كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن تزايد الجدل داخل إسرائيل حول التأييد العلني لانفصال الأكراد في شمال العراق.
وصوت 92% من الأكراد بشمال العراق، الإثنين الماضي، لصالح الانفصال عن العراق في الاستفتاء، وكانت إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي أيدت قيام دولة كردية.
المستشرق مردخاي كيدار، هو أحد المؤيدين للدعم الإسرائيلي العلني لاستقلال الأكراد، معتبرا أن ذلك ينطوي على “مصلحة” إسرائيلية.
ويقول كيدار، إنه وبخلاف الاعتبارات الاقتصادية المرتبطة بالنفط، الذي تؤكد تقارير أجنبية وصوله لإسرائيل من كردستان، فإن لدى إسرائيل اعتبارات أمنية- استخبارية أكثر أهمية، على حد قوله.
ويضيف موضحا “إذا كانت هناك بالفعل دولة كردية، وفعلت إسرائيل هناك ما تفعله وفقا للاتفاقات مع تلك الدولة، فسوف يكون هناك موقع قريب للغاية من إيران من الناحية الاستخبارية، تنصت، مراقبة، وذلك أمر مهم جدا بالنسبة لنا، لأننا نتحدث طوال الوقت عن المسافات الطويلة التي تفصلنا على إيران”.
ويتابع المستشرق الإسرائيلي “بالمناسبة، دول أخرى في المحيط مثل أذربيجان (دولة حدودية مع إيران) وغيرها تمنح إسرائيل إمكانية هامة جدا من الناحية العسكرية، وهذا في رأيي أحد الأسباب في معارضة إيران إقامة دولة كردية. إنهم يخشون أن يكون لديهم هنا مستعمرة إسرائيلية”.
“كيدار” يسوق سببا آخر مهما كما يقول لاعتراض إيران على استقلال الإقليم الكردي “إيران تخشى من التفكك، ربما لا يعرف الناس، لكن عدد الفرس في إيران قد يصل إلى النصف. ونصف السكان أذاريون (أتراك) ، وعرب، وبلوش، ولور وأكراد”.
ويواصل “الآن يخشى الإيرانيون أن يسعى الأكراد في إيران للسير على درب إخوانهم في العراق، وإقامة منطقة حكم ذاتي أو دولة أو ما شابه، وهذه نهاية إيران. لذلك وفي الأيام الأخيرة وعلى خلفية استفتاء كردستان، خرجت إيران فجأة بمسألة الصواريخ التي يصل مداها لـ 2000 كم”.
لكن الباحث الإسرائيلي “عيدان بارير” من “منتدى الفكر الإقليمي” التابع لجماعة تل أبيب له رأي آخر، بقوله “أعتقد أن هذا الأمر ينطوي على إشكاليات كثيرة”.
ويضيف “ما كان يتعين على إسرائيل أن تشارك (تبدي تأييدها العلني لاستقلال الأكراد) أو تتدخل في شئون دول أجنبية. لم يكن عليها الحديث عن حلول تتضمن تفكيك دول قومية بالشرق الأوسط (العراق)، لاسيما وأن لديها سوابق في الأمر. من الحكمة أن تقف جانبا، أو على الأقل تحافظ على الحيادية”.
“ويؤكد “بارير” أن إسرائيل تجري علاقات تاريخية مع الأكراد منذ الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، عندما عمل رجال مخابرات إسرائيليون في كردستان العراقية بالتعاون الكامل مع مصطفى بارزاني، والد مسعود، الزعيم الحالي لإقليم كردستان.
“مفهوم أن إسرائيل معنية بأن يكون لها شراكة في المنطقة مع دول ليست بالضرورة عربية. هذه مصلحة إسرائيلية واضحة”، أضاف الباحث الإسرائيلي، مستدركا أنه كان من الأفضل أن تواصل تل أبيب دعمها للأكراد “من بعيد” وبشكل رمزي.
واستبعد الباحث بجامعة تل أبيب، أن تقوم دولة كردية موالية لإسرائيل، ترتبط بعلاقات علنية مع تل أبيب، معتبرا أن الحديث عن ذلك تقديرات خاطئة.
وختم بالقول “لن يحدث ذلك (إقامة دولة كردية)، ليس في المحيط الذي يتواجدون به، محاصرين بين تركيا وإيران والعراق. ما حدث كان في الأساس محاولة (إسرائيلية) لدس إصبع في عين أردوغان (الرئيس التركي رجب طيب)، أكثر من إبداء دعم حقيقي للأكراد”.
كان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أكد خلال جلسة الحكومة الاسبوعية التى عقدت فى 12 سبتمبر، على أنه يؤيد انفصال الإقليم ، وأن “من حق الأكراد أن يكون لهم دولة” .