«أبو عمار».. زعيم «استثنائي» في تاريخ فلسطين

رغم ارتباط تاريخ فلسطين، برموز من رجالات السياسة والنضال، على امتداد سنوات سبقت عهد بلفور، تصدوا للمؤامرة الصهيونية في بدايات تحركها، ثم فيما بعد مع ثورة 17 أبريل / نيسان 1936 وصولا إلى أعوام مشحونة بالمواجهة والنضال 1946، 1947 ، 1948 .. إلا أن «ياسر عرفات» بقي الرمز الحىّ في التاريخ الفلسطيني وفي وجدان الشعب الفلسطيني.وسجل التاريخ في حياة الأمم «رموزا» بما أعطوا وضحوا، وأضاءوا شعلة مسيرة النضال والتحدي والصمود.

 

نقل قضية شعبه من قضية لاجئين إلى قضية أمة بكامل المعنى

وإذا كانت القضية الفلسطينية، هي «القضية الأم» للوطن العربي، وهي ـ بحسب مبادىء العلوم السياسية ـ القضية «الرابطة» للأمة العربية، ومحور قضايا الإقليم العربي، فإن الرجل كان من أبرز رجالات الأمة، في القرن العشرين، الذين قادوا مسيرة النضال التاريخي لتحرير الوطن المغتصب، وفرض قضية شعبه أمام العالم، حتى ارتبط اسم «فلسطين» بالقائد الرمز.

 

الرمز في تاريخ فلسطين

وكانت كلمات الزعيم الأفريقي الراحل، نيلسون ما نديلا، تقترب كثيرا من شخصية أبو عمار «الرمز في تاريخ فلسطين».. ويقول مانديلا «كنت أتابع نشاطات الرئيس ياسر عرفات من غياهب سجني، وكم أثار اهتمامي بثباته ومثابرته. لقد آمن به شعبه وسار معه خطوة بخطوة، في السراء كما في الضراء، فهو الذي وضع المسألة الفلسطينية على جدول أعمال المجتمع الدولي، ونقل قضية شعبه من قضية لاجئين إلى قضية أمة بكامل المعنى..لقد كانت حماسته وثقته لا تتزعزع، والتزامه بالكفاح من أجل إقامة الدولة الفلسطينية تشكل قيما رمزية في نظر الكثيرين في العالم.. سوف يبقى الرئيس عرفات إلى الأبد رمزا للبطولة بالنسبة لكل شعوب العالم التي تكافح من أجل العدالة والحرية».

 

جسد نضال الفلسطينيين من أجل حقوقهم الوطنية المشروعة

وجاءت كلمات الرئيس الفرنسي الراحل، جاك شيراك، أكثر تعبيرا في توصيف مسيرة نضال أبو عمار .. ويقول شيراك : «بالنسبة لي يمثل عرفات الشجاعة والقناعة، حيث جسد طيلة 40 عاما نضال الفلسطينيين سعيا وراء الاعتراف بحقوقهم الوطنية، ولن يبقى الشعب الفلسطيني وفيا لذكرى ياسر عرفات إلا بوحدته وتمسكه بالمثل والمبادئ التي سخر حياته لأجلها».

تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية 

ورغم أن الحركة الوطنية الفلسطينية ، مرت بثلاث مراحل ، كانت القيادات السياسية تمثل نمطا معينا، فالأولى كانت بالانتخاب، وإمتدت بين عامي 1920 ـ 1934، وكانت القيادة خلالها منبثقة عن المؤتمرات الوطنية الفلسطينية، وقد سميت هذه القيادة باللجنة التنفيذية العربية منذ المؤتمر الفلسطيني الثالث ( 1920 ) برئاسة موسى كاظم الحسيني .. وإمتدت المرحلة الثانية بين عامي ( 1936 ـ 1939 ) حين تشكلت اللجنة العربية العليا مع بداية الإضراب الشامل الذي عم البلاد عام 1936 وكانت اللجنة العربية العليا برئاسة الحاج أمين الحسيني .. وبدأت المرحلة الثالثة عام 1946 بتشكيل الهيئة العربية العليا لفلسطين بقرار مجلس جامعة الدول العربية على مستوى رؤساء الحكومات، والذي عقد في مصيف «بلودان»، قرب دمشق.

