قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال ندوة تثقيفية لأفراد القوات المسلحة اليوم، الأحد، إن أحد الإعلاميين انتقد اجتماعه برئيس شركة “سيمنز”، خلال غرق محافظة الإسكندرية بسبب الأمطار الموسمية، وهو ما اعتبره الرئيس “تجاوزا لا يليق” وتساءل “أنتم بتعذبوني إني جيت وقفت هنا.. ولا إيه؟”.
وانتقد السيسى مصداقية بعض الإعلاميين، قائلا: “هو القطاع ده (الإعلام) مفهوش كوارث؟”، وحذر: “إحنا كده بننشر جهل بين الناس”، معتبرا أن الإعلام لا يقدم الحقيقة الكاملة للمشاهد حول أداء الرئاسة، واختمم حديثه: “أنا المرة الجاية هشتكي للشعب المصري منكم”.
لكن تلك ليست المرة الأولى، التي يوجه فيها الرئيس المصري ملاحظات على أداء الإعلام، “الغد العربي” يرصد أهم تلك الأحداث:
الخميس المظلم
لم تعرف مصر يوما انقطعت فيه الكهرباء مثل يوم الخميس 4 سبتمبر/أيلول 2014، وقال الرئيس نفسه إن ذلك اليوم لم يواجه مصر طيلة الـ30 عاما، حيث انهار مرفق الكهرباء بالكامل.
وفي خطابه يوم السبت 6 سبتمبر/أيلول، توجه الرئيس للشعب بالاعتذار، وتوضيح إجراءات الدولة لمواجهة أزمة الكهرباء، مطالبا بالصبر.
وفي السياق، انتقد الرئيس أداء الصحف في تغطية أزمة الكهرباء، مستنكرا عناوين إحدى الصحف، والذي تصدرها مانشيت “منورة يا حكومة”، وتساءل “هي دي معالجة الأزمة؟!”.
تجديد الخطاب الديني
خلال لقاء تفقدي لأعمال التدريب بالكلية الحربية، تحدث الرئيس عن إرسال قوات جوية وبحرية للمشاركة في عملية عاصفة الحزم باليمن، وأشار ضمن الخطاب إلى إساءة الإعلام فهم دعوته لتجديد الخطاب الديني.
قال السيسي وقتها إن “تناول الخطاب الديني بهذه الطريقة في وسائل الإعلام ليس في مصلحة الدين والوطن”.
جاء الخطاب عقب حادث “كفر الشيخ” الإرهابي، الذي أسفر عن استشهاد طالبين بالكلية الحربية، كانا في محيط القنبلة التي انفجرت يوم 15 أبريل/نيسان 2015.
كانت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، في 2 أبريل/نيسان 2015 أصدرت قرارا بوقف بث برنامج “مع إسلام”، الذي يقدمه الباحث إسلام بحيري، بعد شكوي مقدمة من مؤسسة الأزهر، اعتراضا على محتوى البرنامج، ويوم 22 من الشهر نفسه أصدرت القناة بيان إيقاف البرنامج.
الأربعاء الدامي
انتقد الرئيس السيسي أداء الإعلام المصري بعد تغطية أحداث الهجوم الإرهابي لولاية سيناء “داعش”، ما أسفر عن مقتل 123 عنصرا إرهابيا، و17 شهيدا، حسب بيان المتحدث العسكري.
وحدث تضارب في أعداد المهاجمين والقتلى، بين البيانات الرسمية والتقارير الصحفية التي قدرت عدد الشهداء بـ70 شهيدا.
وأطلقت الصحافة المصرية مسمى “الأربعاء الدامي”، حيث استمرت المواجهات طوال اليوم، ولم تنته إلا بانسحاب الإرهابيين تحت نيران طائرات الأباتشي المصرية.
وألقى الرئيس خطاب بالبدلة العسكرية، يوم 4 يوليو/تموز 2015، وقال للجنود والضباط “لو شوفتوا إخراج الموضوع ده تم إزاي، إعلام الداخل والخارج ساهم في أنه يطلع الصورة دي بالشكل ده”.
جدير بالذكر أن الرئيس اجتمع بالإعلاميين مرتين، تحدث خلالهما، عن أهمية الوعي بحجم المشكلة، لأن ذلك يعد بداية الحل الحقيقي لها.
وهو ما أكد عليه اليوم، الأحد، للإعلاميين، قائلا: “أرجو أن تبثوا الأمل في نفوس المواطنين، وتجنب الإحباط الذي يبث بشكل مستمر، وأتمنى أن يتشكل الوعي والإعلام في بث الأمل وتحقيق الاصطفاف الوطني”.
