أحلام بلجيكا تحطمت لكن كأس العالم وحدت بين أبنائها
انتهى حلم منتخب بلجيكا في كأس العالم لكن مسيرته الناجحة حتى الخروج الصعب أمام فرنسا 1-صفر بالدور قبل النهائي تركت أثرا طيبا قد يساعد في تماسك البلد المعروف بانقساماته.
وقال الطالب ألفا أومبا بعد متابعة مباراة الأمس “إن مثل هذه الأحداث تجمع شمل المتحدثين بالهولندية والفرنسية (داخل بلجيكا). إنها مفيدة حقا”.
ورغم الإحباط يشعر معظم السكان البالغ عددهم 11 مليون نسمة بسعادة تجاه أداء بلجيكا التي نجحت في إقصاء البرازيل الحاصلة على اللقب خمس مرات.
وقليل من الناس يتوقعون أن تغير كرة القدم السياسة سريعا، ويكثر التأمل في المستقبل اليوم الأربعاء حين يحيي شطر البلاد الناطق بالهولندية عطلته “القومية” الخاصة التي توافق انتصارا بالقرن الرابع عشر على الفرنسيين.
وتحامل رئيس وزراء منطقة فلاندرز الناطقة بالهولندية خييرت بورجوا على نفسه حتى يقول إن الفخر الفلمنكي والبلجيكي يمكن أن يتعايشا سويا “هذا هو ما يجري في عروقنا وهو ما يمنح فلاندرز شكلا خاصا”.
ويطالب حزبه “التحالف الفلمنكي الجديد” وهو أيضا أكبر كيان سياسي بالبرلمان بالاستقلال عن إقليم والونيا الأفقر الناطق بالفرنسية.
ويخشى أبناء المنطقتين من بعض الأشخاص الراغبين في إفساد الفرحة خاصة عندما يفيض الشعور القومي المشترك ومنهم زعيم الحزب بارت دي فيفر الذي واجه انتقادات لتعليقه علم منطقة فلاندرز على نافذته بعد انتصار بلجيكا على البرازيل.
وحتى في الصحف الفلمنكية، نشرت إحدى الصحف رسما كارتونيا لدي فيفر في وقت لاحق وهو يلعن كرة القدم قائلا “أكره كرة القدم” وفي المقابل احتفل شارل ميشيل رئيس الوزراء الاتحادي للمنطقة الناطقة بالفرنسية بالفوز على البرازيل.
وقالت زوهال دمير وهي وزيرة في حكومة ميشيل عن حزب التحالف الفلمنكي لصحيفة دي ستاندرد إن خصوم الحزب يستغلون نجاح الفريق القومي متعدد اللغات للنيل من الانفصاليين.
وقالت “ليس لكرة القدم علاقة بالسياسة. كرة القدم احتفال والجميع سعداء ويمكن أن تروني أمام شاشة كبيرة أيضا”.
وللصحفية الرياضية الفلمنكية أنوك توربينز رأي آخر في شعار “نحن بلجيكا” الذي يرفعه منتخب بلجيكا بالانجليزية فقط وتراه تحديا ومصدرا لإثارة الغضب.
وكتبت توربينز تقول “يتذمر الفلمنك من كل شيء تقريبا. البلجيكيون يشعرون بالفخر ويحبون الاحتفال. كوني بلجيكية يسعدني أكثر من كوني فلمنكية”.
ونال المنتخب البلجيكي الملقب بالشياطين الحمر إعجاب الكثير من المشجعين في أنحاء العالم بطريقة لعبه المتألقة وأيضا لتعبيره عن بلجيكا الموحدة التي هي موطن أبناء فلاندرز ووالونيا وأيضا الكثير من المهاجرين الوافدين من شمال أفريقيا.
وعن ذلك كتب يان سيجرز في صحيفة هيت لاتسته نيوش الناطقة بالهولندية “هذه هي الصورة الجديدة لبلجيكا. بلد في صورة مجموعة من الشباب الموهوب، المنضبط، المبدع، الهادئ، المنفتح والطموح. هل ترغبون في العيش هنا”.
