تتحسب الدوائر السياسية في الغرب من تداعيات الخلاف الروسي – الأمريكي على الساحة السورية، مع ترجيح تصاعد التوتر الذي يجهض أي محاولة قد تلوح في الأفق لحل للأزمة السورية، بينما أكد مسؤول في الخارجية الأمريكية لـوكالة الأنباء الألمانية، أن إدارة الرئيس باراك أوباما تدرس بتمعُّن خيارات في سورية، غير محصورة في الشق الديبلوماسي.
تداعيات الخلاف الأمريكي ـ الروسي، بدأت تفرض وجودها على المشهد السوري، مع التصعيد الميداني الواسع، في ظل أجواء من الحرب الباردة بين القوتين العظميين، روسيا الاتحادية والولايات المتحدة، وبات واضحا أن حسابات الانتصار والهزيمة، أصبحت هاجس كل من واشنطن وموسكو، عبر موقف كل من النظام السوري، والمعارضة المسلحة، ومعها الجماعات الإرهابية التي تناهض النظام السوري، وبحسب تحليل الخبير العسكري الألماني، أدلم بيروف، فإن روسيا لن تترك حليفها السوري يسقط، وأمريكا لن تترك النظام السوري يصمد، وكل من الدولتين تحسب النقاط فوق الساحة السورية ، وفي صورة صراع لم يعد مستترا من سنوات الحرب الباردة.
وأوضح الخبير العسكري في تقييمه للواقع على الساحة السورية في ظل اجواء الحرب الباردة، فإن الجيش السوري يواصل بغطاء جوي روسي، محاولته «تركيع» المعارضة في حلب، ويحاول الروس فرض «أمر واقع سوري» على الإدارة الأميركية المقبلة، سواء كان السيّد الجديد للبيت الأبيض دونالد ترامب أو هيلاري كلينتون.. في حين تزايد الحديث في العاصمة الأميركية عن تسليح جدي للمعارضة السورية، و أن واشنطن تُراجع خيارات جمعتها من وكالات في الإدارة وهي ليست ديبلوماسية فقط، وإنما تُركّز أيضاً على الخبراء الماليين (عقوبات) والعسكريين والاستخبارات.
ويشير الخبير الألماني، إلى اجتماع مسؤولين من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، اليوم الأربعاء في برلين, لبحث سبل حل الصراع السوري.. موضحا أن الهدف في مثل هذا الوقت العصيب هو البحث عن اقتراحات بشأن كيفية القضاء على العنف في سوريا والعودة إلى العملية السياسية، خاصة وأن فرنسا وإسبانيا تعملان على التوصل إلى هدنة فورية في سوريا يتبناها مجلس الأمن الدولي, وتشمل الخطة وقف تحليق الطيران الحربي فوق مدينة حلب. ويأتي ذلك عقب إعلان الولايات المتحدة تعليق محادثاتها مع روسيا بشأن الصراع الدائر في سوريا
الاجتماع برعاية وزارة الخارجية الألمانية، لا يتعدى حدود التشاور على مستوى مسؤولين “درجة ثانية” بحسب تعبير ” بيروف” ولن تصدر عنه نتائج حاسمة، وهو ينعقد مع تصعيد في حدة التلاسن الأميركي – الروسي في شأن المسؤولية عما يحصل في حلب وغيرها من المدن السورية، وسط تأكيد موسكو معلومات أميركية عن إرسالها منظومة صواريخ «أس 300» المتطورة إلى طرطوس على الساحل السوري.. بينما عقد في البيت الأبيض اجتماعاً أمس لمراجعة كل الخيارات، بما فيها ضربات جوية تطاول مدارج طائرات النظام السوري، باستخدام صواريخ «كروز».
المشهد السوري، أصبح رهن حسابات الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو، واعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن قرار واشنطن تعليق قنوات الاتصال مع موسكو بشأن سوريا يدل على سعي الأمريكيين لعقد “صفقة مع الشيطان” أي الإرهابيين، من أجل إسقاط حكومة الأسد. وفي المقابل انتقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، روسيا لـ «قرارها الطائش وغير المسؤول» بدعم الرئيس الأسد، وقال إن موسكو «تغاضت» عن استخدام الأسد غازَ الكلور والبراميل المتفجرة بصورة بشعة، وتُطبّق سياسة الأرض المحروقة بدل الدبلوماسية.
