على نغمات اليرغول وبين سنابل القمح جلس الحاج محمود أبو ذيب، ينشد العودة إلى أرضه ومسكنه وقريته في مدينة بئر السبع المحتلة التي هُجِّر منها.
وبعد مرور 74 عاماً من عمر النكبة الفلسطينية لا يزال الحاج أبو ذيب (84 عاما) لا يزال يراوده حلم العودة إلى قريته سروال في النقب المحتل التي هجر منها وهو بعمر 10 سنوات.
ويستذكر المهجر أبو ذيب الذى يسكن حاليا في بلدة بني سهيلا شرقي مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة تفاصيل الهجرة من بلدته قائلا: “أنا من مواليد 1938، عاصرت النكبة وبريطانيا، وكيف أخذ اليهود الأرض عن طريق الخداع والحرب، أقل مواطن له 500 دونم ويوجد من له 1000 دونم”.
الزعتر والزيتون
وتابع حديثه لقناة “الغد” قائلا: “كان اليهود يقتحمون أراضينا ويحرقون القمح ويجرفونها من أجل تهجيرنا وطردنا منها بقوة السلاح، وسمعنا عن مجزرة دير ياسين وكيف قتل اليهود السكان، ورغم وجودنا هنا في قطاع غزة لا نزال نحلم بالعودة و نشتاق لأرضنا”.
وزاد الحاج المهجر أبو ذيب: “وكانت هناك عمليات إعدام للمدنيين الفلسطينيين، كان الجيش الإسرائيلي يطلق النار على الناس العزل من السلاح ويعدمهم، كل هذا الخوف والدمار دفع الناس للهجرة، بسبب الإجرام الإسرائيلي”.
وفي معرض رده على ما تردده إسرائيل بأن الأجداد يموتون والأحفاد ينسون النكبة قال أبو ذيب: “نحن لم ننس يوما النكبة، كان الأجداد يذكرونا بالنكبة وبأرضنا وما حل بها من جرائم من قبل إسرائيل، ونحن الآن نواصل حصد القمح ونحكي لأولادنا وأحفادنا عن أرضنا ونكبتنا ولن ننسى أبدا، لنا الآن 74 عاما من النكبة لم ننس بيوتنا يوما، نحن معمرون في هذه الأرض وسنبقى في هذه الأرض طالما بقى الزعتر والزيتون”.
150 حفيدًا
وأوضح الحاج المهجر أبو ذيب، أن محراث الأرض ومفتاح الدار لا يزالان موجودين لديه، ورثهما عن أجداده، وسيورثهما لأبنائه وأحفاده، وقال: “لن ننسى حقنا بالعودة، ونفدي أرضنا بأرواحنا وأرواح أولادنا، ونحن نتمسك بأرضنا”.
وأضاف “وأنا لي من الأولاد والأحفاد ما يقارب الـ150 فرداً، وسيأتي اليوم الذي يخرج منه الاحتلال بالقوة من أرضنا المحتلة، والاحتلال إلى زوال، ولن ننسى القدس والمجازر التي ترتكب، وأرضنا باقية في أذهاننا لا تغيب عن بالنا، ونتمنى العودة لها بأقرب وقت”.
الذكرى الـ74 للنكبة
و أحيا عشرات الآلاف من الفلسطينيين، اليوم الأحد، الذكرى الـ74 للنكبة الفلسطينية في مدينة رام الله وقطاع غزة.
وتنظم فعاليات النكبة لهذا العام تحت شعار “كفى 74 عاماً من الظلم والكيل بمكيالين”، الذي يجسد الظلم المزدوج للشعب الفلسطيني الذي يشكّله الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه والمجتمع الدولي بعجزه عن تنفيذ قراراته.
وأكدت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية أن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته لن يتوقف عن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه، وسيرفع راية العودة ويتمسك بحقوقه وثوابته.
وأضافت أن فلسطينيي الداخل هم جزء أصيل من الشعب الفلسطيني وقضيتهم هي مركزية، وجميع مخططات الاحتلال بحق أهلنا في الداخل المحتل باءت بالفشل.
ودعت القوى الوطنية والإسلامية إلى توحيد الجهود من أجل تحقيق المصالحة الوطنية.
ويُحيي الشعب الفلسطيني في 15 مايو/ أيار من كل عام ذكرى “النكبة” التي وقعت عام 1948 على يد العصابات الصهيونية، واحتلت خلالها نحو ثلثي فلسطين، وشرّدت مليون فلسطيني وقتلت 48 ألفًا.
