قال مراسل الغد في مخيم جنين، إن المخيم يعيش حالة من الحداد والإضراب العام، امتدت إلى كل مدن الضفة الغربية، بعد سقوط شهداء، اليوم الخميس، من جراء عملية اقتحام عسكري إسرائيلية.
وأضاف مراسل الغد، أن هناك بيانات متتابعة تخرج من الفصائل الفلسطينية للحداد والدعوة للخروج إلى نقاط التماس مع جيش الاحتلال، في الوقت الذي يتوافد فيه أهالى الضحايا للمستشفيات لمعاينة ذويهم، في الوقت الذي تخرج فيه الجنازات من مستشفى ابن سينا إلى مستشفى جنين الحكومي حيث ثلاجات الموتى.
وأوضح مراسلنا أن الوضع كارثي في مخيم جنين، بعد اقتحام عشرات الآليات العسكرية للمخيم، وقد تمكن المقاومون من إسقاط طائرة استطلاع إسرائيلية كانت تمد قوات الاحتلال ومركز العمليات بمعلومات.
وأضاف أن انطلاق جنازات الشهداء سيكون تباعا، مشيرا إلى أن بعضهم من الجنوب الغربي للمخيم، وبحسب القوى الفلسطينية سوف يكون تشييع الجنازات على مراحل.
من جانبه، قال مهدي شرقاوي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، إن ما حصل اليوم بمخيم جنين، هو عدوان كبير واسع النطاق لم يحدث منذ عام 2002، إذ شملت القوات وحدات خاصة وتشكيلات عسكرية أخرى.
وأشار في مداخلة له مع قناة الغد قائلا “الاحتلال يرغب في زيادة فاتورة الشهداء بهدف أن تدب روح اليأس في مخيم جنين، وأن يكسر إرادة المقاومين في الميدان، غير أن كل ذلك انكسر اليوم وثبت المجاهدون في مواقعهم وأحدثوا إصابات مباشرة في جنود المحتل”.
وأضاف قائلا “نحن نواجه أشرس قوة عسكرية في المنطقة ولديها كافة العتاد، غير أننا نواجهها بعقيدة ثابتة ونقاتل في الميدان بها وقد بايع المقاومون بعضهم على الموت في سبيل رفع الظلم عن الفلسطينيين، وقد حطم مخيم جنين مطامع الاحتلال، وخرج أفراد كتيبة جنين وشهداء الأقصى أكثر قوة وثباتا في الميدان”.
وأشار القيادي إلى أن حركة الجهاد الإسلامي وصواريخ الحركة جاهزة للرد في أي وقت على العدوان الإسرائيلي، لكن الميدان له حسابات أخرى، وصاحب القرار هنا أو هناك لا يريد التصعيد، وكذلك القوى الإقليمية.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي استفرد بمخيم جنين، مطالبا المقاومة الفلسطينية بالتوحد وإعادة حساباتها مرة أخرى، وأن يكون هناك وحدة وتنسيق في العمل والرد وصتل رسالة للاحتلال أن ما يحدث في جنين تتأذى منه غزة وكل فلسطين.
من جانبه وصف أحد رجال الإسعاف الفلسطيني محاولة الدخول لإنقاذ المصابين بأنها أشبه بعملية انتحارية، وقال “لم يكن مسموحا لنا بالدخول لإنقاذ وإسعاف المصابين، غير أننا لم نقصر وحدث تعاون مشترك بين طواقم الإسعاف الخاص والهلال الأحمر، واستطعنا إخلاء 9 شهداء و14 إصابة بينهم 4 إصابات بحالة خطرة”.
وذكر عضو الإسعاف الفلسطيني أن القانون الدولي يؤكد على أن الطواقم الطبية محايدة ويتم تسهيل مهمتها، لكن ما حدث اليوم أكبر من قدرة الطواقم، متابعا “ما حدث كان بمثابة مجزرة حقيقة على أرض المخيم”.
وقال إن التأخر عن المصاب لمدة 5 دقائق فهذا معناه أنه قد يستشهد أو يدخل في مرحلة خطيرة.