بعد عامين على سقوط أفغانستان في قبضة حكم طالبان في الخامس عشر من أغسطس، وما فعلته الحرب في تلك البلد على مدى 20 عاما، تغير كل شيء بالنسبة للسواد الأعظم من الشعب الأفغاني خاصة النساء. وفق ما أعلنته الأمم المتحدة فإن أفغانستان مرت بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، في ظل ما يحتاجه نحو 28 مليون شخص من مساعدات إنسانية عاجلة، ما يمثل 65 % من إجمالي السكان، إضافة إلى معاناة أكثر من 4 ملايين شخص من سوء التغذية الحاد أغلبهم من الأطفال.
كما دفعت الأوضاع الصعبة في البلاد 1.6 مليون أفغاني للفرار من البلاد. أما في ما يتعلق بالانتهاكات التي مورست في ملف حقوق الإنسان فقد تعرض 334 شخصا للجلد العلني منذ بداية 2023.
وواصلت حركة طالبان التعدي على الحريات وحقوق المرأة، وأصدرت 50 مرسوما لتقييدها. وحظرت الحركة تعليم النساء والفتيات الأمر الذي وصفته الأمم المتحدة بالجريمة ضد الإنسانية.
ودعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالتعليم العالمي المحكمة الجنائية الدولية إلى مقاضاة قادة حركة طالبان بسبب ممارساتهم ضد المرأة. ونتيجة لتلك الممارسات ارتفع عدد رواد عيادات الطب النفسي بنسبة 200 % خلال عامين.
ورغم الضمانات التي أطلقتها طالبان بعد عودتها إلى السلطة قبل عامين، والصورة التي حاولت تسويقها للقوى الغربية، إلا أن وعود الحركة للمجتمع الدولي تبخرت ولم تتجسد حتى اليوم على أرض الواقع الصورة اللينة التي حاولت الحركة تسويقها. ومنيت الأوضاع الاجتماعية والحقوق والحريات في أفغانستان بانتكاسات كبيرة.