أثريون يشيرون إلى آثار مختفية في البتراء بالأردن
قادت صور للأقمار الصناعية وطائرات غير مأهولة إلى اكتشاف أثري ضخم في مدينة البتراء، عبارة عن منصة ضخمة من الحجر بالقرب من مركز المدينة.
وربما كانت المنصة قد تم استخدامها للاحتفالات لأنه يتقدمها في جانب منها أعمدة ودرج أثري، وفقا لما ذكره كريستوفر إيه تاتل المدير التنفيذي لمجلس مراكز الأبحاث الأمريكية الخارجية. وقال إن الحفر وحده هو الذي يمكن أن يسلط الضوء على استخدامها الأصلي، ولكن لم يتم الإعداد لعمليات حفر حتى الآن.
والبتراء هي موقع أثري كبير يضم مقابر وآثار نحته التجار المعروفون باسم النبطيين في الحجر الرملي وردي ملون قبل ألفي عام. وأشهر مبنى في البتراء هي مبنى الخزنة، حيث صورت مشاهد لفيلم «إنديانا جونز والحملة الصليبية الأخيرة» في الثمانينيات.
تعود الكشوف العلمية للبتراء الى نحو مئتي عام، وعمل تاتل بالموقع لما يقارب العقد.
وتقع المنصة على بعد 900 متر من وسط المدينة القديمة، ولكن بعيدا عن الطرق التي يستخدمها السياح وبعيدا عن الآثار الكبرى، وفقا لما ذكره تاتل أمس الجمعة. والمنصة ليست واضحة من الأرض أو التلال القريبة، وبرزت خطوطها العريضة فقط في صور الأقمار الصناعية والطائرات غير المأهولة.
وقال الاثري الذي تعاون مع سارا باركاك من جامعة ألاباما في بيرمنغهام «إنها منصة كبيرة للغاية سار عليها العديد منا (الأثريون) على مدار سنوات، وربما لم ندرك حتى أننا كنا نسير عليها».
وشيدت المنصة بتسوية هضبة طبيعية، وفقا لما توصل إليه الاثنان من حقائق، تم نشرها في الشهر الماضي في نشرة الكليات الامريكية للابحاث الشرقية. وتبلغ مساحتها نحو 56 في 49 مترا او نحو حجم ستة ملاعب كرة سلة.
وبنيت منصة أخرى أصغر قليلا على الأولى وتم رصفها بالبلاط الذي تعرض بعض منه للتآكل، وفقا لما ذكره التقرير. وتظهر بقايا بنيان صغير يضم العتبة، في المنصة الأصغر.
وكان الجانب الشرقي للمنصة الأصغر مزدانا في الأصل بصف من الأعمدة التي كشفت عنها بعض عمليات الحفر غير القانونية، وفقا لما كتبه الباحثان. وكتبا أن الأعمدة «تتوج درجا أثريا يمتد بعرض المنصة الأصغر». وعثر على بعض الدرجات النائمة في الدرج على مسافة في منحدر.
واكتشف فريق تاتل فخار سطحي في الموقع، يعود بعضه إلى ذروة عصر النبطيين منذ أكثر من ألفي عام، ولكن بعضه أحدث بكثير.
وكتب الباحثان «يبدو أنه من المرجح إلى حد كبير أن المنصة والبنيان تم تشييدهما في البداية لخدمة أغراض احتفالية».
وهناك إجزاء شاسعة من البتراء لم يتم اكتشافها، ولكن المنصة تبدو غير معتادة بين آثار المدينة.
وقال تاتل إنه لا توجد خطط للكشف عن المنصة بأكملها.
وقال تاتل «في اللحظة التي تكشف فيها عن شيء ما، يبدأ في الانحلال، وهذه هي مشكلة البتراء رقم 1. الآثار المصنوعة من الحجر الرملي تتحلل…من تعرضها للرياح والأمطار والشمس، ولذا فان ما سنفعله اذا ما عدنا الى هناك هو الحفر المستهدف».
