كشف مصدر سياسي مسؤول للغد، أن موقف مصر المعلن والثابت تجاه حل الأزمة في ليبيا، قائم على ركيزة أن «الحل بيد الليبيين أنفسهم دون تدخل خارجي» ومهما كانت النوايا الحقيقية لأية تحركات دولية او إقليمية .. وقال المصدر: إن مصر قامت بجهود متواصلة لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، والتى حققت نتائج تعد نموذجا يحتذى به لتوحيد مؤسسات الدولة الليبية وإيجاد بنية أمنية داعمة للحل السياسى، ومواجهة خطر الإرهاب وميليشيات التنظيمات والجماعات المتطرفة والإرهابية، والجهد المصري متواصل مع الأشقاء في ليبيا.
وأضاف المصدر، إن مصر في صدارة الدول التي تسعى للحفاظ على استقرار وأمن ووحدة الأراضي الليبية، لأن استقرار ليبيا لصالح الأمن القومي المصري والعربي، فضلا عن عمق الروابط التاريخية والاجتماعية التى تربط بين مصر وليبيا.
وأوصح المصدر السياسي المسؤول، في تصريحات للغد، أن مصر حرصت، من داخل قصر الإليزيه، على طرح وتأكيد رؤيتها لحل الأزمة الليبية، خلال المؤتمر الدولي الذي عقد أمس الثلاثاء في باريس، برعاية الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، وحمل المهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، رسالة تأكيد أمام فرنسا والمجتمع الدولي، بأن الرؤية المصرية لدعم الحل السياسى فى ليبيا تقوم على أربعة مبادىء أساسية، هي:
- أولا: أن الحل السياسى فى ليبيا يجب أن يكون ليبياً، يصنعه ويتوافق عليه الليبيون، بدعم من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، فمصر ترفض بشكل قاطع وحاسم أى تدخل خارجى فى ليبيا، وتلتزم بدعم كل ما يتوافق عليه الليبيون.
- ثانيا: أن الأساس الذى يبنى عليه الحل السياسى فى ليبيا هو الاتفاق السياسى الليبي، والمبادرة التى قدمها المبعوث الأممى واعتمدتها الأمم المتحدة العام الماضي، وفى هذا الإطار، فإن رؤية مصر تقوم على أهمية التعامل مع عناصر المبادرة الأممية، ككل متكامل، وتتمسك بتطبيق كافة عناصرها، التى تعالج مختلف أوجه الأزمة فى ليبيا، فلا يوجد مجال للحلول الجزئية فى ليبيا، ولن تكون هناك فرصة لحل يقتصر على عنصر واحد فقط من عناصر المبادرة الأممية، وإنما سيأتى الحل من خلال صفقة متكاملة، جسدتها المبادرة، وتغطى كافة أوجه الأزمة فى ليبيا.
- ثالثا: أهمية توحيد الجهود الدولية لتصب كلها تحت مظلة التحرك الأممي، وتكون داعمة له، لأن تعدد مسارات التسوية كان مسئولا إلى حد بعيد عن تأخر الحل السياسي، وقد أن الأوان لكى تتكاتف كل الجهود لدعم تحرك المبعوث الأممى والعمل على تنفيذ كافة عناصر مبادرته.
- رابعا : مصر تتحرك لطى صفحة حزينة من صفحات التاريخ الليبى الحديث، ووضع نهاية لسبعة أعوام من الأزمة المستمرة والفوضى، وتهديدات الإرهاب والميليشيات، لتستعيد الدولة وحدتها وسلامتها الإقليمية، ويعاد توحيد مؤسساتها الوطنية، ومن ثم تبدأ مرحلة إعادة البناء واستعادة الاستقرار ومكافحة الإرهاب.
