أبو الغيط يستبعد مصالحة عربية في قمة «الظهران»
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن القضية الفلسطينية والأزمات في المنطقة العربية ستكونان أهم محاور القمة العربية المرتقبة منتصف الشهر الجاري والمقرر انعقادها في مدينة« الظهران» السعودية، مشيراً إلى أن هناك حاجة ملحة لتحقيق توافق عربي عربي حول مفهوم الأمن القومي العربي.
واستبعد«أبوالغيط» في حوار لصحيفة «البيان»، الإماراتية، إجراء مصالحات عربية خلال القمة، قائلا إن هناك خلافات عربية قديمة لا يمكن حلها بمجرد عقد قمة أو اجتماع، فالجامعة العربية لا تتدخل في الخلافات، كما أننا لا ندفع إلى مزيد من الخلافات، الجامعة العربية تدعو الجميع إلى أن يتفاهم ويتجاوب من خلال منطلقاته الذاتية.
وقال إن القضية الفلسطينية ستكون محوراً رئيسياً من محاور النقاش خلال القمة العربية، وذلك في ضوء التصعيد الإسرائيلي الأخير في غزة وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس، واعتزامه نقل سفارة بلاده إلى القدس في شهر مايو/أيار المقبل، مضيفا أن انعقاد القمة في المملكة العربية السعودية، والتي تشكل ركناً أساسياً في منظومة العمل العربي المشترك، سيوفر زخماً كبيراً وقوياً للتعامل مع مختلف القضايا والأزمات بالمنطقة.
وكشف عن أن قمة العربية المنعقدة في السعودية ستتطرق إلى تدخلات إيران في المنطقة، على اعتبار أن هناك إجماعاً عربياً على ضرورة مواجهة تهديدات إيران للمنطقة، لأن هناك رؤية أن التهديدات الإسرائيلية تقلصت نوعاً ما، وأن التهديدات النووية الإيرانية هي الأقوى، على اعتبار أن قصف الحوثيين لمناطق بالسعودية كان بالصواريخ الإيرانية، فبالتالي هناك مصالح وطنية لكن في إطار قومي.
أضاف هناك من يرى أن هذا التهديد يأتي من هذا المصدر أو ذاك، موضحا أن هناك أطروحات في الجامعة العربية كيف يمكن أن تكون هناك إرادة عربية للتعامل مع هذه التهديدات، وهناك دولة عربية لا ترى في إيران خصماً، وهناك دول أخرى ضد إيران، من الضروري أن نتفق على مبدأ واحد للأمن القومي العربي ثم نعود إلى أصل المشكلة.
الدعم الإيراني للحوثي
ودعا «أبوالغيط» إلى حل سياسي في اليمن يسبقه إجبار طهران على وقف دعمها لميليشيا الحوثيين، مشيراً إلى أن أكبر غلطة في الاتفاق النووي الإيراني هو عدم إجبارها قبل توقيع الاتفاق على التعهد بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.
وقال إن ما يجري في سوريا حرب دولية بامتياز بغرض تقسيم المنطقة وتفتيتها، ولم يستبعد مواجهة عسكرية، موضحا أن الوضع حسّاس وخطير في العالم، فيما أشار إلى أن تجميد عضوية دمشق كان قراراً متسرّعاً، وانتقد الصمت العربي على التدخل التركي في سوريا، حيث إن أنقرة لا تأخذ في الحسبان أن هذه الأراضي عربية، وتطرق إلى الوضع في ليبيا، حيث أكد أن أمام ليبيا طريقاً طويلاً لتحقيق الاستقرار بالنظر لحدة الصراعات.
أوضح أبو الغيط أن الفراغ السياسي في سوريا، ليبيا واليمن شجّع القوى الخارجية على أن تملأ الفراغ لبسط مخططاتها.
وعن توقعة لنتائج القمة العربية، قال إنها تأتي وسط تحديات كبيرة تواجهها الدول العربية وتهدد أمنها القومي، “القمة ستناقش عدداً من الملفات المهمة، تتصدرها القضية الفلسطينية والأزمات في سوريا وليبيا واليمن والتدخلات الإيرانية والتركية في شؤون الدول العربية، ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى القضايا الاقتصادية والاجتماعي”.
التدخل التركي
عن التدخل التركي في سوريا، قال «أبوالغيط، تركيا أن تحمي مصالحها عبر الحدود، المشكلة هي أن تركيا لا تأخذ في الحسبان أن هذه أراض عربية لدولة مجاورة وجارة، لذلك فعلى تركيا تغيير نظرتها لمفهوم السيادة، فهي تعتدي على وحدة الأراضي السورية.
أعتقد أن الأمة العربية قادرة على صد هذا النوع من التفكيك وتغييره، فسوريا معرضة للتقسيم، لكن هناك إرادة عربية ترفض الاعتداء على الدولة الوطنية.
وعن دور الجامعة العربية في حل الأزمات الإنسانية في المنطقة العربية كشف أبو الغيط عن أن الجامعة العربية ليست لها موارد مالية موضحاً أن كثير من الدول، لا تدفع مساهمتها السنوية في ميزانية الجامعة، حيث وصلت المساهمات هذه السنة إلى نسبة 20 في المئة فقط، بعدما كانت في 2017 تمثل نسبة 50 في المئة وقبلها 65 في المئة، مثمناً دور الإمارات، السعودية، والكويت في الدعم الإنساني المباشر لتخفيف المعاناة الإنسانية في عدد من الدول العربية.