لم يكن مقتل القيادي في الفرع المصري لتنظيم “داعش الإرهابي”أبو أنس الأنصاري، قبل أيام علي يد قوات الجيش في سيناء، بالأمر الذي تقبله التنظيم بالرضا، لا سيما مع ما كان يتمتع به الأنصاري من صلاحيات واسعة داخل التنظيم، ما جعل من فقده مأزقا للتنظيم خصوصاً مع عدم وجود بديل، في ظل الضربات الأمنية المتلاحقة ضدهم.
وكما لكل قصة بداية تفضي إلى نهايات، فكان انضمام الأنصاري لتنظيم بيت المقدس، هو نهاية قصته التي بدأها مع تنظيم التوحيد والجهاد، “النسخة السيناوية من جماعة التكفير والهجرة”.
فجماعة التوحيد والجهاد والتي نشأت علي يد طبيب الأسنان خالد المساعيد، قامت على أنقاض أفكار جماعة التكفير والهجرة التي أسسها شكري مصطفى، وينسب إليها التفجيرات التي تمت في مدينتي دهب وطابا في عام 2005، وقتل مساعيد في مواجهات مع الشرطة المصرية بعد ذلك في عام 2006.
بقتل مساعيد والقبض على عدد كبير من أعضاء جماعته، تفكك التنظيم، ولم يعد له وجود، وكان من بين المقبوض عليهم أبوأنس الأنصاري، الذي أفادت تقاريرعسكرية بأن اسمه سالم سلمي الحمادين، في حين قالت مصادر أخرى إن اسمه أحمد زايد الجهيني، وإن كان حدث اختلاف في الاسم إلا أن الروايات توحدت حول كونه من أفراد قبيلة السواركة السيناوية أحد أهم القبائل التي ينتمي إليها معظم أعضاء التنظيم.
ظل الأنصاري في السجن حتى وقعت ثورة 25 يناير والتي شهدت هروب عدد من السجناء كان من بينهم، لكن تشاء الأقدار أن يتم القبض عليه في طريق عودته وإعادته للسجن مرة أخرى.
في موجة العفو السياسي التي شملت الكثير من أعضاء الجماعات الإسلامية، خرج الأنصاري من محبسه، ليبحث من جديد عن بقايا تنظيمه المتهالك، فوجده أثرًا بعد عين، في الوقت الذي بزغ فيه نجم جماعة أنصار بيت المقدس فانضم إليها.
ومع اللحظات الأولى لمبايعة التنظيم، لدولة البغدادي وخلافتة المزعومة، أعلن المبايعة والانضواء تحت رايته، ناقضا البيعة السابقة لبيت المقدس لتنظيم القاعدة وأميره أسامة بن لادن، ومن بعده أيمن الظواهري، معتبراً أن القاعدة نقضت العهد، وبدلت الميثاق.
مع التنظيم الجديد نشط دور أبو أنس الأنصاري، ليتولى العديد من المهام الموكلة إليه، فأسند إليه استقبال العناصر الجديدة و توفير الإقامة والمعيشة لهم، بالإضافة إلى اعتباره من أصحاب الرأي والمشورة في التنظيم، لا سيما مع مقتل العديد من القيادات، الأمر الذي جعله يصعد بسرعة في سلم التنظيم.
حجب التنظيم “داعش” الأنصاري عن المشاركة في العمليات الإرهابية خوفاً عليه باعتباره من العناصر النشطة التي يصعب تعويضها، إلا أنه في إحدى العمليات التي خرج فيها الأنصاري يستطلع حركة الطيران الحربي التابع للجيش المصري، يسقط بالقرب منه صاروخ ، فيصاب كما أشار التنظيم في بيان له، بشظية في رأسه، وأخرى في يده وثالثة في رجله، تسببت في تكسير عظامه وتقطيع لحمه، ليلقى حتفه بعدها.
وكان العقيد تامر الرفاعي، المتحدث الرسمي للقوات المسلحة، قد أعلن اليوم مقتل المدعو سالم سلمي الحمادين الشهير بـأبو أنس الأنصاري من قبيلة السواركة، أحد مؤسسى تنظيم بيت المقدس الإرهابي ومن أبرز قيادات التنظيم بشمال سيناء والمسؤول عن تسليح وتدريب العناصر التكفيرية متأثراً بجراحه نتيجة القصف الجوي.
