مهام صعبة أمام حكومة «التقاط الأنفاس» في لبنان

يوم حافل بالتظاهرات العمالية، التي خرجت في العديد من دول العالم، تزامنا مع الاحتفال بعيد العمال، الذي يواكب يوم 1 مايو من كل عام.

فالظروف الاقتصادية الصعبة، وتدني مستوى المعيشة، وتراجع المرتبات، وغلاء الأسعار، كلها كانت وقودا استعرت به نيران العمال الغاضبين من تراجع أحوالهم، ووقوعهم تحت وطأة «العوز» في الكثير من الدول، لا سيما مع تفاقم الأزمة بسبب ما تعرضت إليه شتى الدول من جائحة كورونا التي أضرت بالاقتصاد العالمي جراء إغلاق الحدود أمام حركة التجارة، ثم اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية التي زادت الطين بلة.

مواجهات في فرنسا

كانت فرنسا من أوائل الدول التي شهدت احتجاجات على نطاق واسع تزامنا مع عيد العمال.

وخرج مئات الآلاف إلى الشوارع، اليوم الإثنين، للاحتجاج على إصلاح نظام التقاعد الذي أقره الرئيس إيمانويل ماكرون،، في تظاهرات تخلّلتها صدامات بين الشرطة ومتظاهرين، وخصوصا في العاصمة باريس.

ووصفت الأمينة العامّة للاتحاد العمالي العام، صوفي بينيه، نسبة المشاركة في الاحتجاجات بأنها الأكبر في تاريخ عيد العمال في البلاد.

واعتبر الأمين العام للكونفدرالية الفرنسية الديمقراطية للعمل، لوران بيرجيه أن «نسبة التعبئة كبيرة جدا».

لكن هذه المشاركة، على أهميتها، تظل أقل بكثير مما كانت النقابات تعول عليه، إذ إنها كانت تترقّب مشاركة أكثر من مليون ونصف المليون متظاهر في عموم فرنسا.

وفي ستراسبورغ (شرق) قدّرت الشرطة عدد المشاركين بـ8700 متظاهر، بينما قدّرت النقابات أنهم 15 ألفاً، وفي ليل (شمال) تباين العدد بين 7300 متظاهر وفق الشرطة و15 ألفاً وفق النقابات، وفي مرسيليا (جنوب) كان العدد 11 ألفاً وفقاً للشرطة مقابل 130 ألفاً وفقاً للنقابات، وفي تولوز (جنوب غرب) كان عدد المتظاهرين 13500 وفقاً للشرطة و100 ألف وفقاً للنقابات، وفي كليرمون فيران (وسط) تراوح العدد بين 14 ألفاً وفقاً للشرطة و25 ألفاً وفقاً للنقابات.

وبحسب تقديرات السلطات فإنّ ما بين 500 ألف إلى 650 ألف متظاهر خرجوا إلى الشوارع في عموم أنحاء البلاد، بينهم ما بين 80 و100 ألف متظاهر في العاصمة باريس حيث دارت صدامات بين الشرطة ومحتجين.

وفي العاصمة باريس، انطلقت التظاهرة المركزية في قرابة الساعة 14,00 (12,00 توقيت غرينتش) من ساحة «لا ريبوبليك» باتجاه ساحة «لا ناسيون».

وكان نقابيون من مختلف أنحاء العالم قد أعلنوا عزمهم المشاركة في هذه المسيرة.

مظاهرات عمالية في أثينا

وفي أثينا شارك في تظاهرة عيد العمال المركزية، وفد يضم حوالى 10 أفراد من الاتحاد العمالي العام الفرنسي، وذلك بدعوة من نقابة العمال اليونانية الشيوعية «بامي».

ونقلت وكالة فرانس برس للأنباء عن ماتيو بول-ريدا، وهو أحد المشاركين في هذا الوفد، قوله إنه «من أثينا إلى باريس، نحن نعاني من نفس المشاكل، ونحن بحاجة لتنسيق كفاحنا لاستعادة ما سُلب منّا على مدار السنوات العشرين الماضية».

اشتباكات مع الشرطة في ألمانيا

من المغرب إلى ألمانيا، حيث شهدت العاصمة برلين، اليوم الإثنين، احتجاجات واسعة نظمها اتحاد نقابات العمال، على خلفية ارتفاع الأسعار وغيرها من أزمات عمالية.

وتخللت الاحتجاجات العمالية في برلين، التي شارك فيها نحو 3300 متظاهر وفقا للشرطة الالمانية، أعمال عنف وشغب، إذ قام محتجون بمهاجمة عناصر الشرطة في حي كرويتسبرغ، فيما قامت الشرطة بالقبض على عدد منهم.

وتعليقا على ما حدث، قالت المتحدثة باسم الشرطة الألمانية إن «أفراد الشرطة تعرضوا للاعتداء والضرب من جانب المتظاهرين».

بلجيكا تدخل على خط الاحتجاجات

وفي العاصمة البلجيكية بروكسل، انطلقت احتجاجات عمالية، اليوم الإثنين، تزامنا مع الاحتفال بعيد العمال.

