تعددت الوقائع التي تثير التساؤلات حول العلاقات التركية ـ الروسية، والتي وصفت بـ «الإستراتيجية» تدعمها علاقات صداقة وطيدة بين الرئيسين بوتين وأردوغان.
آخر المشاهد في مواقف الرئيس التركي «المفاجئة»، والمعادية بالطبع للصديق الإستراتيجي (روسيا)، تقديم هدية وصفت بأنها «تؤكد نجاح الرئيس الأوكراني في علاقاته الخارجية ودعما لقضية بلاده»، حيث وافق الرئيس أردوغان على عودة عدد من قادة كتيبة آزوف الأوكرانية من تركيا إلى أوكرانيا برفقة رئيسها فولوديمير زيلينسكي، في خرق لاتفاق مع روسيا كان يقضي ببقائهم حيث هم حتى نهاية الحرب.
- وكانت روسيا أفرجت في سبتمبر/أيلول الماضي عن عدد من قادة كتيبة آزوف في إطار صفقة لتبادل الأسرى توسطت فيها أنقرة وتلزم شروطها هؤلاء القادة بالبقاء في تركيا حتى نهاية الحرب.
رد الفعل الروسي، عبر عنه رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد، فيكتور بونداريف، بأن تسليم أنقرة قادة كتيبة «آزوف» النازية إلى كييف، هو انتهاك للاتفاقيات التي تم التوصل إليها، وأضاف أن تصريحات أنقرة حول تسريع قبول أوكرانيا في الناتو، تشير إلى أن تركيا تتحول من دولة محايدة إلى دولة غير صديقة.
بينما قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، إن الغرب مارس ضغوطا كبيرة على تركيا قبل قمة حلف شمال الأطلسي «ناتو (NATO)» التي ستعقد في ليتوانيا، اليوم الثلاثاء، وغدا الأربعاء.. وأضاف: «إن الجانب الروسي في حوار مستمر مع تركيا، وبانتظار توضيح مسألة نقل قادة كتيبة آزوف النازية إلى كييف».
- وتعد كتيبة آزوف (Azov Regiment) التي صنّفتها روسيا مطلع أغسطس/آب 2022 «منظمة إرهابية»، وحدة يمينية متطرفة، ولدت من رحم حركة الوطنيين القومية التي أسسها السياسي أندريه بيليتسكي. وتشكلت كتيبة آزوف – نسبة إلى بحر آزوف – في مايو/أيار 2014 من متطوعين مع بدء الصراع في إقليم دونباس، وكانت الغاية من تشكيلها مواجهة الانفصاليين المدعومين من روسيا.
- وفي 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، تم رسميا دمج الكتيبة في الحرس الوطني الأوكراني، ويقدر تعداد هذه الوحدة العسكرية بما بين 900 و2500 مقاتل.. وأعضاء الكتيبة ينتمون لأكثر من 22 دولة مختلفة.
وفي عامي 2015 و 2016 اكتسبت الكتيبة الكثير من الاهتمام وحصلت على التعاطف من الحركات النازية الجديدة، واستخدمت أيضاً الرموز النازية للتعبير عن شعاراتها.. بينما قال ممثلو آزوف، إن الرمز هو اختصار لشعار «الفكرة الوطنية» باللغة الأوكرانية، ونفوا أي صلة بالنازية.
- وفي مارس/آذار 2015، قال متحدث باسم الكتيبة إن حوالي 10-20٪ من أعضائها من النازيين.
وبالإضافة إلى دونباس، قاتلت «كتيبة آزروف» القوات الروسية في مناطق أخرى من أوكرانيا على غرار خاركيف (شمال شرق)، ودنيبرو (وسط).
- وقادت الكتيبة معركة الدفاع عن مدينة ماريوبول الواقعة على بحر آزوف حتى سقوطها بيد القوات الروسية في مايو/أيار 2022، وحينها استسلم عدد من قادة الكتيبة بعد أن ظلوا صامدين لأكثر من 3 أشهر في أنفاق وملاجئ أسفل مصنع آزوفستال للصلب.
