«آيار المرعب».. مخاطر تهدد أمن الاحتلال وأحداث تنذر بانفجار وشيك

تتصاعد وتيرة القلق الإسرائيلي مع بدء العد التنازلي للذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية، في الخامس عشر من مايو/آيار المقبل والذي أعلنه الفلسطينيون ذروة لمسيرة العودة الكبرى، والتي بدؤوها في الثلاثين من مارس/آذار الماضي, للتأكيد على التمسك بحق العودة للاجئين الى أراضيهم التي هجروا منها قسراً في العام 48.

ويكمن القلق الإسرائيلي الآخذ في الاتساع وفقاً للمراقبين إلى الخشية من إقدام الفلسطينيين على اجتياز جماعي للسياج الحدودي الفاصل مع الأراضي المحتلة عام 48 والذي يشكل الاختبار الأصعب للاحتلال، خاصةً في ظل عجزه عن مواجهة مسيرة العودة.

وأعلنت اللجنة الوطنية العليا لمسيرة العودة السلمية عن تقديم الخيام التي أقيمت على امتداد السياج الحدودي مسافة 50 متراً الجمعة الماضية وتوقعات بتقديمها مرة أخرى وصولا إلى نقطة الصفر بالتزامن مع ذكرى النكبة، ويقول الفلسطينيون أن مسيرات العودة ستتجاوز ذلك اليوم وستأخذ زخماً أكبر وسط حديث عن دراسة إمكانية اجتياز السياج الأمني الفاصل على الحدود الشرقية لقطاع غزة.

معركة أخلاقية
ويقول الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني في حديث للغد، إن قضية اجتياز الحدود باتت كابوساً يؤرق الاحتلال الذي يسعى بكل السبل إلى وقف مسيرة العودة قبل الوصول إلى ذكرى النكبة، مشيراً إلى أن منطق السلمية بات يؤرق الاحتلال وهي معركة أخلاقية لا يقوى فيها على المواجهة، وما اعتاد عليه الاحتلال هو المعارك العسكرية التي يستطيع الحسم فيها.. أما في المظاهرات السلمية فلا خيار أمامه في مواجهة شبان ونساء وأطفال وشيوخ عزل.
وأكد الدجني أن اجتياز الحدود ودخول الفلسطينيين إلى أراضيهم المحتلة عام 48 وهو الشعار الذي رفعته مسيرة العودة ولاقى رواجاً حتى في مواقف دول وجهت الكثير من النقد لحكومة الاحتلال، مضيفا أن هذه المواقف قد تدفع باتجاه البحث عن مخارج تحي القرارات الدولية بشان القضية الفلسطينية وفي مقدمتها القرار 194.

 

مشاريع الاحتلال
وشدد الدجني، على أن مسيرة العودة عرقلة الكثير من مشاريع الاحتلال في المنطقة بدءاً من تعطيل بناء الجدار في محيط غزة، وكذلك تعطيل مشروع التطبيع الذي تسعى دولة الاحتلال لتمريره على المنطقة العربية بكل قوتها، بفعل عمليات القتل والإجرام بحق العزل وهو ما يعني فرملة أي مشروع من هذا القبيل وهو ما بات ملاحظ ليس في الدولة العربية أو الإسلامية فحسب بل امتد إلى الدول الأوروبية.
وأضاف الدجني، أن إسرائيل اليوم تخشى من معركة الوعي في ظل تحول الفكر الفلسطيني الذي انكمش في أوسلو لينقلب إلى الحديث عن فلسطين التاريخية، مضيفاً: “ما يربك الاحتلال من الناحية الاستراتيجية هو الخشية من المعادلة الديمجرافية والذي لم يقوى على حسمها رغم ما مارسه في كل عقود النكبة التي مضت، وكذلك ازدياد القناعة الفلسطينية بخيار الدولة الواحدة”.


تصعيد مستمر
وفي مشهد تصعيدي جديد، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال “رونين منليس”، الانتقال من مرحلة التهديد إلى مرحلة التنفيذ في الرد على مسيرات العودة وذلك من خلال استهداف مواقع حساسة في داخل غزة، وذلك في أعقاب كل جمعة من مسيرات العودة، وهو ما يفسر سلسلة الغارات التي استهدفت غزة ليلة الجمعة السبت الماضي.
وأوضح الدجني أن التصعيد الإسرائيلي المستمر لن ينقذ الاحتلال في ظل التوجه الدولي المضاد، مشدداً أن المطلوب من حكومة الاحتلال الإسرائيلي، هو منح الفلسطينيين حقوقهم كاملة غير منقوصة.
وأما فلسطينيا ولاستكمال مشوار العودة مطلوب مزيد من النضج السياسي لإبقاء حراك الفلسطينيين بشكله السلمي وتفويت الفرصة أمام التصعيد الذي ترى فيه دولة الاحتلال طوق نجاة وإخراج لها من مأزقها الذي تعيشه.

