أبو الغيط: كورونا ساهم في إذكاء الصراعات بالمنطقة العربية
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن جائحة كورونا ساهمت في إذكاء الصراعات القائمة بالمنطقة العربية أو في تعقيد الجهود المبذولة لتسويتها أو في تفاقم الحالة الإنسانية العامة في مواقع الأزمات، خاصة في اليمن وسوريا وليبيا وكذا في دول أخرى مثل السودان والصومال التي كانت منخرطة إما في إنجاح عملية انتقالها السياسي أو في تثبيت أركان الأمن والاستقرار على كامل أراضيها.
وأضاف أن الجائحة أسهمت في زيادة عدد المستضعفين والمحتاجين في الأراضي الفلسطينية والذين يعانون أصلاً من ظروف الاحتلال والحصار الإسرائيلي.
جاء ذلك خلال مشاركة أبو الغيط في الحوار رفيع المستوى الذي دعا إليه سكرتير عام الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، مع رؤساء المنظمات الإقليمية، والذي عقد بعد ظهر اليوم الاثنين عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
ولفت أبو الغيط إلى الأعباء الهائلة الإضافية التي خلفتها الجائحة على المنطقة العربية المثقلة أصلاً بالحروب والنزاعات المسلحة واللاجئين والنازحين داخلياً وغيرها من التحديات الهيكلية الضخمة التي تمس أمن واستقرار وسلامة العديد من دولها.
واستعرض أبو الغيط، في كلمته، مجمل الجهود التي أقدمت عليها الجامعة العربية لمواجهة تداعيات هذه الأزمة، بدءاً بالدعوة المبكرة لإسكات البنادق في عموم المنطقة العربية لتكريس الجهود لمكافحة كورونا، وتبني المجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة وغيره من مجالس وأجهزة الجامعة المتخصصة حزما متكاملة من الإجراءات للاستجابة للجائحة على الأصعدة الصحية والاقتصادية والاجتماعية.
وعدّد أبو الغيط الخسائر والأعباء الاقتصادية التي تكبدتها المنطقة العربية ككل جراء تفشي الجائحة، من حيث الانكماش المتوقع في إجمالي الناتج المحلي للمنطقة العربية بنحو 6 % وبخسائر اقتصادية تزيد على 150 مليار دولار، وفقدان نحو 17 مليون فرصة عمل، ودفع نحو 15 مليون عربي إضافي إلى الفقر، وتراكم 220 مليار دولار من الديون الإضافية على الدول العربية المثقلة أصلاً بعبء خدمة وسداد ديونها الخارجية.
وأوضح مصدر بالأمانة العامة للجامعة أن أبو الغيط شدد على أن هذه التحديات تستلزم إقامة مشاركة أوسع وأوثق بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية المختلفة لتنظيم الاستجابة الدولية متعددة الأطراف لمواجهة الجائحة وتداعياتها وتحجيم تأثيراتها على حالة السلم والأمن في مختلف مواقع العالم.
وطرح أبو الغيط عدداً من المقترحات في هذا الاتجاه لتعزيز هذه الشراكة المنشودة، بما في ذلك في سبيل توحيد الجهود الدولية والإقليمية لتأمين التوزيع المبكر والعادل والشامل للقاحات التي سيجري توفيرها وتدبير التمويل العاجل لتوريدها للدول النامية والأقل نمواً.
كذلك إطلاق نداء مشترك بين الأمم المتحدة والمنظمات والتجمعات الإقليمية لدعوة الدول والمؤسسات الدائنة إلى إسقاط أو تخفيف الديون على الدول الأقل نمواً، وتطوير نظم الإنذار المبكر المختلفة لكي تشتمل على آليات محددة للتنبؤ بانتشار الأوبئة ومخاطر استفحالها في مناطق الصراع أو الدول الخارجة من النزاعات أو العرضة للاهتزاز.
وصرح المصدر بأن هذا الحوار، الذي دعا إليه سكرتير عام الأمم المتحدة كل عامين ويضم أكثر من 20 منظمة إقليمية ودون إقليمية من المنطقة العربية وأفريقيا وآسيا وأوروبا والأمريكتين وغيرها من التجمعات متعددة الأطراف، خُصص للتداول حول تداعيات جائحة كورونا على السلم والأمن الدولي وسبل تعظيم التعاون والعلاقة التكاملية بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية لمواجهة هذه التحديات الكونية العابرة للحدود.
