من تل أبيب إلى بيروت.. ماذا يريد بومبيو من زيارته إلى لبنان؟
من تل أبيب إلى بيروت كانت رحلة وزير خارجية أمريكا مايك بومبيو في العاصمة بيروت تستقبل بومبيو في زيارة واضحة المعالم ومحددة الأهداف.
وقالت مراسلتنا في بيروت عن زيارة بومبيو التي بدأت صباح اليوم ، إن “جدول لقاءات وزير الخارجية الأمريكي ملئ باللقاءات الرسمية”.
وأضافت ، “هناك 3 أهداف لزيارة بومبيو أولا إعادة ترسيم الحدود البحرية والبرية حيث يحاول وزير الخارجية الأمريكي إقناع المسئولين بما يعرف خط هوف، لكنه سيسمع رد رسمي برفض لبنان لذلك وتمسكها بترسيم حدودها”.
وأوضحت، أن “الهدف الثاني للزيارة هو محاولة الضغط الأمريكي على الحكومة اللبنانية بالالتزام بالعقوبات على حزب الله ونفوذه حيث تعتبر الولايات المتحدة أن حزب الله يتواجد بقوة في الحكومة اللبنانية والبرلمان، ومن المتوقع أن يعلن بومبيو عن دعم للجيش اللبناني”.
وعن الهدف الثالث لزيارة بومبيو قالت، إن “ملف النازحين السوريين سيطرحه بومبيو في زيارته حيث تحاول أمريكا إقناع الجانب اللبناني باستمرار بقاء اللاجئين السوريين، لكن الموقف اللبناني متمسك بضرورة العودة الأمنية لهم وتبني الخطة الروسية لعودة اللاجئين السوريين”.
لقاءات بومبيو
في بداية زيارة وزير الخارجية الأمريكي التقى بومبيو وزيرة الداخلية اللبنانية ريا الحسن فور وصوله في مقر الوزارة بالصنائع.
كما اجتمع بومبيو مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وتضمنت المباحثات الموقف الأمريكي من حزب الله حيث أكد بري ، أن “حزب الله هو حزب لبناني وموجود في البرلمان والحكومة، و مقاومته ومقاومة اللبنانيين ناجمة عن الاحتلال الإسرائيلي المستمر للأراضي اللبنانية”.
وعقد بومبيو اجتماعا مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في مقر الحكومة اللبنانية.
كما شهدت زيارة بومبيو عقد مؤتمرا صحفيا مع وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل، وتضمن المؤتمر تصريحات هامة من الطرفين حيث قال وزير الخارجية الأمريكي، إن “لبنان يحتاج إلى شجاعة لمواجهة إرهاب وتهديد وجرم حزب الله”.
وأكمل بومبيو، إن “حزب الله يتحدى الحكومة والدولة اللبنانية ويعرض أمن الشعب اللبناني للخطر”.
وأضاف بومبيو ، أن “حزب الله يتصرف بأوامر من النظام الإيراني، وهناك سؤال هل ساهمت إيران وحزب الله في تنمية الوضع في لبنان؟”.
وقال وزير الخارجية اللبنانية، إن “لبنان لا يعترف بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية، مؤكدا أنه “لبناني وغير إرهابي”.
وحول وضع اللاجئين السوريين في لبنان قال باسيل، إن “بلاده لم تعد تحتمل مسألة اللاجئين ومن الضروي عودتهم إلى وطنهم”. وقال بومبيو “نفهم مسألة اللاجئين السوريين في لبنان وندعم عودتهم بطريقة طوعية وآمنة”.
خط هوف
خلال زيارة بومبيو في إسرائيل الأربعاء الماضي عقد اجتماع الرباعي مشترك في تل أبيب مع رؤساء الوزراء من إسرائيل وقبرص واليونان، ناقش بومبيو فيه مستقبل مشروع خط غاز من إسرائيل إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط.
واتفق الحضور على تولى بومبيو مهمة مطالبة لبنان بالموافقة على “خط هوف” الذي بحسب التقسيم الجغرافي له يعطي لبنان 60% وإسرائيل 40% من البلوك المتنازع عليه بين الدولتين وذلك لاستغلال إسرائيل الثروة النفطية في تلك المنطقة.
ولن تكن محاولة بومبيو بإقناع لبنان بخط هوف جديدة، حيث حاولت الولايات المتحدة طرح مشروع للحل من خلال الخطّ الذي تبنّاه الوسيط الأميركي في الملف فريدريك هوف، قبل 7 سنوات. وهو يعطي إسرائيل مقدار 360 كيلومتراً مربعاً من أصل 860 كيلومتراً يعتبرها لبنان بكاملها ضمن مياهه الإقليمية، لكن باتت كافة المحاولات الأمريكية بالفشل بسبب الموقف اللبناني المتشدد.
عقوبات حزب الله
تحاول أمريكا التضييق على حزب الله في عقر داره، حيث يحاول بومبيو إقناع الأطراف اللبنانية الرسمية بتضيق الخناق على حزب الله خاصة بعد تمثيله في الحكومة اللبنانية والبرلمان.
ففي أكتوبر الماضي أعلن البيت الأبيض عن قانون وقعه الرئيس الأمريكي يقضي بعزل بشكل أوسع حزب الله عن النظام المالي الدولي ويحد من تمويله، وسيتم توجيه هذه العقوبات إلى الأفراد الأجانب والجهات الحكومية التي تروج أو تدعم حزب الله والشبكات المرتبطة به”.
وتضمنت العقوبات الأمريكية على حزب الله تجميد الأصول، وإلغاء تأشيرات الدخول للولايات المتحدة وحظر الدخول إليها، لذلك يحاول بومبيو تنفيذ المهمة الثانية لزيارته إقناع بيروت بتنفيذ العقوبات الأمريكية على حزب الله.
ملف النازحين والخطة الروسية
يعد ملف النازحين السوريين في لبنان من الملفات الشائكة والتي تتمسك بيروت برحيلهم إلى وطنهم حيث يتواجد نحو مليون ونصف المليون لاجئ سوري في لبنان بينما تفيد بيانات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عن وجود أقل من مليون.
كما كشف الأمن العام اللبناني، أن عدد اللاجئين السوريين الذين عادوا إلى بلادهم، منذ العام 2017 وحتى اليوم، بلغ 172 ألفًا و46 لاجئًا.
وفي أغسطس الماضي أعلنت لبنان على جبران باسيل وزير الخارجية اللبناني إن بلاده تؤيد كامل المبادرة الروسية بشأن عودة اللاجئين السوريين، وتراها مبادرة “ناجحة”.
وتضمن المبادرة الروسية التي أطلقتها وزارة الدفاع الروسية عدد من البنود أبرزها فتح سبعة معابر جديدة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بينها بحري وجوي.
ومن ضمن بنود المبادرة الروسية استصدار قانون للعفو العام (من قِبل النظام السوري)، وتجميد التجنيد الإجباري لمدة سنتين.
كما تقضي المبادرة بوضع خطة مشتركة، وإنشاء مجموعتي عمل في الأردن ولبنان تضم كل منها بالإضافة إلى ممثلين عن البلدين مسؤولين من روسيا والولايات المتحدة.
