شهدت قارة آسيا بتاريخ طويل من الصراع الدولي، فمنذ انهيار الاتحاد السوفيتي تحولت آسيا إلى مسرح لتنافس شرس بين القوى العظمى خاصة روسيا والولايات المتحدة.
ويظهر نفوذ روسيا بشكل شبه كامل على منطقة آسيا الوسطى، والتي تقع في قلب القارة وتتميز آسيا الوسطى بكبر مساحتها التي تصل لحوالي 4 ملايين كيلو متر مربع.
وكون المنطقة تعد الفناء الخلفي لروسيا، بدأت واشنطن منذ التسعينيات وضع المنطقة في محور اهتماماتها لمحاولة تضييق الخناق على موسكو.
وفي منطقة بحر قزوين تتنافس روسيا والولايات المتحدة على فرض نفوذهما على دول المنطقة القريبة من آسيا الوسطى.
قمة بوتين وبايدن
بداية قال المتحدث السابق باسم الخارجية الأمريكية، أدم إيرلي، إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تبحث عن تحييد روسيا من آسيا الوسطى، كما لا تسعى إلى منع روسيا أن تكون حليفا للصين.
وأضاف المسؤول السابق، أن الرئيس جو بايدن سيتحدث خلال “قمة بوتين” الأربعاء المقبل عن النشاط الروسي في أوروبا وفي أمريكا وليس في آسيا، مشيرا إلى أن روسيا لن تكون لاعبا فاعلا في أي صدام بين واشنطن وبكين.
كما أوضح المسؤول السابق، أن بايدن سيخبر بوتين أنه إذا هاجم الولايات المتحدة الأمريكية سيكون هناك رد قوي، ويختلف كثيرا عن رد الرئيس السابق دونالد ترامب.
العلاقات الروسية الصينية
وقال الدبلوماسي الروسي السابق فيتشسلاف ماتوزوف، إن آسيا الوسطى تربطها علاقات قوية ومتينة مع روسيا الفدرالية، ولكن نستغرب من وقت إلى آخر من التصريحات الأمريكية.
وأضاف ماتوزوف في برنامج “مدار الغد” الذي يذاع عبر شاشة الغد، أن روسيا تعلم المصالح الصينية في آسيا الوسطى ، بالإضافة غلى النفوذ الروسي أيضا هناك، حيث تشارك الصين مشاريعها العملاقة.
وأوضح ماتوزوف أن أمريكا لا يوجد لها مكان في آسيا الوسطى بعد الانسحاب من أفغانستان ، لافتا إلى هذه المنطقة ستشهد نفوذا أمريكيا روسيا وصينيا.
الهند تقف على الحياد
من جانبه قال الخبير في العلاقات الدولية، منان دويفيدي، إن رئيس وزراء الهند، ناريندرا دامودارداس مودي، وكل وزرائه لا يريدون اي صراع بين واشنطن وموسكو لأن هناك مصالح هندية مع البلدين.
وعن العلاقات مع روسيا، يرى الخبير في العلاقات الدولية، أن التعاون الهندي الروسي الأمريكي يصب في صالح الهند، فضلا عن أن التقارب الروسي الصيني يضر بالمصالح الهندية.
وتابع الخبير في العلاقات الدولية:” الهند ستكون في موقف محايد إذا نشب صراع بين روسيا وأمريكا، ولكن تميل الهند إلى أمريكا أكثر من الطرفين، ولن يكون هناك حربا”.
التهدئة بين روسيا وأوروبا
وفي ذات السياق، رصد مقال تحليلي في مجلة فورين بوليسي الأمريكية أهداف واشنطن من تهدئة بين روسيا وأوروبا، حيث اعتبر أن محاولة استقطاب روسيا وتقليص التوتر بينها وبين عواصم أوروبا ستفيد الولايات المتحدة من أجل التفرغ أكثر لمواجهة منافسها الأبرز وفقا لإدارة بايدن و هو الصين.
وتعليقا على ذلك، قال الخبير في الشئون الاستراتيجية، الجنرال دومينيك ترانكاند، إن الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن تحاول تهدئة الأوضاع بين أوروبا وروسيا وتنتهج إستراتيجية غير التي كان يتبعها ترامب.
وأضاف دومينيك ترانكاند أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تجميع مصالحها خلال قمة السبع المنعقدة في بريطانيا، موضحا أن واشنطن ستحاول قدر الإمكان جمع الأراء حول هذا الإطار.
الصين ليست متفائلة
وقال الكاتب والإعلامي الصيني إلهام لي، إن الصين ليست متفائلة بأي تقارب بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا بسبب تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن حيث وصفه بأنه “قاتل”.
وأضاف إلهاي لي أن الصين تتمسك دائما بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها، وستتخذ إجراءات لمواجهة التحديات الراهنة.
وعن طبيعة هذه الإجراءات، أكد إلهام لي، أن بكين في حربها التجارية مع واشنطن اتخذت مواقف قوية ووضعت قوانين ضد العقوبات الأجنبية على الشركات الصينية.
