آخرهم ساركوزي .. انتقادات الحلفاء تتواصل ضد أوباما

«لم أجد أمامي سوى حثّ تلك الدول على اتخاذ أفعال وقرارات من أجل حماية نفسها، بدلا من انتظار الولايات المتحدة كي تقودها»، كان ذلك تعليق الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الدور الأوروبي في ليبيا ضمن حوار أجراه مع مجلة «ذا أتلانتيك» الذي أثار موجة من الانتقاد والاستياء ليس في أوروبا فقط، بل في الشرق الأوسط أيضا.

لم يخفِ أوباما، الذي سيرحل مع انتهاء ولايته الرئاسية الثانية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل عن البيت الأبيض، مواقف كانت إلى حد كبير طي الكتمان، ليتيح للصحفي جيفري جولدبرج الذي كان يحاوره في البيت الأبيض لساعات فرصة نبش تلك الأسرار وإظهارها للعلن في المقابلة التي نشرتها المجلة يوم الأحد الماضي.

بعد عاصفة أثارها الحوار الذي كشف للمرة الأولى خلافات بين أوباما ووزير خارجيته جون كيري بسبب سوريا، انهالت ردود الأفعال التي كشفت أن كيري لم يكن الوحيد الغاضب من عدم توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري في أغسطس/آب 2013، في أعقاب اتهام بشار الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد السوريين في الغوطة الشرقية وهي الأحداث التي قتل إثرها ما يزيد عن 1400 شخص معظمهم من الأطفال.

وفي الشرق الأوسط، أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي التي قال فيها إن «دولا خليجية على رأسها السعودية تغرد خارج السرب»، غضب الحلفاء التقليديين لواشنطن، بحسب أوباما، فقال رئيس جهاز الأمن الوطني الشيخ ثامر الصباح: «الإدارة الأمريكية تتفاوض مع إيران حول برنامجها النووي، وهي تعلم علاقتها بحزب الله والعمليات الإرهابية في العالم، أحيي الأمريكيين على ذلك، لكنني لو كنت مكانهم لما استطعت فعل ذلك».

الرئيس الفرنسي السابق نيكولاس ساركوزي- رويترز
الرئيس الفرنسي السابق نيكولاس ساركوزي- رويترز

أوروبا.. ركاب بالمجان

وصف الرئيس الأمريكي الدول الأوروبية بـ «الركاب المجان» في الحرب على الإرهاب، وقال: «كان جزءا من مهمتي في ليبيا عام 2011، هو دفع دول أوروبا لاتخاذ قرارات لحماية نفسها من خطر الجهاديين الذي يهدد العالم الحر، بدلا من انتظارنا كي نقودها، في الوقت الذي كانت روسيا تغامر فيه، بينما تمارس الصين تسلطا كبيرا»، مشيرا إلى أن هذا ما أسماه البعض بـ «القيادة من الخلف».

وأضاف أن إدارته لم ترغب في أن تكون الوحيدة التي تتخذ القرارات بل تريد مشاركتها مع بقية الدول الكبرى، متابعا: «في النهاية كانت معركتنا في ليبيا حملة ضد أعداء الحرية، وهنا أصر لقد أدى التدخل الأمريكي لإزاحة نظام معمر القذافي».

وأشار إلى أن ما حدث في ليبيا عام 2011 أفقد الرئيس الفرنسي السابق نيكولاس ساركوزي «وظيفته» في 2012، بينما توقف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن الاهتمام بهذه المسألة فيما بعد، قائلا: «ساركوزي كان بوقًا للترويج للحملة الجوية ضد القذافي، لكن في حقيقة الأمر واشنطن هي من دمّر الدفاعات الجوية للنظام الليبي».

أثارت تلك التعليقات حفيظة عدد من حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين، فقال ساركوزي اليوم، الأحد: «لا أريد أن أجادل أوباما، فهو ليس من خصاله اتخاذ أفعال»، وأضاف: «الطائرات الفرنسية كانت الأولى التي دخلت سماء ليبيا وبعد 8 أيام قررت واشنطن الانسحاب».

