادية خاصة في مناطق الظل كما تلقبّها الرئاسة، وهي المناطق التي تشهد ضعفاً في الإنتاج وتراجع في عجلة التنمية.

وأضاف أن الرئاسة الجزائرية ستحاول طرح أوراق جديدة لامتصاص غضب الشارع، خاصة أن المظاهرات خرجت في محافظات عدة، ما سيدفع الرئيس تبون إلى القيام بإصلاحات اقتصادية واجتماعية لامتصاص هذا الغضب الشعبي.

وتابع مراسلنا: “تلك الأزمة السياسية ستدفع الرئيس إلى إجراءات جديدة”، مؤكداً أن الأحزاب السياسية في قطيعة مع الشارع الجزائري.

مع تجدد مظاهرات الحراك الشعبي في الجزائر في يوم الجمعة،  عاد الجدل إلى الجزائر مع عودة الحراك الذي لا يمثله قيادة موحدة، فالاختلافات الإيديولوجية والإنتماءات الحزبية حالت دون الخروج بطرح سياسي موحد.

ويدخل الحراك الشعبي في الجزائر عامه الثالث ولا تزال جدلية تمثيل الحراك من عدمه قائمة، لكن تعدد اتجاهات وأفكار فعاليات الحراك الشعبي في الجزائر صعب تجسيد قيادة موحدة، وخلق فراغ استغلته السلطة لصالحها على رأي مراقبين، ليبقى التحدي هو الوصول إلى طرح سياسي موحد لا يخنق التنوع الأيديولوجي والإنتماء السياسي.

وقد سبق لوزارة الداخلية أن دخلت في صراعات قضائية مع أحزاب منبثقة عن الحراك الشعبي بعد أن رفضت ملفات إعتمادها.

وبين من يرى أن قوة الحراك الشعبي في عدم تمثيله ووجود قيادة تتحدث باسمه ومن يرى أن هذه الوضعية ستبقيه في دائرة فارغة وتضعف موقفه تجاه السلطة يبقى الحراك ظاهرة شعبية في صورة فسيفساء تختلف باختلاف الأفكار والأيديولوجيات وتجتمع على مطلب التغيير والإصلاح.

أكد استاذ علم الاجتماع السياسي من الجزائر نور الدين  بكيس، أن تجدد الحراك الشعبي ليس وليد اللحظة لكنه له أسباب أبرزها رفض الأوضاع الحالية.

وأوضح بكيس، خلال تصريحات له مع برنامج حصة مغاربية، أن تجدد الحراك في الجزائر أمر طبيعي خاصة بعد توافق الجزائرين على أسباب الغضب الحالي.

وأضاف أن الجزائر لا يملك أحزاب أو نقابات قوية لذلك فالحراك أصبح كتلة غضب شعبية.

وفي سياق متصل أكد  الكاتب والمحلل السياسي من لندن الصادق الأمين، أن هناك توجس بين الشعب والأحزاب بسبب رواسب عهد بوتفليقة.

وأشار الأمين، خلال تصريحات له مع برنامج حصة مغاربية،  إلى أن الأحزاب الجزائرية فشلت في مواجهة نظام بوتفليقة ومعارضته وإسقاطه.

وأضاف أنه يجب على الأحزاب طرح مبادرات جدية للتوافق بين الشارع الجزائري والسلطة الحالية.