أبواب الاتحاد الأوروبي مغلقة أمام تركيا
اقتربت نهاية حلم تركيا الانضمام للاتحاد الأوروبي، بحسب تصريحات المفوضية الأوروبية، موضحة في رسالة تأكيد قبل أسبوع (يوم الأربعاء 29 مايو/ آيار 2019)، أن آمال أنقرة في الانضمام تتلاشى، مع تدهور الأوضاع في المحاكم والسجون والاقتصاد.
وأعلنت المفوضية الأوروبية، في تقرير خاص عن الدول المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، أن تركيا «تراجعت جديا» عن المبادئ الأساسية، ولذلك فإن المفاوضات حول انضمامها إلى الاتحاد دخلت في طريق مسدود.
تركيا انزلقت إلى الحكم الاستبدادي
وفي ظل ما تعتبره حكومات الاتحاد الأوروبي «انزلاقا إلى الحكم الاستبدادي» في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان، واجهت أنقرة تقارير قاسية من المفوضية على مدى سنوات، لكن لم يكن أي منها شديد الانتقاد على هذا النحو في العديد من المجالات.
كما ترى عدة دول أوروبية أن تركيا لم تعد تستوفي المعايير الديمقراطية لتكون مرشحا، ناهيك عن أن تصبح عضوا في الاتحاد الأوروبي.
لكن المفوضية قالت في تقريرها إنه حتى مع إلغاء حالة الطوارئ عام 2018 عقب الانقلاب الفاشل في يوليو/ تموز 2016، أصبح العديد من «عناصرها القمعية» قانونيا، ويتهم الاتحاد الأوروبي السلطات التركية بإشاعة «أجواء الخوف» في المجتمع وترهيب المعارضين.
- وأعربت المفوضية عن قلقها البالغ إزاء إلغاء الانتخابات البلدية في إسطنبول والتي أجريت في شهر مارس/ آذار، وفازت بها المعارضة بعد 25 عاما من حكم حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان، وتحديد موعد جديد لها في 23 يونيو/ حزيران، وما يتعارض مع جوهر العملية الانتخابية الديمقراطية، أي ضمان سيادة إرادة الشعب
.
الاتحاد يريدها شريكا تجاريا
ويؤكد الخبير التركي، إنغين أوزير، الباحث السياسي وكبير خبراء شبكة الخبرة التحليلية «أنقرة ـ موسكو»، أن الاتحاد الأوروبي يبحث منذ فترة طويلة عن خيار آخر لتركيا. بتعبير أدق، إنه لا يريد أن تصبح أنقرة عضوا في الاتحاد، وإنما يريدها شريكا له، وأن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، هي الزعيمة الأكثر صدقاً في الاتحاد الأوروبي، فقد قالت مباشرة إن تركيا لن تصبح أبدا عضوا كامل العضوية في الاتحاد الأوروبي.
ويرى «أوزير» أن هذا بشكل عام يناسب تركيا، فهي دائما موجودة في تاريخ أوروبا، وتعتزم أنقرة زيادة التبادل التجاري مع الاتحاد الأوروبي، أما بالنسبة للثقافة، فمن وجهة نظر ثقافية، فإنها ليست أوروبية، رغم تأسيس التواصل المباشر بينهما من 200 عام، وفي ألمانيا نفسها يعيش عدة ملايين من الأتراك..
وقال الباحث التركي: هناك حاجة إلى إيجاد طريق ثالث ما. يبدو لي أنه موجود بالفعل: فتريد تركيا أن تلعب دور دولة بين الشرق والغرب، تمارس التجارة مع الاتحاد الأوروبي ومع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، في آن معا.
تركيا أمام «طريق مسدود»
كان التقرير السنوي لمفوضية الاتحاد الأوروبي،«أكثر وضوحا»، في تحديد الوضع بشأن المساعي التركية المتواصلة منذ سنوات طويلة، على أمل الانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن «المفاوضات وصلت فعليا إلى طريق مسدود»، وأن ترشح أنقرة للانضمام إلى الأسرة الأوروبية «مجمد تماما» بسبب المزيد من التراجع الخطير في مجالات حقوق الإنسان واستقلال القضاء والسياسات الاقتصادية غير المستقرة، وأن إسطانبول مستمرة في التحرك بعيدا عن الاتحاد الأوروبي.
- وترى عدة دول أوروبية أن تركيا لم تعد تستوفي المعايير الديمقراطية لتكون مرشحا للعضوية، ناهيك عن أن تصبح عضوا في الاتحاد.