إلا أن الحركة الوطنية الفلسطينية التي قادها ياسر عرفات ورفاقه في مواجهة دولة الاحتلال، بقيت المرحلة الأهم والأخطر في مواجهة عواصف الحركة الصهيونية التي شدّت كل إمكانياتها على الآخر، سواء في مكامن التأثير السياسي في أوروبا وأمريكا، أو على أرض فلسطين المحتلة .

وقاد «أبو عمار» مسيرة نضالية على امتداد أكثر من 47 عامًا، سجل خلالها مواقف ثائرة في وجه دولة الاحتلال، وفي العام 1988، ومن قلب قاعة قصر الصنوبر بالعاصمة الجزائرية، وأمام المجلس الوطني الفلسطيني، حمل عرفات بندقية في يده وغصن أخضر في الأخرى، ليعلن قيام دولة فلسطين المستقلة.

وصدح إعلان الوثيقة بصوت الشهيد عرفات، وخطها الشاعر الراحل محمود درويش، إيذانًا بأنها بداية مرحلة جديدة من النزاع مع دولة الاحتلال (إسرائيل) لتثبيت الحق الفلسطيني في نيل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة، وفي تثبيت القدس عاصمة لهذه الدولة. وانتقلت الحالة الثورية من الزعيم الفلسطيني،أبو عمار، إلى 105 دولة لتعترف هي الأخرى بقيام دولة فلسطين المستقلة، وتم تعيين بعثات دبلوماسية برئاسة 70 سفيرًا فلسطينيًا في عدد من الدول المعترفة بالاستقلال.

مشكلة الفراغ الكبير بعد رحيل الرمز

قبل 16 عاما..وفي الساعات الأولى من فجر يوم 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2004 توقف نبض قلب الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، كما توقفت رئتاه عن العمل، لتفارق روحه جسده معلنةً بذلك نهاية مرحلة فلسطينية وبداية مرحلة أخرى، يخيم عليها «الفراغ» بعد الرحيل، شأن كل زعماء العالم الذين رحلوا وتركوا خلفهم  «مشكلة الفراغ الكبير» وتداعياته السلبية!!

وفي ذكرى الرحيل.. تستعيد ذاكرة فلسطين، سنوات عاصفة من النضال والتحديات (بدات من داخل الوطن المحتل، ثم الأردن، ولبنان، وتونس) مسيرة حياة رجل أصبح رمزا «أسطوريا» فلسطينيا..الرمز والأب الشرعي للنضال الفلسطيني.. حتى كاد البعض أن يختصر قضية فلسطينن في صورة ياسر عرفات منذ أن أعطى حياته لقضية وطنه المغتصب، ووهب نفسه متعبدا في محراب النضال الوطني، وجمع الشعب الفلسطيني على قلب رجل واحد.

مواقف في حياة (أبو عمار)

محطات المواقف المشهودة في حياة «أبو عمار» تبرز قدرته على التحدي والصمود .. ومنذ أن أطلق مع رفاق دربه في حركة «فتح»، مسيرة الكفاح المسلح بتاريخ 31 ديسمبر/ كانون الأول من العام 1964، من خلال تنفيذ أولى العمليات العسكرية وعرفت بـ «عملية نفق عيلبون»، حيث تمكن أبو عمار من دخول الأرض المحتلة في شهر يوليو/ تموز1967م، بعد شهر على سقوطها بيد الاحتلال عبر نهر الأردن، ليشرف بنفسه على عمليات الكفاح المسلح ضد الاحتلال.

وبينما كان العالم العربي كلّه غارقـاً في الهزيمة، كان أبو عمار ينفذ عمليات عسكرية ناجحة، تقلق أجهزة الأمن لدولة الاحتلال. وبلغ حرصه على سرّية العمل الفدائي، أنه مر أمام البيت الذي عاش فيه طفولته، في القدس نفسها؛ وكان أخوه واقفاً ببابه، فمرّ صامتاً، حتى إنه لم يلق التحية عليه؛ حتى لا ينكشف أمره.

رحل الجسد .. وبقي الرمز

وتواصلت رحلة الصمود والنضال و«توحيد الشعب الفلسطيني» خلف قائده، حتى «مؤامرة» رحيله.. وتدهورت الحالة الصحية عام 2004، ليقرر الأطباء نقله إلى فرنسا للعلاج، وأدخل إلى مستشفى بيرسي العسكري، مع تزايد الحديث عن احتمال تعرضه للتسمم، وبقي فيه إلى أن استشهد فجر الخميس الحادي عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني 2004

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]