 

ورطة الاحتلال
ويؤكد الكاتب أحمد رفيق عوض في حديث “للغد” أن الكابوس الذي يؤرق الاحتلال يكمن في اختراق الحدود باتجاه الأراضي المحتلة عام 48، ما قد يضع دولة الاحتلال في ورطة كبيرة لا تقوى على استيعابها وهو ما خشيته على مدار سبعين عاماً مضت حاولت خلالها شطب مشهد اللاجئ الفلسطيني وهو المشهد ذاته الذي يعود ليشكل علامة فارقة في مسار النضال الفلسطيني وبوسيلة لم يعتدها الاحتلال.
وقال عوض إن مسيرة العودة تلعب دوراً كبيراً في رسم معالم القلق الإسرائيلي المتصاعد كلما اقتربنا من مايو/آيار والذي يحمل العديد من المخاوف للاحتلال على جانب مسيرة العودة، مضيفاً إلى أن المسيرة أدخلت المنظومة الأمنية والسياسية في كيان الاحتلال في حالة من التيه، وفي المقابل نجحت في إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية برمتها على المستوى الدولي، قد تفاجئ قوات الاحتلال بمزيد من الإبداعات كما كان عليه الحال في الجمع التي سبقت من مسيرة العودة.

آيار المرعب
وليست مسيرة العودة وحدها ما يؤرق الاحتلال، فقد أطلقت الصحافة العبرية على شهر مايو وصف “آيار المرعب” لما يحمله من أحداث قد تتسبب في انفجار في المنطقة، وعبر أكثر من مسؤول أمني إسرائيلي عن خشيته من القادم، وأعرب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، عاموس يدلين عن اعتقاده أن شهر مايو/أيار المقبل سيكون الأخطر منذ عام 1967، في إشارة إلى ما يسمى في إسرائيل بحرب “الأيام الستة”.

وقال يدلين “عندما أنظر إلى شهر أيار، أقول إننا لم نشهد شهرا خطيرا إلى هذا الحد منذ عام 1967. ترتكز كل التهديدات في شهر أيار القادم. فهي تتضمن القضية الإسرائيلية – الإيرانية، الرد الإيراني، وقرار ترامب بشأن الاتفاق مع طهران، وكذلك مسيرة العودة الكبرى الفلسطينية في 15 أيار”.

وسبق يدلين رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، هرتسي هليفي، والذي اعتبر أن التهديد المركزي لإسرائيل خلال العام الجار سيكون التعامل مع “النشاط الإيراني في المنطقة ومنع تواجد عسكري ثابت في الأراضي السورية”، فيما عبّر عن المخاوف الإسرائيلية التي تتعلق بمواجهات محتملة مع الفلسطينيين خلال شهر مايو/أيار المقبل، والذي يشهد الذكرى الـ70 لنكبة الشعب الفلسطيني.

وقالت صحيفة معاريف العبرية إن في شهر مايو/أيار سيكون هناك ثلاثة أحداث ذات إمكانات متفجرة بشكل خاص، يمكن أن تؤثر على أمن إسرائيل والشرق الأوسط والعالم بشكل عام. وأضافت أن أول هذه الأحداث نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ومصير الاتفاق النووي مع إيران ووصول مسيرة العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة على ذروتها في 15 مايو، وهو ذكرى النكبة والخشية من اجتياح فلسطيني للحدود.

3 أحداث

وأطلقت الماكينة الإعلامية الإسرائيلية وصف “أيار المرعب” على الشهر المقبل لما يحمله من مخاطر، وقالت إن الأحداث الخطيرة تبدأ في 12 مايو/أيار، إذ من المقرر أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قراره بشأن الاتفاق النووي مع طهران، حيث تعتبر أوساط سياسية وعسكرية أن مثل هذا الانسحاب قد يغذي بشكل كبير مسألة الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي الذي قتل 7 إيرانيين في القاعدة السورية.
وليس هذا فحسب، بل تترقب أعين الاحتلال بقلق بالغ جبهة غزة، حيث مسيرة العودة التي يتسع نطاقها مع اقتراب الذكرى السبعين للنكبة في الرابع عشر من مايو/آيار المقبل والذي أعلنه الفلسطينيون ذروة الزحف باتجاه الحدود.
يضاف إلى ما سبق، من المقرر أن تنقل الولايات المتحدة رسميًا سفارتها إلى القدس، تنفيذًا لقرار ترامب بالاعتراف بالمدينة المحتلة “عاصمة لإسرائيل”، وهي أحداث تجتمع في ظرف أيام، ويرى فيها مراقبون إسرائيليون محفزات قد تتطور إلى اندلاع حرب، إما على جبهة غزة أو على شكل مواجهة في الضفة.

 

مواجهة مرتقبة 
ويؤكد الكاتب أحمد رفيق عوض، على وجود مخاطر كبيرة وكثيرة تحيط بدولة الاحتلال، بدءاً من السادس من مايو/آيار المقبل تدفع في جميعها نحو مزيد من التوتر والقلق الإسرائيلي, وفي مقدمتها نقل السفارة الأمريكية ونية الرئيس الأمريكي إلغاء الاتفاق النووي مع إيران، ومسيرة العودة الكبرى على جبهة غزة والتي أدخلت معها الاحتلال في حالة من القلق والتيه.

ويرى عوض أن المخاطر تبدأ بالتصاعد مع دخول حزب الله الحلبة السياسية في لبنان واعتباره جزءا منها، والتطورات في سوريا في ظل محاولات إيران تدعيم نفوذها في سوريا وهو ما لم تقوى تل أبيب على استيعابه، وهي التي لا تقوى على السكوت على وجود هذا النفوذ.
وأعرب عوض عن اعتقاده أن المشهد المتوتر في المنطقة عموماً قد ينتهي بمواجهة عسكرية دون أن يحدد جبهتها، فالاحتلال لا يستطيع أن يتعايش مع التهديدات وهو غارق في جنون العظمة التي حذر منها أكثر من مسؤول إسرائيلي، أقر بأن إسرائيل لم تعد القوة الوحيدة في الشرق الأوسط.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]