أجاثا كريستي تجتذب العالم الرقمي

كشفت دراسة أجرتها جامعة غرب لندن أن توسيع نطاق الوصول إلى شبكة الإنترنت في وسائل النقل وانتشار الأجهزة الذكية المحمولة قد أدى إلى تمديد العمل، وترى الدراسة أنه يجب احتساب تلك الساعات الإضافية ضمن ساعات العمل اليومية حتى لو خارج محل العمل.. مزيد من التفاصيل في تقرير نسيمة بن أحمد.

إعلان مثير قد تجده على الإنترنت، لكنه قد يتسبب في كوارث إنسانية، لا ينتهي أثرها إلى الأبد، قد تتخيل أن الحفاظ على سلامة أطفالك أو حماية منزلك من اللصوص ومتابعة نشاط الموظفين في شركتك يتطلب مراقبة كل شيء حتى وإن كانت الرسائل الخاصة وسجل المتصفح في الهاتف المحمول.

قد يبدو الأمر مثيرا في البداية، حينما تقرأ عنوان يومض ليسألك «هل تتعرض للخيانة»؟ أو ينصحك بـ«لا تكن آخر من يعلم».

«هل تُريد مراقبة هاتف طفلك أو موظفيك؟ تطبيق التجسس للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية سوف يُمدك بكل الأدوات التي تحتاجها لتكتشف الحقيقة أو لمتابعة من تُحبهم.

تتبع بالـGPS والمكالمات والرسائل النصية وبرامج المراسلة الفورية وحتى مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع عامة، باقة برنامج التجسس للهواتف المحمولة التالية هي مفتاح الراحة النفسية والأمان، رخيص وسهل الاستخدام، خلال دقائق يمكنك أن تُصبح بنفسك مُحققا خاصا.

حسنا يبدو الأمر مثير، كل زوجة تستطيع من الآن مراقبة زوجها، وكل زوج يستطيع أن يحصي أنفاس زوجته، ويوبخ أبناءه إن خالفوا التعليمات، وإن لم يسيروا حسب «القواعد» التي حددها.

مؤخرا طرحت عدة شركات، تقدم تكنولوجيا عبر الهواتف والأجهزة اللوحية، أنواعا من التطبيقات التي تمكن مقتنيها من مراقبة هواتف بعينها، وبررت الشركات بأن تلك التطبيقات تمكن مستخدميها الذين ينوون شراء خدماتها من متابعة سير العمل وعدم إفشاء الأسرار، وتلقي تلك التطبيقات رواجا كبيرا في بعض الشركات، التي تجبر موظفيها على تنزيل التطبيق عبر هواتفهم المحمولة.

وامتدت الخدمات أيضا لتشمل باقات متنوعة تختلف بين مراقبة المكالمات الصادرة والواردة فقط، أو مراقبة الرسائل النصية، وتطبيق واتس آب وفايبر وحسابات «فيس بوك» والبريد الإلكتروني والرسائل النصية.

أشهر تلك البرامج هي mSpy وFlexiSPY وSpymaster Pro.

تلك البرامج بإمكانها أيضا تحديد الموقع الجغرافي عن طريق خدمة GPS وهُناك تطبيقات أخرى تُراقب بالفعل كل مايحدث على الجهاز المستهدف بدون استثناء، بعض باقات برامج التجسس تتمتع أيضا بإمكانية استخدام كاميرا الهاتف المستهدف لالتقاط صور وتسجيل مقاطع فيديو للمكان الذي يتواجد فيه، وبعض البرامج تُوفر أيضا إمكانية تسجيل الأصوات المحيطة بالجهاز.

بقدر ما يبدو الأمر مثيرا، إلا أنه قد يكون نظاما ديكتاتوريا، حذر منه البروفيسور كاري كوبر، أحد الأعضاء البارزين في منظمة «ورك فاونديشن»، حيث يرى أن منح الثقة للموفين تزيد من الإنتاجية.

قال استشاري تكنولوجيا المعلومات أحمد ربيع، إن هناك تطورًا كبيرًا في صناعة تكنولوجيا الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، حيث بدأت الأغلبية التخلي عن الحواسب المكتبية، متجهة نحو الهواتف الذكية لما توفره من سهولة في التعامل.

وأكد “ربيع” خلال مشاركته ببرنامج “يوم جديد”، على شاشة “الغد العربي” اليوم الأربعاء، أنه لا بد من الفصل بين الاستخدام الذي يتطلبه المستخدم العادي وبين الاستخدام الاحترافي الذي تتعامل به الشركات الكبيرة والتي تسطيع من خلاله أن تقدم محتوى احترافيًا ، فمتطلبات كل منهما تختلف عن الآخر.

وتابع، “خلال الـ3 سنوات الأخيرة بدأت الشركات المصنعة للهواتف والأجهزة اللوحية مثل ميكروسوفت ولينوفو وغيرها من الشركات في الاعتماد على الأجهزة متعددة الوظائف فمن الممكن أن تستخدمها كهاتف محمول أو جهاز مكتبي” .