وطالب المشاركون في الاحتجاجت الحكومة باتخاذ بعض القرارات، التي من شأنها أن تساعد في تحسين أوضاع العمال، وانتشالهم مما هم فيه من ظروف اقتصادية صعبة.

احتجاجات في المغرب

وفي المغرب، شارك منضوون في نقابات عمالية مختلفة في مسيرات عيد العمال بالرباط، اليوم الإثنين، احتجاجا على غلاء الأسعار و«ضرب القدرة الشرائية» للمستهلك، إذ تسببت معدلات التضخم المرتفعة بالمملكة في ارتفاع أسعار المواد الغذائية على وجه الخصوص.

وشارك مئات من النقابيين، من انتماءات مختلفة، في مسيرة جابت في أجواء هادئة وسط العاصمة.

وردّد المتظاهرون هتافات ركّزت على رفض غلاء الأسعار و«تدمير القدرة الشرائية» للمواطن.

ودعا بعض المتظاهرين رئيس الحكومة عزيز أخنوش إلى الرحيل.

وتطالب النقابات على وجه الخصوص الحكومة باتخاذ سلسلة إجراءات لدعم القدرة الشرائية للمواطنين.

ومن أبرز هذه المطالب وضع سقف لأسعار المحروقات وبخفض الضريبة على القيمة المضافة للمواد الأساسية.

وفي الدار البيضاء، تجمع مئات المتظاهرين أيضا بحسب ما ذكرته وسائل إعلام محلية.

ويشهد المغرب منذ العام الماضي ارتفاعا في معدل التضخم بسبب تقلّبات الأسواق الدولية والجفاف الذي أثّر على القطاع الزراعي الأساسي للنمو الاقتصادي في المملكة.

في لبنان.. الوطن للأغنياء والوطنية للفقراء

وفي لبنان، خرج عمال، اليوم الإثنين، في تظاهرة ببيروت، اتجهت إلى ساحة رياض الصلح، وسط العاصمة.

ودعا المحتجون إلى مواجهة الانهيار الذي يشهده لبنان، مرددين شعارات انتقدوا خلالها أداء الحكام، وأعلنوا فيها أن الوطن للأغنياء والوطنية للفقراء.

مطالبات بتعديل الرواتب في العراق

وفي العراق، انطلقت مظاهرات حاشدة في محافظات عدة، بالتزامن مع احتفالات عيد العالم، للاحتجاج على الأوضاع المتردية.

وطالب المحتجون بضرورة تعديل سلم الرواتب، وتقليل الفوارق الطبقية بين الموظفين قبل إقرار موازنة عام 2023.

الإضرابات تشل إيران

وفي إيران، أعلنت 15 نقابة عمالية ومدنية، عشية الاحتفال بعيد العمال، دعمها للإضرابات التي تشهدها عشرات المصانع والشركات في البلاد.

وفي بيان لها، دعت النقابات «العمال والمعلمين والنساء والطلاب والشعب الإيراني المظلوم إلى مواصلة الجهود في جميع المجالات للانتقال من هذه الأوضاع غير الإنسانية، وتأسيس مستقبل قائم على أساس تحقيق المطالب التحررية والمساواة وبناء الوحدة والتضامن».

وأعادت النقابات العمالية التأكيد على الحد الأدنى للأجور ضمن مطالبها، مضيفة أن «الطبقة العاملة الإيرانية وكونها في مركز ثقل التطورات السياسية المستقبلية، ستكون قادرة على دفع أفقها التاريخي التحرري إلى أقصى حد ممكن».

تترقب المنطقة تطورات القصف الصاروخي من لبنان ضد إسرائيل وسط مخاوف من إندلاع حرب جديدة بين حزب الله وإسرائيل، حيث أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أن القوات في حالة تأهب قصوى على جميع الجبهات.

كما أصدر وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت تعليمات إلى الجيش بتعزيز جميع خيارات الاستجابة تمهيدًا لعرضها على مجلس الوزراء السياسي والأمني بعد الضربات الأخيرة على إسرائيل من لبنان وقطاع غزة.

جاء هذا خلال اجتماع تقييم خاص للوضع مع كبار قادة الجيش في مقر وزارة الامن بتل ابيب، وحضر الاجتماع رئيس الأركان، ورئيس الموساد ورئيس الشاباك وغيرهم من كبار المسؤولين في الجهاز الأمني.

هذا وحمل جيش الاحتلال الإسرائيلي حركة حماس في لبنان مسؤولية إطلاق الصواريخ.

لعبة جديدة

أكد فراس ياغي، الباحث في الشؤون الإسرائيلية، في تغطية لقناة «الغد» الإخبارية، أن ما حدث اليوم من إطلاق صواريخ على إسرائيل يؤكد أن هناك قواعد لعبة جديدة تتشكل في منطقة الشرق الأوسط، موضحا أن هناك محور يريد أن يقول لإسرائيل إنه لن يتم السماح بالاعتداء على المسجد الأقصى المبارك.

وأوضح أن أكثر من طرف يريد توصيل رسالة لحكومة نتنياهو اليمينية بأنه لن يتم السماح بالاعتداء على المصلين في الأقصى المبارك.

