أبو حسنة: 100 مليون دولار غير كافية ونبحث عن وسائل جديدة لدعم الأونروا

استقبل أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، “فيليب لازاريني” المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وذلك بمقر الأمانة العامة للجامعة حيث ركز اللقاء على المُشكلات التي تواجه الوكالة والصعوبات المالية التي تعوق عملها في الفترة الأخيرة في ظل الأزمات العالمية التي وضعت ضغوطاً على الأموال الموجهة للمساعدات الإنسانية.

وأوضح جمال رشدي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، أن أبو الغيط شدد على الأهمية البالغة التي ينطوي عليها عمل الوكالة، خاصة في المرحلة الحالية التي يواجه خلالها اللاجئون الفلسطينيون في مناطق عمل الأونروا الخمس صعوبات كبيرة في ظل تصاعد حدة الأزمات الاقتصادية وتدهور الأوضاع المعيشية.

واستمع أبو الغيط لشرحٍ مُفصل من المفوض العام “لازاريني” حول الأوضاع المالية للوكالة في المرحلة الحالية، حيث تصل الفجوة التمويلية إلى نحو 100 مليون دولار.

وأضاف رشدي أن كلاً من أبو الغيط و”لازاريني” تداولا حول أفضل السبل لسد هذه الفجوة، وحول الخطط المطروحة لاستدامة تمويل الوكالة في المرحلة المُقبلة، وبما يضمن عدم تأثر الخدمات التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين في مجالات الصحة والتعليم والتشغيل، وغيرها.

قال أحمد البديري، مراسل «الغد» من القدس المحتلة، إن وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين «الأونروا» تعمل في مخيمي «شعفاط» و«قلنديا»، كما تشرف على عدة مدارس وكليات مهنية ومراكز صحية، كما تقدم خدماتها لأكثر من 100 ألف لاجئ مسجل.

وأضاف مراسلنا، في تقرير مصور عبر النشرة الإخبارية على شاشة «الغد»، أن نير بركات، رئيس بلدية الاحتلال، اقترح أنه سينهي خدمات «الأونروا» لتحل محلها مؤسسات إسرائيلية بديلة لتقدم الخدمات العلمية والصحية عن اللاجئين في القدس، الأمر الذي أثار حفيظة المنظمة الدولية، التي أكدت أنها تعمل على خدمة اللاجئين وفقا لقرارات أممية.

من جانبه، قال سامي مشعشع، الناطق باسم وكالة «الأونروا»، إنها خطة مقلقة تختلف عن سابقتها بأن مؤلف الخطة يريد أن ينقل هذه الخطة من دهاليز البلدية إلى الكنيست الإسرائيلي، مشيرا إلى أنها ليست قدرا على الوكالة، حيث إن هناك قرارات لازمة لسلطة الاحتلال بأن القدس الشرقية محتلة.

وأعربت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» عن قلقها إزاء التصريحات الأخيرة لرئيس بلدية الاحتلال بشأن عملياتها ومنشآتها في القدس الشرقية.

وقالت الوكالة، إنها تدير العمليات الإنسانية في توافق مع ميثاق الأمم المتحدة، وكان رئيس بلدية الاحتلال أعلن عن مخطط يشمل إغلاق كل مؤسسات الوكالة، بما فيها المدارس والعيادات والمراكز الخدمية المعنية بالأطفال، ومصادرةُ جميع المباني.

أكد الاتحاد العام لموظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن يومي غدٍ الثلاثاء وبعد غد الأربعاء سيشهدان إضرابًا شاملًا في جميع مرافق الوكالة، رفضًا لسياستها، وعدم استجابتها لمطالب الموظفين، وفشل كل الوساطات التي أجريت مع مدير عمليات “الأونروا” ماتياس شمالي للوصول إلى حلول عادلة للموظفين.

وأوضح اتحاد الموظفين، أن الإضراب سيشمل جميع مرافق الوكالة من تعليم وصحة وخدمات وتوزيع المساعدات وغيرها من المراكز.

وتظاهر العشرات من موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، اليوم الإثنين، أمام مقر إقامة مدير عمليات الأونروا ماتياس شمالي في فندق الديرة غرب مدينة غزة، وحاصر المتظاهرون سيارة مسؤول الأمن الخاص لمدير عمليات “الأونروا” أمام الفندق، بعد أن وصلت المفاوضات مع إدارة “الأونروا” إلى طريق مسدود.

وقال محمد الغرة رئيس الجمعية العمومية في اتحاد الموظفين، إن هذه التظاهرات ما هي إلا “ردات فعل” من قبل الموظفين المهددين بالفصل من قبل الأونروا ومن يعملون بشكل جزئي، موضحا إمكانية تصعيد الاحتجاجات بشكل أكبر في حال لم يتم التوصل إلى تفاهمات مع إدارة الأونروا، خاصة في ظل عدم استجابتها لمطالب الموظفين.

وأكد الغرة أن ذلك يأتي بعد تراجع إدارة “الاونروا” عن التفاهمات التي توصلوا إليها، الأمر الذي يعيد الأزمة مع الموظفين إلى مربع الصفر.

واستهجن الغرة استمرار من إدارة “الأونروا” التمسك بقراراتها التعسفية القاضية بفصل الموظفين، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الموظفين وقطاع غزة، خاصة وأن الأونروا حصلت مؤخرا على تمويل مالي خفض العجز المالي إلى نحو 68 مليون دولار.

ومن المتوقع أن تتصاعد حجم الاحتجاجات بين موظفي وكالة الغوث وإداراتها في ظل استمرار الأونروا في سياستها في فصل الموظفين وازدياد حجم التقليصات التي تقدمها لأكثر من مليون لاجئي في قطاع غزة، الأمر الذي سينعكس سلبا على مجمل الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.