من المقرر أن تختار جامعة الدول العربية أمينها العام الجديد الخميس المقبل، ومن المتوقع فوز المرشح المصري أحمد أبو الغيط، بالتزكية، بحسب تأكيد السفير فاضل جواد، مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، موضحا أنه وفقا لميثاق الجامعة العربية، يتم فوز السفير أحمد أبوالغيط، بالتزكية بعد توافق ثلثي الأعضاء عليه، حيث لا يوجد مرشح آخر يحصل على أعلى الأصوات.
وأكد جواد، أنه لا يوجد أي مرشح عربي آخر غير المرشح المصري الذي دفعت به القاهرة، وأجرت مشاورات بشأنه للتوافق عليه من خلال اتصالات وزير الخارجية المصري سامح شكري.
المرشح العربي الوحيد
وفي نفس السياق، أكد نائب الأمين العام للجامعة العربية، السفير أحمد بن حلي، أن وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير أبوالغيط، هو المرشح المصري والعربي الوحيد الذي تلقت الأمانة العامة مذكرة رسمية بشأن ترشحه من مصر لتعيينه في منصب الأمين العام للجامعة للسنوات الخمس المقبلة خلفا للأمين العام الحالي للجامعة الدكتور نبيل العربي، الذي أعلن رغبته في عدم التجديد لولايته التي تنتهي في 30 يونيو/ حزيران المقبل.
وأضاف بن حلي، أن الأمانة العامة للجامعة العربية، قامت بتعميم المذكرة المصرية على الدول الأعضاء بالجامعة، وسيتم عرض موضوع التعيين للسفير أبوالغيط في دورة غير عادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية يوم الخميس المقبل بالقاهرة، برئاسة دولة الإمارات.
توافق عربي حول أبوالغيط
ومن جانبه، أوضح وزير الخارجية والتعاون الدولي الليبي، محمد الهادي الدايري، دعم بلاده لمرشح مصر لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وقال الدايري، إنه بحث مع رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي المتعلقة بالمرشح المصري لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير أحمد أبوالغيط، خلفًا للدكتور نبيل العربي الأمين العام الحالي للجامعة، وهو المرشح المتوافق عليه كأمين عام جديد للجامعة العربية. ولم تتقدم أي دولة عربية بمرشح لها حتى هذه اللحظة، ولذلك فإن وزير الخارجية المصري الأسبق هو المرشح للفوز بالتزكية.
ويرى مساعد وزير الخارجية المصري السابق للتخطيط السياسي، السفير محمد جلال، أن التوافق العربي على المرشح المصري يأتي في ظل ظروف صعبة تمر بها الأمة العربية، ورغم ما يبدو من حالة التمزق في الساحة العربية، إلا أن هناك توجها للتصحيح والخروج من دوامة الترهل العربي.
واستبعد السفير جلال، في تصريحات لـ«الغد»، أن تتقدم دولة عربية بمرشح في اللحظات الأخيرة وقبل ساعات من اجتماع وزراء الخارجية العرب الخميس المقبل.
لا مفاجآت في اللحظة الأخيرة
وأوضح جلال، أن هذا الأمر مستبعد لعدة أسباب، أولها أن الترشيح تدور حوله مشاورات من دولة المرشح مع بقية الدول العربية للحصول على تأييد، وهذا لم يحدث سوى من الجانب المصري، وثانيا، أن أي دولة عربية تقدم على ترشيح منافس للمرشح المصري، فإنها تكشف عن حقيقة مواقفها تجاه مصر وتجاه مساع تنقية الأجواء العربية والعمل العربي المشترك، ولذلك فإن السفير أبوالغيط هو المرشح الوحيد، وبذلك يفوز بالتزكية.
وأضاف، من الصعب منافسة السفير أبوالغيط، وبخبرته الدبلوماسية على مدى أربعة عقود، فضلا عن أنه من مدرسة دبلوماسية تتميز بأداء متزن ورصين، وكان خلال توليه منصب وزارة الخارجية، حادًا خاصة فيما يخص الأمن القومي المصري، وساهم بدور كبير أثناء عملية المفاوضات المصرية الفلسطينية الإسرائيلية والتي كان يصاحب فيها رئيس المخابرات الراحل عمر سليمان، حيث كان يشارك فيها ويتولى الإشراف عليها، كما تعامل بقوة مع الأمريكان خاصة بعد إقرارهم وتنفيذهم لسياسة الشرق الأوسط الجديد التي انتهجتها الإدارة الأمريكية وكونداليزا رايس.
مسيرة اربعة عقود من الدبلوماسية
بدأ أبوالغيط، مسيرة عمل دبلوماسية طويلة، على مدى أربعة عقود، بعد حصوله على بكالوريوس التجارة والتحاقه بوزارة الخارجية عام 1965، وتدرجه في العمل من سكرتير ثالث للسفارة المصرية في قبرص ثم كعضو بمكتب مستشار رئيس الجمهورية للأمن القومي وفي عام 74 عين كسكرتير ثان بوفد مصر في الأمم المتحدة ثم كسكرتير أول لمكتب وزير الخارجية، ثم عين مستشارا سياسيا بسفارة مصر في موسكو ثم مستشارا سياسيا لوزير الخارجية، ثم مستشارا بوفد مصر في الأمم المتحدة ثم مندوبا مناوبا هناك فسكرتيرا سياسيا خاصا لوزير الخارجية، وفي عام 1992 عين سفيرًا لمصر في إيطاليا وممثلاً لمصر في منظمة الأغذية والزراعة «الفاو»، وفي عام 1996 عين مساعدًا لوزير الخارجية ومندوب مصر الدائم في الأمم المتحدة في 1999 حتى 2004 عندما تولى وزارة الخارجية خلفًا للوزير أحمد ماهر، حتى 2011.