وتابع بالقول:” الجيش الإسرائيلي سيقوم بالرد على إطلاق الصواريخ من لبنان، لأنه لا يملك خيارا أخر”.

خط أحمر

من جانبه، قال محمد هواش الكاتب والباحث السياسي، إن المواقف التي صدرت من إسرائيل تشير إلى أنها ستحاول إبعاد “حزب الله” قدر الامكان عن هذه المعركة، وقد تستهدف قطاع غزة فقط.

وأضاف هواش أن إسرائيل لا يمكن أن تدخل حربًا على جبهتين، وستقلص المخاطر قدر الإمكان في ردها على إطلاق الصواريخ.

ولفت هواش إلى أن إسرائيل ربما لن ترد بقوة لأن الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو تواجه انتقادات كبيرة في الداخل خاصة قانون التعديلات القضائية الذي أثار غضب الإسرائيليين.

وأوضح أن إسرائيل تجاوزت الخط الأحمر، عندما استفزت مشاعر المسلمين واقتحمت المسجد الأقصى، وبالتالي هو الأمر الذي خلق حالة من التوتر في الداخل والخارج.

تغيير قواعد اللعبة

ويرى أشرف العشري، مدير تحرير صحيفة الأهرام، أن السلطة الفلسطينية خضعت مؤخرا لضغوط أميركية لعدم إدانه إسرائيل أمام المجتمع الدولي.

وأضاف العشري أن هناك تغيير في قواعد اللعبة، لأن التصعيد الإسرائيلي الفلسطيني وصل إلى لبنان.

وأكد أن إيرن تريد أن تكون حاضرة في المشهد بقوة وذلك بعد تصفير مشاكلها مع دول الجوار والإقليم العربي في إشارة إلى استنئاف العلاقات مع السعودية.

وشدد على أن حزب الله اللبناني لن يسمح لإسرائيل بتحاوز الخطوط الحمراء. مؤكدا ضرورة أن تقوم الولايات المتحدة الأميركية بدورها لإجبار إسرائيل على وقف التصعيد.

كيل بمكيالين

وقال الدكتور طارق عبود، أستاذ العلوم السياسية، إنه لا يوجد مصلحة لأي طرف في توتير الأجواء في منطقة الشرق الأوسط.

وأكد عبود أن اقتحام الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك سببًا في هذا التصعيد، ولذلك فإن ما حصل بسبب الحكومة الإسرائيلية المتطرفة.

كما أوضح عبود أن ما يجري في فلسطين المحتلة خصوصًا في شهر رمضان الكريم، واستهداف سوريا، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي يكيل بمكيالين.

أدت الضغوط الإعلامية والسياسية التي مورست ضد مشروع توسعة المطار إلى تراجع وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال، علي حمية، عنه واعتبار العقد «غير موجود».

لم تمر 10 أيام على الإعلان عن توسعة مطار رفيق الحريري الدولي حتى تراجع الوزير الذي يمثل حزب الله في الحكومة عن عقد التوسعة. فالعقد الذي أثار الشكوك فور الإعلان عنه تم بالتراضي من دون مراعاة قانون الشراء العام الذي لم يجف حبر إقراره بعد بهدف إصلاح الإدارة والتشديد على استدراج عروض.

يقول رئيس لجنة الأشغال النيابية سجيع عطية، إن الوزير اعتقد أن المشروع يمكنه أن يحسن مداخيل البلاد، لكن التراجع كان نتيجة الاستعجال في اتخاذ القرار.

وأشار إلى أنه كان من الضرورة استشارة من ديوان المحاسبة قبل التفكير في المشروع.

في عام 1998 تم إنشاء المبنى الحالي للمطار بطاقة استيعابية قدرها 6 ملايين مسافر يوميًا. منذ ذلك الحين لم يطور المبنى الذي يزدحم في مواسم الذروة بما يتخطى طاقته بمئات الآلاف.

أما في عام 2018 وضع مخطط توجيهي للتوسعة لكنه لم ينفذ لغياب القدرة التمويلية.

أما حكومة تصريف الأعمال (التي ينحصر عملها في الإطار الضيق) فقد بادرت لتنفيذ التوسعة في عز فترة الانهيار بمشروع قيمته 147 مليون دولار (على مدى 25 عامًا)

لا يستبعد مراقبون وجود مستفيدين محليين وراء الشركتين الأجنبيتين اللتين كانتا ستتوليان الأعمال. حتى تأكيد ذلك، من المؤكد أن وراء الاستهتار القانوني في العقد المزعوم فوائد معنوية وصرف نفوذ

كما يؤكد التراجع عن صفقة إنشاء مبنى جديد في المطار أن السلطة لم تعد قادرة على تمرير سهل لصفقات دأبت عليها طيلة عقود طويلة أدت إلى انهيار لبنان. وهو ما يعكس حقيقة المواجهة القائمة بين من يريد إبقاء لبنان رهينة الفساد والصفقات ومن يريد الانطلاق به إلى مرحلة جديدة. وهي مواجهة قاسية جدا.