رغم تأكيدات البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، منذ اعتلائه الكرسي البابوي عام 2012، التزامه بقرار المجمع المقدس الصادر عام 1980 بمقاطعة سفر الأقباط إلى القدس، إلاّ أن ما شهدته احتفالات عيد القيامة المجيد هذا العام من تدفق آلاف المسيحيين المصريين على كنيسة القيامة بالقدس المحتلة، يطرح السؤال الصعب:
هل فتحت الكنيسة باب التطبيع؟!
الواقع أن ما جري على مدار الفترة من 21 إلى 28 أبريل/نيسان الجاري، من توافد عشرات الرحلات الجوية التي تقل أفواجا من الحجاج المسيحيين إلى الدولة العبرية في لحضور الأعياد المسيحية، جاء على سبيل الاقتداء بالحبر القبطي الاكبر، الذي اعتبر أقباط أن زيارته، العام الماضي، لتل أبيب بمثابة قرار بإنهاء الحظر الذي استمر سنوات ضد زيارة إسرائيل من جانب البابا الراحل شنودة.
6 آلاف مسيحي مصري وصلوا الأراضي المحتلة
واعترفت صحف عبرية، أنه وصل إلى إسرائيل على مدار الأسبوع الجاري، نحو 6000 من الحجاج الأقباط، وذلك بعد سنوات حظرت فيها الكنيسة المصرية هذه الزيارة خوفا من التطبيع، واعتبر مراقبون التوافد القبطي على زيارة إسرائيل، راجعا لقيام البابا تواضروس بأول زيارة إلى هناك في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، ما اعتبروه رفعا لحظر السفر.
وقال مسؤلون بشركة «إير سيناء» الخاصة بتنظيم رحلات بين القاهرة وتل أبيب، أنها نظمت جسرا جويا يضم 9 رحلات أساسية و21 رحلة إضافية، تنقل 5687 راكبا قبطياً مصريا خلال الأعياد، وذلك في الفترة من 21 إلى 28 أبريل الجاري.
وأكد مصدر أمنى بمطار القاهرة، أن المطار شهد في اليوم الثاني فقط لبدء هذه الرحلات الجمعة 22 أبريل/نيسان، مغادرة ما يقرب من 1600 على متن 8 رحلات تابعة لشركتي «إير سيناء» والخطوط الأردنية، متوجهين إلى القدس لحج بيت المقدس والاحتفال بعيد القيامة، وأن الرحلات ضمت 5 تابعة لشركة «إير سيناء» متجهة إلى تل أبيب، ومنها إلى القدس، و3 رحلات تابعة لشركة خطوط طيران الأردنية المتجهة إلى عمان ومنها إلى القدس.
وسبق أن اعترضت مقاتلتان تابعتان لسلاح الجو الإسرائيلي، السبت الماضي، إحدى الرحلات، بدعوى أن الطيار ضل طريقه أثناء تحليقه في أجواء فلسطين المحتلة، وعلى الفور قامت مقاتلتان تابعتان للعدو باختطاف الطائرة وإنزالها في مطار بن جوريون.
وقال رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمصر للطيران صفوت مسلٌم، إن هذه الرحلة من الرحلات الإضافية التي تقل على متنها الأقباط الذين يتوجهون إلى القدس للاحتفال بعيد القيامة وزيارة المعالم المقدسة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اعتبر قرار البابا تواضروس الثاني، زيارة إسرائيل، تغييرا في السياسة التي كانت متبعة من قبل البابا شنودة السابق، بحظر سفر الأقباط إلى القدس إلا مع المسلمين بعد تحريرها.
وكانت زيارة البابا تواضروس للقدس عبر مطار تل أبيب للمشاركة في جنازة البطريرك القبطي السابق في القدس، الأنبا إبراهام، وتعيين بطريريك مصري جديد، قد أثارت استياء أقباط مصريين رافضين التطبيع مع الدولة العبرية، ما دعا الكنيسة لنفي رفع الحظر عن سفر الأقباط للقدس ونفي التطبيع مع الاحتلال.
أقباط يرفضون زيارة القدس
ووجهت انتقادات للبابا تواضروس، لزيارته القدس، بالمخالفة للحظر الذي فرضته الكنيسة سابقا، على زيارة القدس، قبل تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي، واستدعت الزيارة زيارات أخرى قامت بها قيادات مسلمة للقدس على رأسها مفتي مصر السابق علي جمعة ووزير خارجية الكويت، والداعية علي الجعفري، على مواقع التواصل.
واعترض أقباط مصريون على الزيارة التي قام بها البابا تواضروس الثاني، للقدس عبر مطار تل أبيب في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، لحضور جنازة الأنبا إبراهام، مطران القدس، وقال آخرون إنهم لا يرون مشكلة في زيارته القدس طالما أنها زيارة شخصية للعزاء، وليست سياسية للتطبيع.
ودافع البابا عن زيارته مؤكدا أنه، جاء إلى القدس للمشاركة في العزاء والصلاة على جثمان الأنبا إبراهام مطران القدس، وليس للزيارة.
