تتجه أنظار العالم إلى مدينة جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا، حيث تعقد غدا الثلاثاء، القمة الـ15 لمجموعة بريكس التي يراها خبراء سياسيون انها تجسد خطوات تغيير خريطة قوى النظام الاقتصادي العالمي، وسط إقبال كبير من الدول على الانضمام لها ( 22 دولة حتى الآن ) سعيا لإنشاء عالم متعدد الأقطاب.
وتؤكد الدوائر السياسية في موسكو، أن النظام العالمي على أبواب التغيير، إلى نظام «عالم متعدد الأقطاب»، وأن قمة بريكس هدفها إيجاد أقطاب اقتصادية بخلاف تلك التي تقودها واشنطن، وتعتمد مجموعة بريكس في أهميتها على أن دولها الخمس تشكل 31% من حجم الاقتصاد العالمي، و18% من حجم التجارة، و26% من مساحة العالم و43% من سكان العالم، وتنتج أكثر من ثلث حبوب العالم.
أجندة القمة
وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ون بين، عن أهم بنود جدول أعمال قمة «ېريكس» غدا في مدينة جوهانسبرغ:
- تعميق التعاون بين دول المجموعة في مجالات التجارة والتمويل والأمن.
- تعميق الشراكة بين دول «بريكس» وإفريقيا.
- وتعزيز النمو المتبادل، وتحقيق التنمية المستدامة، وتقوية الشمولية والتعددية.
- وتبادل وجهات النظر حول القضايا الدولية المهمة.
- وسبل تعزيز التنسيق والتعاون في الشؤون الدولية.
- وتحقيق الاستقرار ونشر الطاقة الإيجابية في العالم.
تشكيل «بريكس بلس»
ويرى خبراء استراتيجيون في الشؤون الأسيوية، أن الحرب في أوكرانيا كشفت عن متغيرات وتحديات عالمية جديدة، سواء في صورة التحالف الغربي بزعامة الولايات المتحدة ضد روسيا وفرض عقوبات عليها، وتجميد الأصول الرويسية، مما جعل «قمة بريكس» في جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا، تمثل نقطة مفصلية في تحقيق أهداف المجموعة، وفرض أهمية توسيع ېريكس.
- حيث تبحث المجموعة وروسيا نفسها عن داعمين بتشكيل ېبريكس بلس» عبر إضافة دول أخرى، وإصدار عملة موحدة لكسر هيمنة الدولار.
- والصين ـ بعد حرب أوكرانيا وانعدام الثقة في الدولار ـ تسعى لتحويل المجموعة لرابطة عالمية لملء الفراغ، وتوجد فرصة مواتية لتحقيق ذلك مع زيادة التذمر من السياسات الأميركية، ومع المكانة العسكرية الكبيرة لدول «بريكس».
يذكر أنه في 2022، أعلنت «بريكس» أنها ستزيد عدد الدول الأعضاء لجعل المنظمة أكثر شمولا.
هل يتم بناء تحالف عسكري بين دول «بريكس»
والمكانة العسكرية الكبيرة لدول «بريكس»، تثير هواجس الغرب، تحسبا لتشكيل «تحالف عسكري» تحت مظلة «التكتل الاقتصادي والتنسيق السياسي»، خاصة أن القدرات العسكرية لدول «بريكس» الـ 5 لا مثيل لها:
حيث تضم المجموعة 3 من أضخم 4 جيوش في العالم، حسب إحصاءات موقع «غلوبال فاير بور» الأمريكي لعام 2023.
- روسيا: ثاني أضخم جيش في العالم.
- الصين: ثالث أضخم جيش في العالم.
- الهند: رابع أضخم جيش في العالم.
- البرازيل: يصنف جيشها الـ 12 عالميا.
- جنوب أفريقيا: يصنف جيشها رقم 33 عالميا.
وتشير إحصائيات «غلوبال فاير بور» إلى أن إجمالي عدد جنود الجيوش الـ 5، الذي يشمل القوات العاملة والاحتياطية وشبه العسكرية يقدر بنحو 11.6 مليون فرد.
سلاح «بريكس» النووي
وتضم «بريكس» 3 قوى نووية، بينها أضخم قوة نووية في العالم، ويقدر حجم السلاح النووي لدى الدول الـ 3 بـ 6 آلاف و463 قنبلة نووية، حسبما تشير إحصائيات موقع «ستاتيستا» الأمريكي.
- روسيا: أضخم قوة نووية في العالم بـ 5,889 قنبلة.
- الصين: ثالث أضخم قوة نووية في العالم بـ 410 قنابل.
- الهند: القوة النووية رقم 8 عالميا بـ 164 قنبلة.
واشنطن تراهن على انتهاء تجمع «بريكس»
والتساؤل القائم حاليا: هل ستقف الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي وهي ترى انتهاء عصر الهيمنة؟ ويرى خبراء سياسيون في واشنطن، أن الولايات المتحدة ربما تراهن على انتهاء تجمع «ېريكس» كما انتهت حركة عدم الانحياز مع الوقت..وأشاروا إلى أن الخلافات والنزاعات الكبيرة بين الصين والهند قد يكون لها تأثيرات سلبية محتملة.