ويبدو أن ساركوزي قرر الرد بسخريته المعتادة على أوباما عندما قال إن واشنطن «قيادة من الخلف»، قائلا: الجميع يعلم أن القيادة من الخلف أمر لا وجود له، فإما أن تكون قائدا أو لا تكون، وصرّح في المقابل بدعمه للمرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون، التي شغلت في 2011 وزيرة للخارجية: «لقد كانت شجاعة وقوية ودعمت التدخل الفرنسي والبريطاني في ليبيا».

وفي حواره، قال أوباما: «إعطاء فرنسا فرصة التدخل في ليبيا كان شيئا أقل تكلفة ومغامرة بالنسبة لنا، بعبارة أخرى، أعطاء رصيد أكبر لفرنسا في المعركة كان أقل تكلفة للولايات المتحدة ومفيدا بشكل أكبر، وهو ما كان فظيعا من وجهة نظر البعض»، واستكمل أوباما حديثه: «البعض يرون أننا عندما نفعل شيئا فلابد أن نكون في الواجهة، ولابد ألا يشاركنا أحد دائرة الضوء».

زعماء الشرق الأوسط السيسي وسلمان والصباح - رويترز
زعماء الشرق الأوسط السيسي وسلمان والصباح

المساواة بين السعودية وإيران

عكست تصريحات أوباما عن الشرق الأوسط رؤيته بضرورة «تشارك الرياض وطهران للزعامة في المنطقة»، فعلّق السفير السعودي لدى واشنطن ورئيس المخابرات السعودية سابقا تركي الفيصل، قائلا: «لا يا سيد أوباما أنت تساوي بين 80 عاما من الصداقة الدائمة مع المملكة، وبين قيادة إيرانية لا تزال تصف أمريكا بأنها العدو الأكبر وتستمر في تسليح وتمويل ودعم ميليشيات طائفية في العالمين العربي والإسلامي».

يقول أوباما إن وجهة نظره منذ عام 1979، عندما وصل المتشددون بثورة «إسلامية» إلى السلطة في إيران، هي أنه لا يجب أن نواجه هذا العدو من خلال الحلفاء السعوديين، متابعا: «على السعودية وإيران التشارك في المنطقة، الصراع والتنافس بينهما كان ولا يزال يغذي الحروب بالوكالة في سوريا والعراق واليمن».

وأضاف: «ما يحدث يتطلب منا أن نقول لأصدقائنا وللإيرانيين أيضا، أنهم بحاجة إلى إيجاد طريقة فاعلة في تشارك الجوار وإقامة نوع من السلام البارد بينهما»، ولفت إلى أن «نقول لأصدقائنا: نعم أنتم على حق، إيران مصدر كل المشكلات، وسندعمكم للتوصل لحلول معها، لكن هذا يعني بصراحة استمرار الحرب الطائفية التي تؤدي لزعزعة المنطقة وشركائنا في الخليج، وهم أصدقاؤنا التقليديون، وهذا قد يعني أننا سنستخدم جيشنا لتصفية الحسابات، وهذا لن يكون في صالح واشنطن أو الشرق الأوسط».

ومن السعودية إلى الكويت، حيث انتقد ثامر الصباح تصريحات أوباما، قائلا: «لسنا ركابا بالمجان، لقد فتحنا أرضنا كقواعد للتحالف الذي تقوده واشنطن ضد الإرهاب، شأننا في ذلك شأن قطر أيضا، والإمارات التي قادت طائراتها غارات ضد داعش في العراق وسوريا».

وتساءل الصباح في حوار أجراه قبيل أيام: «نتعاون استخباراتيا ونفتح مجالاتنا الجوية والبرية والبحرية للحرب ضد الإرهاب، وننفق مليارات الدولارات فى محاربة الإرهاب ومساعدة اللاجئين السوريين، فكيف يكون كل ذلك انتفاعًا بالمجان؟».

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]