تنطلق غدا الإثنين، الجولة التاسعة من محادثات آستانة، بمشاركة كل الأطراف المعنية بإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، في محاولة للقفز فوق تعقيدات الأزمة ، بحسب رؤية الدوائر السياسية في موسكو، بعد توقف مفاوضات جنيف السياسية بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة، وفي ظل تطورات أصبحت أكثر تعقيدا على الأرض، وسيطرة الجيش السوري على مناطق واسعة أمّنت له محيط دمشق في شكل شبه كامل بعد معركة الغوطة الشرقية واتفاقات جنوب العاصمة، وضمان سلامة الطريق الدولي من العاصمة إلى كل من بيروت وحمص ومنها إلى حماة، فيما بات حسم مصير مخيم اليرموك والتضامن مسألة أيام.
وبينما استبعدت المعارضة السورية المسلحة، أن تنعكس تطورات الشهرين الأخيرين، وتقدم الجيش السوري في محاور استراتيجية،على موقفها التفاوضي.
الجولة التاسعة من محادثات آستانة، هي الأولى بين ممثلي المعارضة والحكومة منذ مؤتمر «سوتشي» للحوار الوطني الذي نظمته موسكو، وأُقرت فيه مبادئ المبعوث الأممي لسورية، ستيفان دي مستورا، وشُكلت لجنة دستورية وضعت في عهدته.
وأكدت وزارة الخارجية الكازاخية، أن كل أطراف محادثات «آستانة»، بما في ذلك المعارضة المسلحة، أكد حضوره الجولة المقبلة من المحادثات ـ غدا ـ ومن المنتظر أن تستمر المحادثات يومين متتالين تحت إشراف الدول الضامنة (تركيا، روسيا، إيران).. ومن جانبه أعلن المبعوث الأممي لسوريا، دي ميستورا، أنه سيحضر الجولة الحالية، إضافة إلى وفد أردني كعضو مراقب.
ويؤكد دبلوماسي روسي، أن مباحثات جولة آستانة التاسعة، سوف تتناول النقاط الساخنة في سبيل تجاوز التعقيدات الراهنة على مسار التسوية السياسية، وفي هذا الإطار سوف تتضمن «آستانة» لقاءات ثنائية وثلاثية بين وفود البلدان الضامنة، وممثلين عن النظام السوري والمعارضة، واقرار المبادئ الرئيسة للحل في سورية من جانب القوى الدولية.
وكشف رئيس وفد المعارضة السورية إلى آستانة، أحمد طعمة، أن جولة المباحثات في آستانة، ستبحث في استكمال نشر نقاط المراقبة التركية في محافظة إدلب، وملف المعتقلين ودور الأمم المتحدة في هذا الملف، ومع استبعاده إقدام النظام على عملية عسكرية تستهدف محافظة إدلب، أو جنوب سورية.
وأوضح «طعمة»،أن وفد المعارضة السورية سيراهن على دعم تركي من أجل تغيير شروط اتفاق ريف حمص الشمالي الذي قضى بخروج المقاتلين وعائلاتهم بعد تلويح الروس بمصير الغوطة الشرقية، وفق مفاوضي المعارضة.
