أبرزها حق الفيتو.. حرب أوكرانيا تكشف نقاط ضعف النظام الدولي
الحرب الدائرة في أوكرانيا كشفت عن نقاط ضعف خطيرة في النظام الدولي.. أحد أبرز هذه العيوب التي تحتاج إلى معالجة تتعلق بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ودوره في الإشراف على النظام متعدد الأطراف.
مؤسسة بروكينجز أعدت تقريرا حول حرب أوكرانيا، خلص إلى أن حق الفيتو بات يشكل حجر عثرة رئيسيا أمام السلام العالمي..
ووفقا للمؤسسة ينص ميثاق الأمم المتحدة، على أن الهدف الأول للأمم المتحدة هو الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، والتوصل إلى تسوية سلمية للنزاعات الدولية، يعهد الفصلان السادس والسابع من الميثاق بهذه المهمة إلى مجلس الأمن.
لكن حق النقض المطلق الممنوح بموجب المادة 27 للأعضاء الدائمين ( الولايات المتحدة – روسيا – الصين – بريطانيا – فرنسا ) كان عقبة رئيسية أمام وفاء الهيئة بتعهداتها.
ويرجع ذلك إلى أن الدول الخمس دائمة العضوية منقسمة إلى كتل جيوسياسية متنافسة، ولذا يقوم كل عضو باستخدام الفيتو على العديد من القرارات الحاسمة.
وأظهرت حرب أوكرانيا عجز مجلس الأمن عندما تتعارض مصالح واحد أو أكثر من الدول دائمة العضوية مع مصالح الأعضاء الآخرين.
ولذا دعا تقرير مؤسسة بروكنجز إلى تغيير طريقة عمل مجلس الأمن بشكل جذري، بإدخال إمكانية نقض حق الفيتو للعضو الدائم.
ويمكن القيام بذلك عن طريق إضافة بند إلى المادة 27 من شأنه أن يسمح بأغلبية مزدوجة كبيرة – تمثل، على سبيل المثال، ما لا يقل عن ثلثي البلدان الأعضاء وثلثي سكان العالم – لتجاوز حق النقض.. ولكن هل سيلقى هذا المقترح ترحيبا من الأعضاء الخمسة الدائمين أم أنه سيتحطم أمام حق الفيتو؟.
آلية مطلوبة
في هذا السياق، أكد أستاذ الشؤون الدولية العامة بجامعة كولومبيا من واشنطن د. جوزيه أنطونيو أوكامبو، أنه يجب على الأمم المتحدة إيجاد آلية توقف إساءة الاستخدام لحق الفيتو
وأوضح أوكامبو، خلال تصريحات مع برنامج مدار الغد، أنه لا بد أن نتغلب الأمم المتحدة على نظام يتغلب على إساءة استخدام حق الفيتو.
وأشار إلى أن آلية حق الفيتو يعيب في شرعية مجلس الأمن الدولي ويفقد قيمته الدولية.
أكدت الكاتبة والباحثة من باريس نتالي كيسلر، أن حق الفيتو أصبح يحول دون تحقيق السلام في العالم.
وأضافت كيسلر، خلال تصريحات لها مع برنامج مدار الغد، أن نظام الفيتو قديم ولا يناسب العصر والصراعات الحالية التي يعاني منها المجتمع الدولي.
وأشارت إلى أن هناك حراكا دوليا يطالب بإلغاء حق الفيتو في مجلس الأمن حتى يستعيد دوره.
تفكك النظام
فيما قال الكاتب الصحفي من بروكسل مالك عثامنة، إن الحرب في أوكرانيا كشفت تفكك النظام العالمي القديم.
وأوضح عثامنة، خلال تصريحات له مع برنامج مدار الغد، أنه يجب إعادة تشكيل النظام العالمي وفقا لمعطيات العصر وتوزيع القوى العالمية.
وأشار إلى أن مجلس الأمن وفقا لنظامه العتيق فشل في حسم أو إثبات موقف في الأزمة الأوكرانية الروسية.
تمييز
تقارير وأنباء تواترت عن ممارسات وُصفت بالتمييز، تجاه الهاربين من حرب أوكرانيا، حيث تناولت هذه التقارير اتهامات بإعطاء الأولوية لذوي البشرة البيضاء، مقابل إهمال الأجانب والسود، إضافة إلى رفض مرور الأحيرين وغير الأوربيين المعابر الحدودية لصالح الأوكرانيين من ذوي البشرة البيضاء، ما يتركهم عالقين على الحدود لعدة أيام في ظروف صعبة، حتى إن هناك تقارير عن الحيوانات مسموح بها في القطارات قبل الأفارقة.
وفي هذا السياق، أعرب الاتحاد الإفريقي، عن انزعاجه من التقارير التي تفيد بأن المواطنين الأفارقة يُحرمون من حق عبور الحدود الدولية الآمنة، مشددا على ضرورة أن يتمتعوا بنفس الحقوق للعبور إلى الحدود الدولية الآمنة بغض النظر عن جنسيتهم أو هويتهم العرقية.
كما تكشف التغطية الإعلامية الواسعة للحرب في أوكرانيا عن نوع من أنواع التمييز إذ لم تحظ النزاعات الدامية في الشرق الأوسط وإفريقيا وأماكن أخرى بتغطية دولية واسعة النطاق أو إجراءات حكومية دولية عاجلة مثل أوكرانيا.
