أبو بصير اليزيدي.. رحلة إرهابي يمني من القاعدة إلى داعش
انتهى به الأمر بأن يسلم نفسه طواعية لقوات الحزام الأمني في جنوب اليمن، ولم ينته الأمر عند هذا الحد، بل دعا بقية قادة التنظيم الإرهابي الذي يقوده إلى تسليم أنفسهم لقوات الجيش والأمن في المحافظات اليمنية المحررة.
خالد عبد النبي القيادي البارز السابق في تنظيم القاعدة باليمن، وأحد أبرز قادة الحرب التي شنها التنظيم الإرهابي في أبين، خلال العامين 2011 و2012، ضد قوات الجيش اليمني، كما أنه أحد المطلوبين للمخابرات الأمريكية.
تولى عبد النبي، الشهير بأبو بصير اليزيدي، إمارة جعار، وسبق أن شارك في الحرب التي شنها الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على الجنوب اليمني في عام 1994، ودعا إلى قتل المسؤولين في عدن باعتبارهم اشتراكيين.
يوصف عبد النبي بأنه بمثابة الصندوق الأسود لتنظيم القاعدة، بيد أنه على الرغم من ذلك، انضم لتنظيم داعش، وفي عام 1998 أسس وتزعم “جيش عدن أبين الإسلامي”، بعد قراءته لمقالة في الأثر “يخرج من عدن أبين 12 ألفا ينصرون الله ورسوله هم خير ما بيني وبينهم”.
بايع عبد رب النبي، -كما سمى نفسه لاحقاً- زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، وجمعته علاقات قوية مع عدد من قادة التنظيم في اليمن، لكنه اختار أن يعمل بشكل منفرد، لا يخضع لتنظيم، واقتصر دوره على تقديم الدعم لأيٍ من التنظيمات الإرهابية الأخرى.
ارتبط اسم عبد النبي بالكثير من أعمال العنف الواقعة في اليمن، من بينها تفجيرات واغتيالات لضباط أمن إلى جانب اختطاف 16 سائحا أجنبيا وذلك عام 1998، وأسفر عن مقتل أربعة رهائن، إضافة إلى ارتباط بعض من عناصر تنظيمه بالتفجير الذي استهدف المدمرة الأمريكية كول في 12 أكتوبر/تشرين الأول عام 2000، وأسفر الهجوم عن مقتل 17 بحارا أمريكياً.
تحصن وعناصر تنظيمه في جبال حطاط الوعرة عام 2003، بعد مواجهات مع الجيش اليمني ، حيث سعى في تلك الفترة إلي تجميع شمل تنظيمه الذي بدأ يتناثر، وعقد لقاءات مع عناصر من تنظيم الجهاد اليمني، للملمة صفوفة.
بدأت تظهر في الأفق في 2008، بوادر مواجهات عسكرية بين الجيش اليمني وبين مجموعة عبد النبي في محافزى أبين، قتل في المواجهات 5 من عناصر تنظيمه وألقي القبض على 28 أخرين كان هو من بينهم.
لكن ثمة اتفاق أبرم بين علي عبد الله صالح وبين عبد النبي لمساندة الأخير في قتال المتمردين في الشمال والعناصر الانفصالية في الجنوب، مقابل إطلاق سراحه وكافة عناصر تنظيمه، وهو ما تحقق بالفعل في عام 2009، وصدر عفو شامل عن 175 مسلحاً ينتمون لتنظيمات العنف المسلح، وعاد من جديد إلى أبين ، ليعيد ترتيب أوضاعه و جمع شتات تنظيمه.
كانت بداية علاقته بزعيم القاعدة أسامة بن لادن في عام 1991 حين جمعهما عدد من اللقاءات انتهت بمبايعة بن لادن، وانتقال عبدالنبي إلي أفغانستان للقتال هناك ضد الروس.
في عام 1994، عاد إلى اليمن ، مع عدد من العناصر التي بايعت بن لادن في أفغانستان، لكنه في الوقت ذاته رفض الانضمام لتنظيم “أنصار الشريعة” فرع القاعدة باليمن، إلا أن ذلك لم يمنع من استمرار علاقته الوطيدة بالتنظيم الأم وكافة قياداته البارزة في اليمن.
لم تدم علاقة عبد النبي الوطيدة بعناصر تنظيم القاعدة في اليمن، وبدأت الخلافات تدب بين الفريقين، وبدأ العداء يظهر بقوة وذلك بعد مبايعته لأبي بكر البغدادي زعيم تنظيم “داعش”، ووضع عناصره تحت إمرة الخليفة المزعوم.
ولم يتوقف الأمر عند مبايعته للبغدادي فحسب، بل بدأ يشن هجوم على القاعدة وعلى زعيمها أيمن الظواهري، حيث في إحدي المرات عن الظواهري” نعتقد في الظواهري أنه بشر وليس ملاكا ولا نبيا مرسلا وأنه يطرأ عليه ما يطرأ على البشر من الخطأ والصواب بل والزلل بل والضلال وغيره، إلا إن كنتم ترون غير هذا فبينوا لنا ذلك”.